ما معنى المأثم والمغرم .. الإفتاء توضح المقصود بما كان يستعيذ منه النبي قبل نهاية كل صلاة|فيديو

قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ بالله من المأثم والمغرم، موضحًا أن مأثم ومغرم تقع في الميزان الصرفي على وزن مفعل، مثل مكتب ومضرب، وجميعها آلات وأدوات.
وأضاف«الورداني»عبر فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية على فيس بوك، ردًا على سؤال: ما معنى المأثم والمغرم ؟ أن المأثم هو ما يقتضي الإثم أو يأخذ العبد إلى رتكاب الإثم، مشيرًا إلى أن النبي كان يستعيذ من المأثم؛ أي الأشياء التي تجره إلى الإثم.
وأفاد بأن المراد بالمغرم هو ما يتسبب في وقوع الإنسان في الغرم وهو أن يغرم الإنسان ويتحمل دينًا لا يستطيع آداؤه.
يذكر أن مما ورد في الأدعية التي تقال بعد الفراغ من التشهد الاخير وقبل التسليم من الصلاة هو الاستعاذة بالله من عذاب القبر ومن فتنة المسيح الدجال، ومن فتنة المحيا والممات، وأخيرًا من المأثم والمغرم.
فعن عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أن عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَيَدْعُو فِي الصَّلَاةِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَفِتْنَةِ الْمَمَاتِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ، فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: مَا أَكْثَرَ مَا تَسْتَعِيذُ مِنَ الْمَغْرَمِ، فَقَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَرِمَ حَدَّثَ فَكَذَبَ وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ" (رواه البخاري ومسلم).
القدر المبرم والقدر المعلق
قال الدكتور أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء، إن للقدر نوعين، أولهما القدر المبرم والآخر هو القدر المُعلق.
وأوضح أحمد ممدوح عبر فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية على فيس بوك، ردًا على سؤال: ما الفرق بين القدر المبرم والقدر المعلق ؟ أن القدر المبرم هو القدر الذي لا يقبل التغيير، مشيرًا إلى أن من الأمثلة على القدر المعلق: أن أبا لهب سيدخل النار لأن الله أخبرنا بذلك في سورة المسد.
وأضاف قوله تعالى: « تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَىٰ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ (5)»المسد.
وألمح إلى أن القدر المعلق بخلاف الأول لأنه يمكن تغييره بأمور منها الدعاء، لافتًا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء»، وقال صلى الله عليه وسلم أيضًا: «لا يرد القضاء إلا الدعاء»، وقال أيضًا: «لا يزال القضاء والدعاء يعتلجان ما بين الأرض والسماء».
وأشار الدكتور أحمد ممدوح، إلى أن القدر المعلق يسير كما هو مقدر له ويأتي بآثاره؛ مالم يجد ما يدفعه.
الفرق بين القضاء والقدر
من جانبه قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن القدر هو العلم أما تنفيذه فهو القضاء، موضحًا: «حينما يُقدر الله شيء ما للإنسان فهذا يعد قدرًا، أما تنفيذ ذلك التقدير فهو القضاء».
وأجاب الدكتور علي جمعة عن سؤال: «ما الفرق بين القضاء والقدر؟»، قائلا: «كلمة التقدير تعني العلم، أما قُضي يعني تنفيذ الأمر ووقوعه فعلًا على الإنسان»، مستطردًا أن القدر والقضاء وجهان لعملة واحدة، الأول نظري والآخر عملي، الأول علم والآخر معلوم، أي نُفذ هذا العلم في الواقع فصار قضاءً.
وأضاف مفتي الديار المصرية الأسبق: «في حال قرر الإنسان في داخله أن يذهب إلى عمله فهو بذلك قدر أنه سيذهب إلى العمل، حينما يذهب فعليًا إلى جهة عمله فهو بذلك نفذ تقديره أو قدره أي قضاه».
الفرق بين «الصبر والتسليم والرضا» وأيها الأعلى منزلة
قالت دار الإفتاء المصرية، إن الصبر على أربعة أوجه: صبر على البلاء، وهو منع النفس عن التسخط والهلع والجزع، وصبر على النعم، وهو تقييدها بالشكر وعدم الطغيان والتكبر بها.
وأضافت الإفتاء في فتوى لها: «وصبر على الطاعة بالمحافظة والدوام عليها، وصبر على المعاصي بكف النفس عنها»، مشيرة إلى أن فوق الصبر التسليم، وهو ترك الاعتراض والتسخط ظاهرًا، وترك الكراهية باطنًا، وفوق التسليم الرضا بالقضاء، وهو سرور النفس بفعل الله، وهو صادر عن المحبة.