تدل آثار سيناء القديمة علي وجود طريق حربي قديم ،هو طريق حورس الحربي الذي يقطع سيناء، يبدأ من القنطرة الحالية، ويتجه شمالًا فيمر على تل الحي ثم بير رمانة بالقرب من المحمدية، ومن اقطية يتجه إلى العريش، وتدل عليه بقايا القلاع القديمة.
وانشأ هذا الطريق في عهد الملك سيتي الأول، حيث يوجد خريطة بمسار الطريق في معبد الكرنك وتتضح فيها 11 محطة رئيسية لهذا الطريق أهمها قلعة ثارو ومحطة رفح كما يوجد 9 آبار مازالت شاهدا علي أهمية الطريق.
فالطريق الحربي الكبير وهو الطريق الساحلي الشمالي معروف منذ قبل عصر الأسرات الفرعونية .وما زال طريق حورس من أهم الطرق الحربية علي مر العصور .. وورد في النصوص المصرية باسم طريق " حورس ".
ثم أضيف إليه الطريق الأوسط من رأس خليج السويس مارًا بنخل، ثم يصل إلي رأس خليج العقبة . فعلي هذين الطريقين تنتشر القلاع والحصون والمدن القديمة التي لا تزال آثارها باقية .
وكان الطريق إلي تلك البلاد بريا يبدأ من حصن سيلا قرب بلدة القنطرة شرق الحالية .. ثم يسير بعد ذلك متجها إلي شمال سيناء .. ويستمر محاذيًا للشاطئ ثم يصل العريش ومنها إلي رفح ثم غزة . ثم يتجه الطريق شمالًا علي مقربة من تل الحير وتل الحدوة (مجدول) ثم بئر رمانة (قرب المحمدية) ثم يتجه إلي منطقة " قاطية" ومنها إلي العريش مارًا بسبخة البردويل.. وبئر "مزار " قرب الفلوسيات ثم العريش ومنها إلي الشيخ زويد ثم رفح .
وارتبطت بداية هذا الطريق بوجود فرع نهر النيل (الفرع البيلوزي القديم ) حيث يتضمن النقش الموجود علي معبد الكرنك صورة حصن علي ضفتي قناة تمرح فيها التماسيح وتنمو علي ضفتيها الأعشاب .
وكان طريق حورس الحربي يمثل نعمة علي مصر حيث عبرته جيوش مصر لعمل امبراطورية المصرية غرب اسيا في عهد أحمس الاول وتحتمس الثالث وسيتي الاول كما كان يسلكه الحجاج اثناء الذهاب الي الاراضي الحجازية لأداء مناسك الحج .
كما كان نقمة ايضا حيث عبرت الجيوش الغازية والمحتلة عبر هذا الطريق مثل الاشوريين والفرس والمماليك وكذلك الإسرائيليين عند انسحابهم من سيناء 1979م.
وقال الأثري الدكتور سامي عبد المالك ، إن وجود هذه المحطات يحقق على الطبيعة موقع بوابة مصر الشرقية على رأس «طريق حورس الحربي» الذي حصن عبر العصور الفرعونية منذ عصر الدولة الوسطى (القرن العشرين قبل الميلاد) وحتى العصور اليونانية والرومانية.
وأضاف «أن وجود ثلاث قلاع حربية في منطقة واحدة شيدت كل قلعة فوق أنقاض الأخرى يؤكد استراتيجية وأهمية الموقع الخاص بمدينة ثارو كمدخل لوادي النيل من ناحية الشرق».,كما تشكل القلعة أكبر منظومة دفاعية مركزية في مصر القديمة، وهى تقع في منطقة آثار “حبوه” شرق قناة السويس.
وتأتي أهمية الطريق ، أن الجيوش التي عبرت سيناء كانت تستخدمه في غزواتها , كما كانت القوافل التجارية تعتبره ممرا رئيسيا لها، مؤكدًا أن القلاع المكتشفة هي القلاع التي خرجت منها جيوش مصر في عصر الملوك العظام مثل أحمس وتحتمس الثالث وسيتي الأول والملك رمسيس الثاني ومرينبتاح وحور محب لتأمين حدود مصر الشرقية , وهو ما ذكر في البرديات والمصادر القديمة، ويتحقق الآن بالكشف عنة في الحفائر بشمال سيناء على أيدي بعثة مصرية تابعة للمجلس الأعلى للآثار.
وأوضح أن هذا الكشف الأثرى الذى يوضح طريق حورس الحربى القديم بكافة ملامحه بين مصر وفلسطين من القنطرة شرق وحتى رفح المصرية، ويرسم لنا بذلك خريطة لحدود مصر الشرقية منذ عهد الفراعنة.
وتابع أن أهمية الكشف يفسر إستراتيجية الدفاع المصرية عن سيناء عبر العصور القديمة، كما توضيح صدق المصرى القديم من خلال النقوش العسكرية التى تحاكى الواقع، وترسم خريطة طبوجرافية فريدة لحدود مصر الشرقية، وتدل على أهمية التضحيات التى بذلها أبناء مصر منذ القدم للحفاظ على أرضها.