الالتهاب الرئوي .. الأعراض والتشخيص وطرق الوقاية .. تقرير
مع دخول فصل الشتاء تظهر بعض الأمراض التي تعد تؤرق الأسرة التي تصيب الكبار والصغار على حد سواء ولاسيما في ظل التقلبات الجوية الغير مستقرة ، ومن أبرز تلك الأمراض «الالتهاب الرئوي» حيث وضعت وزارة الصحة والسكان عبر موقعها منشور توعوي للتعريف بالمرض.
ما هو الالتهاب الرئوي ؟
التهاب الرئة هو عبارة عن التهاب في الحويصلات الرئوية، التي تمتلئ بسائل صديدي، وبذلك يجد الأكسجين صعوبة في الانتقال من الحويصلات إلى الأوعية الدموية، وإذا قلت نسبة الأوكسجين في الدم فإن الخلايا لا تستطيع أداء عملها على الوجه المطلوب.
يكون الإلتهاب الرئوي على شكلين:
أن يصيب الالتهاب فصا واحدا أو جزءا من الفص وتسمى الحالة "Lobar Pneumonia"
أن يصيب أجزاء من الرئتين وتسمى الحالة "Bronchopneumonia"
هل الإلتهاب الرئوي معدي ؟
إن فرصة نقل العدوى للإلتهاب الرئوي البكتيري ضعيفة لأن الالتهاب يكون عميقآ في الرئتين، أما بالنسبة للإلتهاب الرئوي الفيروسي والالتهاب اللانوعي فإن فرصة العدوى تكون أكثر، وينتقل المرض بإستنشاق الهواء الملوث بالجراثيم من عطس أو سعال شخص مصاب، أو من استعمال أدوات المائدة الخاص بشخص مصاب بالإلتهاب الرئوي.
أسباب المرض
إن إلتهاب الرئة لا يرجع لسبب واحد، وإنما هناك أكثر من ثلاثين مسببآ يمكن تصنيفها كالتالي:
التهاب بكتيري "Bacterial pneumonia"
إلتهاب فيروسي "Viral pneumonia"
إلتهاب رئوي لانوعي "Atypical Pneumonia" بالمتفطرات الرئوية "Mycoplasma Pneumonia"
التهاب رئوي بسبب جراثيم معدية أخرى مثل الفطريات
إلتهاب رئوي بسبب التعرض للمواد الكيميائية المختلفة
الدرن "السل"
الإلتهاب الرئوي البكتيري:
يهاجم التهاب الرئة البكتيري أي إنسان من الرضع إلى كبار السن، لكن أكثر الناس عرضة للإصابة هم:
الرضع
كبار السن
المدخنون
المصابون بنقص المناعة مثل "الليمفوما –هودجيكين – العلاج بالكيماوى"
الأشخاص الذين أصيبوا بالتهاب رئوي فيروسي
بعد العمليات الجراحية الكبرى
الأطفال المعرضون لتكرار الإصابة بالالتهاب الرئوي هم:
المصابون بنقص المناعة
المصابون بالارتجاع المعدي المريئي
المصابون بتشوه خلقي في القلب أو في الرئة
المصابون بالربو أو بأمراض مزمنة في الرئتين مثل الامفيزيما
توجد البكتيريا المسببة للالتهاب الرئوي بشكل طبيعي في بلعوم الأشخاص الأصحاء، وعندما تقل المناعة بسبب نقص التغذية أو نقص المناعة أو كبر السن، تتكاثر البكتيريا وتشق طريقها إلى الرئتين مسببة الإلتهاب الرئوي البكتيري.
ويصيب الالتهاب فصا كاملا أو جزءا منه أو أجزاء متفرقة من فصوص مختلفة، وتمتلتيء الحويصلات بالسوائل الالتهابية والصديد، ويمكن أن ينتقل الالتهاب إلى الدم مسببا ما يسمى "Bacteraemia" أو إلى السجايا مسببا التهاب السحايا "Meningitis".
