جمال المنتج والإبداع في صناعة الزجاج اليدوي، يجعلنا ندرك أن الحرفيين العاملين في تلك المهنة يشبهون السحرة.. مجرد أسطوانة دائرية تتحول فجأة أمامك لمشكاة وأوانٍ ونجف بمجرد نفخه واحده من فم ساحر هذه المهنة.
يعتقد البعض أن صناعة الزجاج اليدوي ذات أصول دمشقية، حيث تزخر دمشق بأنواع فريدة من منتجات الزجاج اليدوية، ولكن اكتشف العلماء والمؤرخون بمنطقة تل العمارة بمحافظة المنيا ورشا كثيرة لصناعة الزجاج والتي برع فيها المصري القديم بصناعة الزجاج بألوانه المختلفة.
"صدى البلد" التقى بأحد البارعين، في صناعة الزجاج اليدوي، قال علي فرحات، صاحب مصنع زجاج بايركس يدوي للتحف الزجاجية، إن بداية عمله بهذه المهنة منذ 20 عاما في إحدى الورش الزجاجية، ولكنه بدأ هو ومجموعة من أصدقائه في هذه المهنة بإنشاء مصنعهم الخاص بهم منذ 3 سنوات.
وأضاف: "الحمد لله جميعنا يعشق هذه المهنة بصرف النظر عن صعوبتها، تلك الصناعات الجميلة التي بدأت على أيدي الفراعنة في ظهورها لأول مرة على أرض الواقع، عندما كانوا يصنعونها بأيديهم بدون استخدام أي ادوات خارجية، وبالفعل رأينا بعض الصور لذلك".
وأوضح أن الزجاج بشكل عام يتم استيراده من ألمانيا، حيث يتم شحنه في بعض الصناديق على هيئة "مازورة"، ويأتي باشكال متعددة، أي أن هذا يدل على اتساع مجال العمل في الزجاج.
وتابع علي فرحات أنه يتم في النهاية تحويل هذه القطع من الزجاج إلى بعض الأشكال المتعددة منها على سبيل المثال صناعة الكؤوس، حيث يتم أخذ "مازورة" من أحد الصناديق المرفق بها الزجاج ونقوم بسحب قعطة 10 سم على حسب الحاجة لصناعة الكأس، ثم يتم أخذها للمخزن حتى يتم العمل عليها خطوة خطوة، بداية من الرسم ثم الشطف ثم نقوم بفتحها حتى نعطي لها شكل قالب الكأس، وهكذا إلى أن يتم صناعة العديد من الكؤوس على هذا المنوال.
وأشار إلى أن الألوان التي تستخدم لتلوين الزجاج متعددة وتضمن ألوان اورجاينتين وألوان يتم استيرادها من ألمانيا، ويتم صناعتها بشكل يدوي، ويوجد منها ذهب ألماني حراري يأخذ درجة حرارة 550 في الفرن لكي يتم حرقه، لافتا إلى تعدد أنواع هذا الذهب إلى عيار 10 وعيار 11 وعيار 13، والألوان الأورجانك يتم حرقها على 180 والأصفر على 550 لكي يثبت اللون ولمعانه.