مبادرات عديدة يتم إطلاقها من أجل المطالبة بحقوق المرأة المصرية، وخصوصًا المطلقات اللواتي يواجهون نظرات المجتمع القاسية وكأن المرأة المطلقة تُعد مجرمة، على الأغلب يؤثر هذا الوصم الاجتماعي القاسي بشكل سلبي لنجد أن السيدة المطلقة تفضل العزلة والانسحاب بعيد عن عيون وأحكام الأفراد في المجتمع.
لكن هذه المرة كان الوضع مختلفا، منذ ١٥ عاما، انفصلت سيدة مصرية عن زوجها، وفي تلك الفترة تعرضت لسماع عدد من العبارات التي كانت تؤلمها، فقررت الزواج مرة أخرى، هروبا من عبارة "انتي متطلقة" غير أن الزواج لم يكتمل لمدة عام قبل انفصال جديد، ومؤخرا التقت السيدة برجل رأت فيه المواصفات التي ترغب فيها وتم الزواج، لكنه هذه المرة بعيد عن الهروب من عبارة أو خوف من حكاوى الناس، ليكون قرارها منذ 6 سنوات بإطلاق مبادرة حملت اسم "بداية جديدة" للتأهيل النفسي للمطلقة وأبنائها ودعم المرأة المعيلة.
نجلاء عياد، هي امرأة مصرية عانت من مصاعب وضغوطات ما بعد الانفصال، فقامت بتدشين مبادرة "بداية جديدة " على أن تكون تهدف المبادرة إلى تأهيل المطلقة وخروج نشء وطفل سوي بعيدًا عن المعارك التي تحدث بين الزوج والزوجة عقب الانفصال، واستطاعت خلال تلك الفترة تقديم ورش ومحاضرات يقدمها أطباء نفسيون ويقوم آخرون بدعم السيدات المعيلات بإنشاء مشاريع خاصة بهن.
ويُذكر أن مبادرة "بداية جديدة" لم تكن الأولى للمصرية نجلاء عياد، بل كان لها العديد من المبادرات التطوعية منها حملة "شجع منتجات أمهات مصر" لتشجيع المرأة المعيلة، وصاحبة مبادرة "باب رزق حلال"، لمساعدة المطلقات من مرضى السرطان.
وفازت نجلاء عياد بين ٢١ متسابقة بلقب ملكة المسؤولية الإجتماعية بعد منافسات بين عدد كبير من المشاريع الاجتماعية والمبادرات التنموية لملكات المسؤولية في دول الوطن العربي ، في برنامج الملكة الذي تنتجه الشبكة العربية للبث المشترك بالتعاون مع حملة المرأة العربية، الذي قد أطلق موسمه الأول العام قبل الماضى في بث عربي مشترك على أكثر من30 قناة فضائية و16 إذاعة باعتباره أول فورمات عربية لبرنامج مسابقات يبحث عن ملكة للمسؤولية الاجتماعية من بين آلاف الفتيات العربيات اللواتي إبتكرن مبادرات إنسانية لخدمة مجتمعاتهن.
قالت نجلاء عياد، صاحبة مبادرة "بداية جديدة " لتأهيل المطلقات، إنها حصلت على لقب برنامج "ملكة المسئولية الاجتماعية" لعام 2019، الذي نظمته حملة المرأة العربية في دبي، متمنية أن يتم تطبيق البرنامج على أرض الواقع، فهي تبحث عن حلول فعلية ولا تسعى أبدًا وراء الشهرة والألقاب.
وأضافت عياد أن المبادرة التي تعمل عليها عبارة عن تكامل بين جميع أفراد المبادرة، موضحة أنها كانت علي يقين بالفوز بالمسابقة علي الرغم من وجود الكثير من التحديات الكثيرة خلال عملية التقييم.
وأكدت أن مبادرة "بداية جديدة " تم تدشينها لخدمة المرأة بصفة عامة وتأهيل المطلقات بصفة خاصة، كما كشفت لصدى البلد أن المبادرة أصبحت تعمل على تأهيل بعض المطلقين من الرجال الراغبين في الإصلاح.
تحدثت نجلاء عياد صاحبة المبادرة لصدى البلد عن تفاصيل ومهام أعضاء المبادرة قائلة أنه تم تأسيس المبادرة منذ أكثر من 6 سنوات وتم اختيار فريق متطوع من كافة المحافظات، يضم ممثلين قانونيين واستشاريين نفسيين ومعلمين، هذا بالإضافة إلى رجال أعمال.
وصرحت لـ صدى البلد عن أحدث أهداف المبادرة، الذي يكمن في توفير فرصة عمل للمطلقات وإدماجها في المجتمع بصورة طبيعية دون النظرة التي يأخذها البعض عن المطلقة مع التأكيد على الحاجة لدعم من الدولة، بالإضافة للرغبة في تدشين محاضرات تأهيلية للمقبلين على الزواج.
وكان من الرائع أن هذه المبادرة العظيمه التي أطلقتها نجلاء عياد انتقلت إلى حيز التنفيذ والتسجيل الدولي ليتم إعلانها منظمة دوليًا والحقوق محفوظة لصاحبة الفكرة ملكة المسؤولية نجلاء عياد، لتصبح بذلك المرأة المصرية متربعة على عرش التفوق والإبداع والجمال، بعدما أصبحت مبادرة "بداية جديدة " منظمة دولية مسجلة لدى المجلس الأعلى للتنمية المسجل لدى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
"إحنا مبنشجعش على الطلاق" هكذا وضحت نجلاء عياد بعض الملابسات حول المبادرة، حيث أكدت أنه تم العمل على الإصلاح بين كثير من السيدات وأزواجهن، فالهدف ليس نشر فكرة الطلاق والتشجيع عليه، لكن إن وقع الطلاق هنا يبدأ عمل المبادرة لخلق أمل للسيدة المطلقة بأنه هناك " بداية جديدة " كما أكدت صاحبة المبادرة أنها لن تتوقف عن دعم المرأة وتأهيلها لتقوم بدورها الأساسي المنوط بها في تنمية الدولة و المجتمع.
كما كشفت عياد بشكل خاص لـ صدى البلد عن الاستجابة السريعة الدائمة لوزيرة الهجرة "نبيلة مكرم" في أي مشكلة تخص السيدات المصريات وأطفالهم بالخارج، حيث أنها تتدخل بشكل شخصي وتتابع معها حتى تتأكد من حل المشكلة.