إن أهم بكتيريا تصيب الرئتين هي المكورات الرئوية "Streptococcus Pneumonia"
الأعراض:
يحدث الالتهاب الرئوي البكتيري بشكل فجائي أو تدريجي، ويشتكي المريض من:
ألم في الصدر
سعال مع بلغم أخضر أو مغير اللون
ارتفاع درجة الحرارة مع تعرق شديد
رعشة
ازرقاق في الشفتين والأظافر في الحالات الشديدة
اختلاط ذهني "Confusion" وهذيان في الحالات الشديدة
الالتهاب الرئوي الفيروسي:
يمثل التهاب الرئة الفيروسي حوالي نصف حالات إلتهاب الرئة تزيد عدد الفيروسات المسببة للالتهابات التنفسية مع مرور الأيام والسنين، وعلى الرغم من أن أكثرها تسبب التهاب الجهاز التنفسي العلوية إلا أن بعضها يسبب الالتهاب الرئوي خصوصا في الأطفال، لكن الإصابة عادة تكون بسيطة ويتماثل المصاب للشفاء من تلقاء نفسه، لكن في بعض الأحيان يمكن أن تكون الإصابة خطيرة وأحيانا قاتلة وخاصة في المصابين بأمراض القلب أو الرئة أو السيدات الحوامل.
الأعراض:
تكون الإصابة شبيهة بالأنفلونزا في البداية، وهي كالتالي:
حرارة
سعال جاف
صداع
ألم في العضلات
تتغير الأعراض بعد أربع وعشرين ساعة فترتفع درجة الحرارة أكثر ويصبح السعال رطبآ ويخرج المصاب بعض البلغم، ويمكن أن يحس بصعوبة في التنفس، ويمكن أن يصاب المريض بالتهاب بكتيري ثانوي بعد الإصابة بالالتهاب الرئوي الفيروسي، وهنا تكون الأعراض كالتي أشرنا إليها في الالتهاب البكتيري .
المتفطرات الرئوية:
تعد المتفطرات الرئوية أصغر الكائنات المسببة للأمراض في الإنسان، وهي تختلف في تركيبها عن الفيروسات والبكتيريا وتحمل خصائص من كل منهما، وتشكل حالات الالتهاب الرئوي بسبب المتفطرات الرئوية حوالي 20% من إجمالي حالات التهاب الرئة، وتختلف الأعراض والعلامات هنا عن تلك المصاحبة للالتهابات الرئوية البكتيرية أو الفيروسية، ولذلك تسمى الإصابة.
"التهاب رئوي لا نمطي أو لا نوعي".
الأعراض هي:
نوبات سعال عنيفة مع قليل من البلغم
حرارة ورعشة
غثيان وقيء
ضعف عام يستمر لعدة أسابيع
يصيب الالتهاب جميع الأعمار لكنه أكثر في الأطفال الكبار والمراهقين، وعلى الرغم من أن الالتهاب يشمل الرئتين جميعهما إلا أنه عادة يكون بسيطا ولا يحمل أي خطورة ونسبة الوفيات به قليلة جدا.
الالتهاب الرئوية بسبب الفطريات:
يتعرض المصابون بنقص المناعة للإصابة بـ التهاب الرئة الفطري ويكون الالتهاب الرئوي في هذه الحالة هو العلامة الأولى لمرض نقص المناعة، والفطر المسبب للمرض هو غالبآ "Pneumocystis Carinii"
يمكن علاج الالتهاب بسهولة ونجاح في كثير من الأحوال، لكن الإصابة تعود بعد أشهر من الشفاء .
الالتهاب الرئوي "ذات الرئة" الاستنشاقي "Inhalation Pneumonia":
يحدث الالتهاب الرئوي الاستنشاقي نتيجة استنشاق طعام أو شراب أو غاز أو فطر أو أي جسم غريب، ويصيب غالبا المرضى المنومين في المستشفى أو بعد العمليات الجراحية، ويمكن أن يكون خطيرا إن لم يعالج
الدرن:
تصيب جرثومة السل أو الدرن الجهاز التنفسي وتحدث أعراض وعلامات معينة
التشخيص:
يحتاج الطبيب لمعرفة التاريخ المرضي للمصاب بأعراض الالتهاب الرئوي، فيسأل عن الأعراض التي يعاني منها المريض مثل السعال والحرارة وألم الصدر وصعوبة التنفس، إلى غير ذلك من الأعراض وبعد ذلك يأتي دور الفحص السريري، فبعد قياس درجة الحرارة والعلامات الحيوية الأخرى يفحص الطبيب صدر المريض من الأمام والخلف ولابد من كشف الصدر بشكل كامل حتى يتمكن الطبيب من إجراء الفحص بشكل كاف.
