قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

جودي ..عن خسائر الشهرة والمجد


الفيلم الثالث على التوالي الذي تنتجه السينما العالمية عن حياة مطربين راحلين داليدا وفريدي ميركوري وأخيرا جودي واللافت أن القاسم المشترك بينهم هو العذاب في حياتهم والنهايات المؤلمة!
بالتأكيد صعب تفسير حياة هؤلاء النجوم "المبدعين" والتي ممكن القول انها قليل من السعادة كثير من الحزن والألم سواء النفسي والعاطفي أو ألم المرض ! ممكن القول أن هناك ثمن باهظ يدفعه الفنان من إستقراره النفسي والعاطفي وصحته والتضحية مقابل النجومية والشهرة، هي قصة كثير من نجوم هوليوود مع رحلتهم للمجد.

"جودي جارلاند" أحدث أفلام السير الذاتية للفنانين هي فنانة أمريكية بدأت كممثلة منذ كانت صبية صغير قبل أن تتجه للغناء وتحقق نجاحا كبيرا في أمريكا وأوروبا ثم نهاية حياتها في سن 47 عام 1969بجرعة مهدئات زائدة! بعد أن تدهورت حالتها المادية واضطرت للغناء في برامج تليفزيونية او اماكن صغيرة في لوس انجليس.

الفيلم يتحدث عن المحطة الأخيرة في حياتها فترة الركود الفني والغرق في الديون مع مشاهد فلاش باك لطفولتها والتي كانت أيضا "مرحلة مضطربه" بها ضغط نفسي ظل تأثيره معها للنهاية وهي تصارع تلك الحياة القاسية.
يروي الفيلم العام الأخير قبل وفاتها حيث بدت "جودي" في أسوأ حالاتها النفسية في تلك الفترة، إنسانة غير متزنة مدمنة للكحول والمهدئات فقط تتوهج عندما تقف تغني على المسرح ذلك الشيء الوحيد الذي يسعدها من خلال إظهار كيف كانت قادرة على "لملمة" نفسها بطريقة سحرية وهي في أسوأ حالاتها حتى غير قادرة على ارتداء فستان الحفل!، لتقديم عروض رائعة على المسرح، في واحد من أفضل مشاهد الفيلم أداءا لرينيه زيلويجر.
خلال مراحل حياتها أصبحت جودي مدمرة نفسيا وحتى انها أصبحت تعيش بشكل عشوائي لا يليق بنجمة مثلها.

كاتب السيناريو المأخوذ عن عمل مسرحي لجأ لمشاهدة لقاءات جودي التليفزيونية حتى يتعرف على تلك الشخصية والتي اكتشف حجم كبير لمأساتها في طفولتها وإستغلال غير آدمي لإستديوهات هوليوود لموهبتها وهي طفلة، فصنع "توم إيدج "سيناريو جيد هو والمخرج روبرت جولد وضح معاناة إمرأة وحيدة مع لمحات فلاش باك للطفولة بررت جزء كبير من حجم تلك المعاناة التي عاشتها "جودي" وخلق تعاطف معها من جانب المشاهدين، وربما فضل أن يتم التركيز على العام الأخير فهو الفصل الأكثر دراما في حياتها مع فصل البدايات وهي طفلة.
من أفضل عناصر الفيلم الأداء الرائع للممثلة رينيه زيلويجر هو أول شيء يجذبك وأنت تشاهد الفيلم وبالتأكيد هي من أكثر الممثلات حظوظا في نيل الأوسكار هذا العام، أداء لحركات الجسد وطريقة السير وأداءها على المسرح حتى طريقة حديثها وتدخينها للسجائر، تقمصت رينيه الشخصية بشكل مذهل ولم تقع في فخ التقليد للشخصية الحقيقية.

يقولون "لا يحكم على المرء بمقدار ما يحب وإنما بمقدار ما أحبه الآخرين" بالتأكيد أحب الجمهور "جودي" ليس في الولايات المتحدة وحدها وإنما في جميع أرجاء العالم، ولكن لم تستطيع تحمل صعوبات الحياة وحدها والتي تثاقلت عليها حتى أنهكتها.

تذكرت سعاد حسني والتي اتمنى ان تجد سيرة حياتها المليئة بالدراما الإنسانية طوال حياتها وحتى "مقتلها" والغموض الذي ساد أيامها الأخيرة ونهايتها، مكانها على شاشة السينما فهي تستحق أن تروى، ولكن اتمنى ألا يكون عملا متعجلا وغير جيد مثل المسلسل الذي ظهر قبل عدة سنوات.