علي جمعة يكشف عن 4 كلمات تجعلك في أعلى شعب الإيمان
قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن أعلى شعب الإيمان "لا إله إلا الله"؛ فالإيمان بالله ومحله القلب يجعل القلب فوق العقل، ويجعل العقل فوق السلوك.
وأوضح جمعة في منشور له، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن هذا يختلف اختلافا بينًا عما يتبناه كثير من الناس من أن السلوك هو الذي يتحكم في العقل، وأن العقل يمكن أن يسكت القلب.
وأضاف أن ذلك بعد أن تحولت الأمور إلى مصالح ومنافع مادية ضيقة مات فيها الإنسان أمام الله ثم مات أمام نفسه، وتحول من كائن رباني تتجلى عليه الفيوضات إلى كائن بيولوجي لا يساوي قطعة لحم تقوم بنصف دولار في مواد تركيبها.
وتابع كما يقول عبد المحسن صالح في كتابه الماتع (أنت أيها الإنسان كم تساوي؟)، مشيرًا إلى أن تنحية قضية الألوهية في مجال الطب قد أثرت كثيرًا؛ فلم يعد الطبيب يدرس المريض دراسة كلية، ولم يعد يعالج أسباب المرض، بل اهتم بالقضاء على أعراضه.
وواصل أنه لم يعد يراعي أحوال البيئة، ولكنه نزعه انتزاعا منها، وأذهبه إلى المعمل، وتقلص الاعتماد على ما خلقه الله في هذه الطبيعة من غذاء ودواء، مبينًا أن علماء الطب اكتشفوا هذا المعنى، فحاولوا أن يبحثوا عن فنون العلاج في هيئة أخرى سميت بالطب البديل، وشعبت إلى نحو ثلاثين بندًا.
واكمل أن المدارس والأفكار والآراء بدأت تختلف حول ذلك؛ لأنها لم تنتظم في رؤية كلية واحدة، منوهًا أن كثير ممن دخل إلى فنون العلاج دخلها من باب المادة وكثير ممن دخل من باب المادة دون أن يسيطر القلب على العقل، ولا العقل على السلوك لم يجد لها فائدة مثل ما في الطب الحديث من فوائد مادية مبشرة، وكأن فنون العلاج قد فقدت شرطها.
ونبه أن المسألة أكبر من أن تحل من غير عودة العقيدة، فترى نظامًا يعتمد الإبر الصينية، وترى نظاما آخر يتهمها بالدجل، وعلى كل حال، فعندما استعمالها الصينيون استعملوها من خلال نظام متكامل، ليس من الحكمة أن ينزع منه، ثم نبحث عن النتائج مع فقدان الشروط.
وأفاد بأن هذه الرؤية أثرت عندما فقد من منظومة التفكير قضية الألوهية في مجال الاقتصاد؛ الذي أصبح مجالا للزيادة الكمية ابتداء من تعريف المشكلة الاقتصادية بأنها كثرة الحاجات بإزاء قلة وسائل الإشباع النسبية، حيث سنرى مشكلات في تحديد معنى الحاجة، ومعنى الندرة، ومعنى النسبية، ما يترتب عليه جعل علم الاقتصاد قيميا يحتاج إلى القيم، ويمكن وصفه بالإسلامي أو البروتستاني أو الشيوعي كما فعل بعضهم.
واختتم أنه كلما نزعت قضية الألوهية من مجال من المجالات رأيناه يغلق على نفسه، ويسير في اتجاه واحد، ويقطع ما بين الإنسان وما بين تراثه الإيماني، في حين أن الله -سبحانه وتعالى- قد خلق بعض العلامات حتى يدلنا بها على حقائق بسيطة أغفلها الكثيرون، ومنها الدائرة، فمن سار في اتجاه واحد فإنه يخرج عن حد الدائرة دون أن يشعر.