ويشمل الفحص النقر على الصدر من الجهتين الأمامية والخلفية ثم الاستماع إلى صوت التنفس بواسطة السماعة الطبية، وبهذا يستطيع الطبيب اكتشاف وجود تغيرات أو علامات تنبيء بوجود الالتهاب يحتاج بعض المرضى لإجراء فحوص مخبرية مثل صورة أشعة سينية للرئتين وفحص شامل للدم، بالإضافة إلى تحليل للبلغم.العلاج:
يتماثل بعض المصابين بالالتهاب الرئوي للشفاء بسرعة وهؤلاء هم:
صغار السن
الذين تلقوا العلاج بالمضادات الحيوية مبكرا
الذين لديهم مقاومة جيدة للأمراض
الذين لا يعانون من أية أمراض أخرى
متى يجب مراجعة الطبيب ؟
ينصح المصاب بمراجعة الطبيب على وجه السرعة في الأحوال التالية وذلك لبدء سرعة العلاج ولتجنب حدوث المضاعفات
ارتفاع الحرارة الشديدة
الإحساس بألم في الصدر
الإحساس بصعوبة في التنفس
إخراج دم مع البلغم أثناء السعال
تساعد المضادات الحيوية على سرعة الشفاء من الالتهاب الرئوي البكتيري، والالتهاب الرئوي اللانوعي، أما الالتهاب الفيروسي فيتماثل المصابون به عادة للشفاء من تلقاء أنفسهم ولا تفيدهم المضادات الحيوية التي لا تنفع في علاج الفيروسات، ويحتاج بعض المصابين بالالتهاب الرئوي الفيروسي لاستعمال مضادات الفيروسات التي تعطى في حالات الإصابة الشديدة أو للذين يعانون من نقص المناعة.
ويقرر الطبيب بعد تشخيص الحالة نوعية الالتهاب ونوع المضاد الحيوي المناسب، وفي هذه الحالة لا بد من الالتزام التام بالتعليمات الطبية وإكمال فترة العلاج المقررة منعا لحدوث الانتكاسات والمضاعفات في المستقبل.
ينصح المريض بالتالي:
الإكثار من شرب السوائل لتعويض المفقود بسبب ارتفاع درجة الحرارة كما أنها تساعد على تمييع البلغم و"طردة"
الراحة في السرير حتى تتحسن الحالة العامة
رفع رأس السرير
الابتعاد عن التدخين والمدخنين
تجنب مثبطات السعال لأن السعال عملية دفاعية للتخلص من الجراثيم والإفرازات التي تتجمع في الرئتين
لا بد من الاستمرار بالعلاج بعد تماثل المريض للشفاء ورجوع الحرارة إلى مستواها الطبيعي تجنبا لعودة المرض مرة أخرى
يمكن علاج أكثر المصابين بالالتهاب الرئوي في البيت، غير أن كبار السن والمصابين بنقص المناعة والأمراض المزمنة، والرضع يحتاجون للعلاج في المستشفى ويحتاج بعض المصابين بالالتهاب الرئوي لاستعمال أدوية مساعدة على "طرد" البلغم واخرجه.
الوقاية:
إن الالتهاب الرئوي كما تبين مرض له عواقب سيئة وأفضل علاج له هو الوقاية والاكتشاف المبكر، وذلك يكون بالتالي:
الامتناع عن التدخين والتدخين السلبي
التغذية الجيدة والنوم المبكر
الرياضة والنشاط
اخذ لقاح الأنفلونزا
تبين لنا من السابق أن الالتهاب الرئوي الفيروسي يحدث في كثير من الأحيان بعد الإصابة بالأنفلونزا "أحد مضاعفاتها" وأن الأنفلونزا مع الالتهاب الرئوية تشكلان السبب السادس للوفيات حاليا في بعض الدول، ولذلك ينصح بأخذ اللقاح ضد الأنفلونزا سنويا وخاصة لكبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة والذين يعيشون في دور الرعاية الاجتماعية - لقاح المكورات الرئوية: تبين من العرض السابق أن المكورات الرئوية هي البكتيريا المسببة لأكثر حالات الالتهابات الرئوية البكتيرية.
ولمنع هذه الإصابة ينصح بإعطاء اللقاح ضد هذا النوع من البكتيريا مرة واحدة للأشخاص التاليين:
المصابين بأمراض مزمنة مثل داء السكري وفقر الدم المنجلي، وأمراض الرئتين مثل الربو، وأمراض القلب
الناقهين من الأمراض الشديدة والخطيرة
كبار السن
الذين يعيشون في دور الرعاية الاجتماعية
لا يعطى هذا اللقاح للحوامل والرضع