مسجد الحاج حسن أحد المساجد العريقة فى مصر.ويوجد في مدينة أسوان، حيث يعود تاريخ هذا المسجد إلى عام 313 هجرية، عندما حط الشيخ حسن بن عبد الله بن إبراهيم، أحد تلامذة سيدي أبي الحسن الشاذلي المدفون في حميثرة بطريق البحر الأحمر، رحاله قادمًا من بلاد المغرب مجاهدًا في سبيل نشر الدعوة.
وعند وصوله إلى أسوان، اختار موقع المسجد العمري الذي كان يجتمع فيه الصحابة أبناء الفتح الإسلامي للمدينة، حيث يتوسط المدينة بمنطقة القيصرية، وكان يتخذه منبرًا للدعوة حتى أوصى قبل موته بالدفن هناك ليكون ضريحه مزارًا لمن يعرفون قدر علمه وجهاده.
وتحتفل الطرق الصوفية فى شهر مايو من كل عام بمولد الحاج حسن بن عبد الله بن إبراهيم، الملقب بحسن الأسوانى، والذى يعد من أشهر أقطاب الصوفية بصعيد مصر، حيث يتم ذلك الاحتفال وسط "طبول وزغاريد ومديح وصلوات على الرسول" من محبى ومريدى الشيخ الراحل حسن بن عبد الله بن إبراهيم بمسجد الحاج حسن بمنطقة القيصرية وسط مدينة أسوان، على مدار يومى 21 و22 شعبان من كل عام.
ومن جانبه قال الشيخ حسين الشاذلى، رئيس مجلس إدارة مسجد الحاج حسن بأن تاريخ هذا المسجد يعود إلى عام 313 هجرية عندما وصل الشيخ حسن بن عبد الله بن إبراهيم، أحد تلامذة سيدى أبى الحسن الشاذلى، المدفون فى حميثرة بجبال البحر الأحمر شرقًا، إلى مدينة أسوان قادمًا من بلده الزيتونة بالمغرب العربى، ومجاهدا فى سبيل نشر الدعوة، وعندما وصل إلى أسوان اختار موقع المسجد العمرى الذى كان يجتمع فيه الصحابة أبناء الفتح الإسلامى، وهو الموقع القديم لمسجد الحاج حسن، والذى أوصى بدفنه فى هذا المكان ليكون بعدها، مقصدًا لأبناء الطرق الصوفية من محبيه ومريديه.
وأضاف الشاذلى أن الحاج حسن الأسوانى أقام فى إحدى الغرف البسيطة، لتحفيظ القرآن الكريم وتعليم دروس العلم للناس من أهالى أسوان، حيث كانوا يستشيرونه فى كثير من الأمور الدينية، باعتباره مفتيا دينيا، وعقب وفاة القطب الأسوانى تم دفنه فى مكان إقامته وبعدها أقام الأهالى مقاما له، والذى سرعان ما تحول إلى مسجد عام 313 هجريا، حيث يعد حاليا مزارا سياحيا ودينيا لأهالى أسوان وزوار مصر من المصريين والأجانب.
وأوضح أن مسجد الحاج حسن كان إلى وقت قريب يتميز بعمارته الإسلامية القديمة، مزودا بالمزاول والمشربيات والمئذنة الشهيرة، حتى طرأت عليه أعمال التجديد قبل 188 عامًا تقريبًا فأضاعت تراثه المعمارى القديم، مشيرًا إلى أن المسجد يضم خلفه مقام الحاج حسن، حيث يرقد جثمانه، ويحرص المئات من أتباعه ومحبيه من شتى محافظات جمهورية مصر العربية، لزيارته، والطواف به، والتبرك من علمه وجهاده فى نشر الدعوة الإسلامية.
جدير بالذكر أن مراسم الاحتفال بمولد الحاج حسن تتزامن كل عام مع قدوم شهر رمضان وتحديدًا فى الأيام الأخيرة من شهر شعبان، وتشمل الاحتفالية 3 ليال متواصلة أهمها الليلة الكبيرة الختامية، وفيها يشارك كبار المنشدين بالصعيد مثل الشيخ ياسين التهامى وأمين الدشناوى وغيرهما، وترفع الزينة وتعلق الفوانيس الملونة والمضيئة لتضفى جوًا من البهجة والسعادة على المكان المحيط بالمسجد.
ويحرص عدد من تجار المنطقة الذين يحيطون بالمسجد أن يتوسعوا فى تجارتهم فى العطور والبخور والمسابح والجلابيب وغيرها من أنواع التجارة التى تتزامن مع الاحتفالية .