قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ما هي شجرة الزقوم.. وأين توجد.. ومن يأكلها فى الآخرة

ما هي شجرة الزقوم.. وأين توجد.. ومن يأكلها فى الآخرة
ما هي شجرة الزقوم.. وأين توجد.. ومن يأكلها فى الآخرة

شجرة الزقّوم.. حدّثنا القرآن الكريم عن نعيم الجنّة وعذاب جهنّم في الآخرة حيث يدخل المؤمنون الجنّة مستبشرين بالنعيم الذي وعده الله تعالى لهم من جناتٍ، وأنهارٍ لم يشاهدوها في الدنيا، وأمّا الكافرون فيُلقَون في جهنّم حيث لهيب النار وأشدّ أنواع العذاب؛ جزاءً بما كانوا يفعلون من سيئاتٍ في الحياة الدنيا.

وتتحدّث الآيات الكريمة في الكثير من المواضع عن وصف جهنّم، خصوصاً طعام أهلها؛ إذ إنّهم سيأكلون من شجرةٍ ملعونةٍ اسمها شجرة الزقّوم، ومن هذه الآيات قول الله- تعالى-: «ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ، لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ، فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ»، (سورة الواقعة: الآيات 51-53).

اشتُقّت كلمة الزقّوم لغويّاً من تزقّم، وتزقّم الشيءَ تعني: ابتلعه بسرعة، وتزقّم اللبن: أي أكثر من شربه، وأزقمه الشيء: أي أبلعَهُ إيّاه، وقيل: الزقّوم هي حلوى في الجاهليّة، تُصنَع من التمر والزبدة، وهنا استخفّ أبو جهل بهذه الشجرة عندما نزل قوله – تعالى-: «إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ، طَعَامُ الأثِيمِ»، [ سورة الدخان: الآيات 42-43]؛ فقال أبو جهل حينها: إنّ التمر والزبدة نتزقّمه، وأمر جاريته بإحضار حلوى الزقّوم، وقال لأصحابه: تزقّموا، ثمّ نزلت الآية الكريمة: «إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ»، [سورة الصافات: الآية64 ].

فصّل الله -تعالى- في كتابه الكريم بعض ألوان العذاب التي تمرّ على الكفار في جهنّم؛ ومن ذلك عذابهم إذْ يأكلون، فقد ذكر الله -تعالى- أنّ المعذّبين في جهنّم يأكلون من شجرةٍ يُقال لها شجرة الزقّوم، وهي شجرةٌ نبتت في أصل جهنّم، جُعلت ثمارها طعاماً لأهل النار، وقد شبّه الله -تعالى- شكل ثمارها بقوله: «طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ».

وقد أورد الله -تعالى- هذا الوصف؛ لأنّ البشر يعتقدون ويظنّون أنّ للشيطان شكلٌ قبيحٌ شنيعٌ، فترسّخ تلك الصورة المُريعة في أذهانهم فيكرهون هذه الشجرة وثمارها، ويخشون أن يتعرّضوا للأكل منها، وورد وصفٌ آخر للزقوم في حديث النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم- حين أخبر عنها قائلاً: «لو أنّ قطرةً مِنَ الزّقّوم قُطِرتْ في دارِ الدنيا، لأفسدتْ على أهل الدنيا معايِشَهم، فكيفَ بمنْ يكونُ طعامُهُ»، فكانت شجرة الزّقّوم عقاباً وعذاباً لأهل النار على سوء ما اقترفوا في حياتهم الدّنيا.

ومن طعام أهل النّار كذلك الوارد في القرآن الكريم الغِسْلِين، حيث قال الله -تعالى- فيه: «فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ*وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ*لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ)، والغِسْلِين هو صديد أهل النّار، وهو في غاية السوء والنّتَن، أُعدّ لِمَن ضلّ عن سبيل الله تعالى، زاهداً فيه في حياته، فاستحقّ ألّا يهنأ في آخرته، ولا يرتاح.

وهناك نوعٌ آخر من أنواع الطعام السّيء الفاسد في جهنّم، وهو الضريع؛ حيث قال الله -تعالى- فيه: «لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ*لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ»؛ فهو طعامٌ لا يحقّق أيّ غايةٍ من تناوله، فلا هو أغنى صاحبه من الجوع، ولا قدّم له الطاقة والنفع عندما أكله.

وهناك وصفٌ آخر للطعام ذُكِر في القرآن الكريم، فقد قال الله – سبحانه-: «إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا*وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا فكانت صفة الطّعام أنّه ذا غُصّةٌ، يصعُب بلعه والاستفادة منه، ومن الأهوال التي تلحق بأهل النار ووردت في القرآن الكريم:

1- الذلّ، والهَوان، وسواد الوجه، حيث قال الله – تعالى-: «وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ»، وقال أيضاً: «وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ».

2- انقطاع أيّ علاقةٍ تربطهم مع أهليهم أو أصحابهم؛ وذلك من أنواع العذاب التي تلحق بهم، إذْ ما من أحدٍ يرتبط بهم يواسيهم، بل إنّ الجميع يتبرّأ من بعضهم البعض، قال الله -تعالى- في كتابه الكريم: «إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ».

3- حُبوط الأعمال؛ وذلك بمعنى ذهاب أثرها وثوابها، قال الله – تعالى-: «أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا».

4- اليأس مِن رحمة الله، قال الله -عزّ وجلّ-: «وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ».

5- حرمان النور يوم القيامة، والقُبوع في ظلامٍ شديدٍ؛ فيوم القيامة تغشى النّاس ظُلمةٌ شديدةٌ، ويُجعل للمؤمنين نوراً يستأنسون به، ويتميّزون به عمّن سواهم، بينما يبقى الكافر في الظلام، كما قال الله – تعالى-: «أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ».