إحنا شعب.. مكلكس بالفطرة

وبعد مرور أكثر من مئة عام على اختراع كلاكس السيارة والذي تم استخدامه لأول مرة في ألمانيا، ويرجع السبب وراء تصميمه هو إيجاد طريقة للتواصل بين سائقي السيارات.. إحنا في مصر بنستخدمه عمال على بطال وأحيانا للتعبير عن الحالة النفسية لقائد السيارة..

وفعلا لو كان يعلم مخترع الكلاكس أنه سبستخدم بهذا الشكل العشوائى الذى يسبب هذا الكم من الضوضاء والتلوث السمعى الذى تشهده شوارع القاهرة من قبل سائقى السيارات..حيث أصبح من المعتاد جدا أن تستمع إلى أنواع مختلفة من (الكلاكسات) وكأنها مباراة فى الإزعاج بين مجموعة من الناس التى تعزف على آلات موسيقية وهى لا تعرف العزف.. ويتبارى قائدى سيارت الميكروباص والأجرة على استخدام كلاكسات ذات أصوات مرتفعة بينما يفضل الكثير من قائدى السيارات الملاكى تركيب كلاكسات تصدر الأصوات الخاصة بسيارات الشرطة والإسعاف مع عدم التزام بعض السائقين بآداب وفن القيادة التى تحتم عليهم مراعاة شعور الآخرين وعدم إزعاجهم.. ما كان اخترعها..

وأصبح سكان القاهرة وعدد من المحافظات مهددون بالصمم بسبب الكلاكسات وأذا فكرت في النزول إلى وسط القاهرة مشيا على الأقدام وقت الذروة فتأكد انك ستفقد الالاف من الخلايا السمعية ده بخلاف التوتر العصبي الشديد الذي سيصيبك.. ورغم ان قانون المرور الجديد صارم وحازم فى عقاب المستخدمين للكلاكس بشكل عشوائى ولكن لا نرى ذلك بصورة صحيحة فى الشارع وسط مظاهر فوضى أخرى .. نعم القانون ينص على معاقبة سوء استخدام الكلاكس خاصة فى الأماكن الممنوع فيها استخدامه إلى سحب الرخصة أو غرامة تصل إلى 200 جنيه كحد أقصى.. ولكن هذا لا يتم مادام قانون التراضي هو السائد والأقوى في الشارع المصري.. وسبق وكانت هناك تجربة ناجحة تم تطبيقها فى محافظة الإسكندرية بصورة صحيحة وكان ذلك في فترة المحافظ عبد السلام المحجوب وكانت فعلا محافظة الإسكندرية وقتها خالية من الكلاكسات.. ولكن بمجرد رحيل المحافظ عادت ريما لعادتها المكلكسة القديمة .. نتمنى من السادة في قيادات المرور تفعيل القانون وتطبيقه.. لعل وعسى أن يعم الانضباط والهدوء إلى شوارع المحروسة.. رغم ان ذلك امل بعيد وان كلامي هذا ما هو إلا احتطاب في ليل.. لاننا شعب متدين بالفطرة.. وكمان شعب مكلكس بالفطرة وبطبعه كمان والله المستعان..