محمود صباغ:
- خيري بشارة يعتبر أيقونة من أيقونات السينما المصرية والعربية
- نريد بهذا التكريم تقديم العرفان لخيري بشارة على مجمل تجربته الحيّة
أعلن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، أن برامج العروض الاستعادية في نسخته الأولى ستكون مخصصة لأعمال المخرج المصري خيري بشارة، أحد رواد سينما الواقعية الجديدة في مصر والعالم العربي في الثمانينات الميلادية، وصانع موجة سينما الشباب وأفلام الفانتازيا الشعبية في مطلع التسعينات.
وإضافة إلى تكريمه في حفل الافتتاح، المزمع إقامته على ساحل جدة التاريخية في 12 مارس 2020، وسوف يتم عرض أفلام المخرج الرائد في عروض جماهيرية على الشاشة الكبيرة طيلة أيام المهرجان، بحضوره الشخصي وعدد من أبطال وبطلات أفلامه.
وكانت مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي قد اضطلعت في الأشهر الماضية بترميم تسعة أفلام لخيري بشارة، عبر معالجة النسخ الفيلمية الأصلية وترقيتها تقنيًا، كإسهام من المؤسسة للعناية بالتراث السينمائي العربي والعالمي.
ومن الأفلام التي تم ترميمها واختيارها للعرض ضمن البرنامج: فيلم "العوامة 70" (1982)، فيلم "الطوق والأسورة" (1986)، فيلم "يوم مر ويوم حلو" (1988)، فيلم "كابوريا" (1990)، فيلم "آيس كريم في جليم" (1992)، فيلم "حرب الفراولة" (1993)، وفيلم "إشارة مرور" (1995).
وتعد الأفلام المختارة من علامات السينما المصرية والعربية، وقد صرّح محمود صباغ مدير المهرجان: "أن خيري بشارة يعتبر أيقونة من أيقونات السينما المصرية والعربية الذي ألهمت أعماله وتجاربه العديد من مخرجي ومخرجات الأجيال الجديدة لما تضمنته من معانٍ إنسانية عميقة، وأساليب فنية جريئة وأصيلة".
كما يستمر صباغ: "نريد بهذا التكريم تقديم العرفان لخيري بشارة على مجمل تجربته الحيّة، الذي هو في أصله أيضا تقدير للسينما المصرية ورياداتها المتعاقبة".
وعن عروض أعماله على الشاشة الكبيرة للجمهور يقول صباغ: "نريد استنباط النمط الريادي وحس التجديد الأصيل ليكون حافزًا وإلهامًا وموضوع حوار أمام التجارب الصاعدة، فضلًا عن أننا نتيح فرصة أمام الجمهور المحلي لمشاهدة الأفلام التي كانت جزءًا من ذاكرته في نُسخ مرممة حديثة، على شاشات سينما مجهزة، تمنحهم كامل التجربة السينمائية التي ربما تعذّر عليهم معايشتها في الماضي".
تخرّج خيري بشارة من معهد السينما العالي في عام 1967، حيث درس تحت إشراف مخرجين كبار كصلاح أبوسيف ويوسف شاهين وتوفيق صالح، قبل أن يدشن مسيرته السينمائية بإخراج فيلمه التسجيلي "صائد الدبابات" (1974)، الذي أعقبه بأكثر من عشرة أفلام بين تسجيلية وروائية قصيرة حتى نال لقب "نجم السينما التسجيلية في السبعينات".
وبحلول الثمانينات، أخرج بشارة فيلمه الروائي "العوامة رقم 70" (1982) الذي يعتبر التأسيس الحقيقي لما يسمى بـ"تيار الواقعية الجديدة في مصر". ثم أتبَعه بعدّة أفلام تعاون فيها مع كتّاب معروفين مثل عبدالرحمن الأبنودي في "الطوق والأسورة" (1986)، فايز غالي في "يوم مر ويوم حلو" (1988)، وشاركه فيها ممثلين كبار مثل أحمد زكي، وشريهان، وفاتن حمامة.. ومع بداية التسعينات، دشّن بشارة موجة أفلام الفانتازيا الشعبية بإخراج أفلام مثل "كابوريا" (1990).
إضافة إلى برنامج الترميم، ينشر المهرجان كتابًا يضم سيرة خاصة لخيري بشارة، معززًا بصور أرشيفية لم يسبق نشرها، من تحرير الناقد السينمائي محمد سيّد عبدالرحيم.