نشر عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورًا للمئات من أهالي مدينة سرس بمحافظة المنوفية، أثناء قيامهم بتلاوة ختمة قرآنية على روح جارهم الحاج "مصطفى حجاج"، حبًا فيه وفي أعماله الصالحة وسيرته الطيبة بين أهالي قريته.
الصورة نالت استحسانًا كبيرًا على السوشيال ميديا، ونشرها عدد من علماء ومشايخ الأزهر الشريف على رأسهم الدكتور محمد البيومي، عميد كلية أصول الدين بالزقازيق.
عميد أصول الدين بالزقازيق: فكرة رائعة نتمنى أن تنفذ دائما
وقال الدكتور محمد البيومي، عميد أصول الدين بالزقازيق، إن "فكرة تلاوة ختمة قرآنية على روح المتوفى التي شاهدناها جميلة ورائعة نتمنى أن تنفذ دائما بدلا من العزاء وتكاليفه الباهظة، ويكون الأمر عبارة عن ختمات للقرآن الكريم وإهداء ثوابها للمتوفى".
وأضاف الدكتور محمد البيومي: "لو تحققت أصبحت من الثقافات لدى الناس، وتكاليف السرادق توزع على الفقراء والمحتاجين والمستشفيات التى تخدم الفقراء".
جبر الخواطر
وقال أمير حجاج، رئيس قسم الأخبار في موقع "صدى البلد" الإخباري، إن الصورة التي انتشرت في جروبات "فيس بوك" ومصر ووصلت لبعض الدول العربية، هي صورة خاتمة القرآن الكريم لوالده بعد وفاته بيومين.
وأضاف: "فوجئت بالآلاف مشيرين الصورة يترحموا على بابا وبيدعو له، بابا كان بيعمل إيه عشان يموت وهو بيضحك وعشان الآلاف ييجوا يشاركوا في الدفن رغم إن الدفنة كانت بعد صلاة الظهر، يعني وقت شغل الناس وانشغالهم والآلاف يحضروا العزاء في زحام شديد، والقارئ يختم بعد كل آية أو آيتين بالكتير لتخفيف الزحام، كان بيجبر بخاطر كل الناس وعمره ما رجع حد زعلان وعمره ما شال من حد نهائي، بابا كان بيحب الأطفال جدا وبيعطف عليهم، بابا كان بيحب المساكين والغلابة جدا، بابا كان بيحترم الصغير والكبير، بابا مزعلش عمره من حد حتى اللي كان بيسيء ليه، بابا كان مبتسم في وش كل الناس، بابا كان بيحب النبي عليه الصلاة والسلام، بابا كان قارئ للقرآن، كان دائم الذكر، كان بيحب أهل بيته، كان حريص على متابعة إذاعة القرآن الكريم".
المفتي يؤكد وصول ثواب القراءة للميت
وقال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن قراءة القرآن الكريم من أفضل العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه، وقد جاء الأمر الشرعي بذلك مطلقا، ومن المقرر في أصول الفقه أن الأمر المطلق يقتضي عموم الأمكنة والأزمنة والأحوال إلا ما جاء الشرع باستثنائه وتقييده، فقراءة القرآن على الميت: حال وفاته أو بعدها، في منزله أو في المسجد، عند القبر أو غيره، حالة الدفن أو بعدها، كل ذلك جائز شرعا ولا حرمة فيه بإجماع العلماء، إلا أن بعض المالكية ذهبوا إلى كراهة القراءة على القبر تحديدا، ولكن الشيخ الدردير -رضي الله عنه- قال: "المتأخرون على أنه لا بأس بقراءة القرآن والذكر وجعل ثوابه للميت، ويحصل له الأجر إن شاء الله".
وأخذ العلماء وصول ثواب القراءة للميت من جواز الحج عنه ووصول ثوابه إليه؛ لأن الحج يشتمل على الصلاة، والصلاة تقرأ فيها الفاتحة وغيرها، وما وصل كله وصل بعضه، فثواب القراءة يصل للميت إذا نواه القارئ عند الجمهور، وذهب الشافعية إلى أنه يصل كدعاء بأن يقول القارئ مثلا: "اللهم اجعل مثل ثواب ما قرأت لفلان"، لا إهداء نفس العمل، والخلاف يسير، ولا ينبغي الاختلاف في هذه المسألة.
قراءة القرآن للميت هل يصل ثوابها
وقال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن العلماء أجمعوا على استحباب قراءة القرآن على القبر كما نقل ذلك الشيخ العثماني في "رحمة الأمة في اختلاف الأئمة" وعبارته في ذلك: "وأجمعوا على أن الاستغفار والدعاء والصدقة والحج والعتق تنفع الميت ويصل إليه ثوابه وقراءة القرآن عند القبور مستحبة".
وقد روى البيهقي في "السنن الكبرى" بإسناد حسن – كما قال الإمام النووي – أن ابن عمر رضي الله عنهما استحب أن يقرأ على القبر بعد الدفن أول سورة البقرة وخاتمتها (2).
وأخرج الخلاّل في "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" عن الشعبي أنه قال: "كانت الأنصار إذا مات لهم ميت اختلفوا إلى قبره يقرؤون عنده القرآن".
ونص العلماء على وصول ثواب القراءة للميت، وأخذوا ذلك من جواز الحج عنه ووصول ثوابه إليه؛ لأن الحج يشتمل على الصلاة، والصلاة تقرأ فيها الفاتحة وغيرها، وما وصل كله وصل بعضه، فثواب القراءة يصل للميت بإذن الله تعالى خصوصًا إذا دعا القارئ أن يهب الله تعالى مثل ثواب قراءته للميت، ولا ينبغي الاختلاف في مثل ذلك.