حذَّر الشيخ أسامة بن عبدالله خياط، إمام وخطيب المسجد الحرام، الذين ينظرون إلى الحياة بمنظار أسود حين تنزل بساحتهم الكوارث، وحين تصيبهم البلايا، يسكن في نفوسهم، أن البلوى سوف يطول أمدها، وأنهم سيُشْرِفون بها على الهلاك.
وأضاف «خياط» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة: وأن الشدائد ستلاحقهم، وأن المحن لن ينقطع نزولها بهم، وذلك كله سوء ظن بالله، ليس من صفات المؤمنين، ولا من سجايا المخبتين، فكم بَدّل الله خوف عباده أمنًا، وفقرهم غنى، وبأساهم نَعْمَاء، وفواجِع الأيام رِفْعة ورحمة وغفرانًا.
وأوضح أن حسن ظن العبد بربه يجب ألا يكون مقصورًا على حالة مخصوصة، أو حادثة بعينها، أو زمن دون آخر، كما يجب أن يحسن المرء ظنه بالله وهو مقبل عليه، يرجو عفوه ومغفرته، فكذلك يجب أن يكون حسن ظنه بالله مصاحبًا له في كل ما يعرض له في هذه الحياة الدنيا من شدائد، وما ينزل به من نوازل، وما يغشاه من كروب.
وتابع: فإذا ابتُلِي بداءٍ أو أصابته جَائِحَة أو غَلَبهُ الدَّين أو فَقَدَ حبيبًا كان مِلء السمع والبصر؛ وجب عليه ألا ييأس من رَوْح الله، وألا يقنط من رحمته، بل يجب عليه أن يستيقن أنّ ما نزل به من بلاء لم يكن إلا خيرًا له؛ يرفع الله به الدرجة، أو يدفع عنه شرًّا أعظم مما ابتلاه به، أو يعوّضه خيرًا مما فقد في عاجل أو آجل.