قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

جدار الصوت .. ذكريات الحرب لا تنتهي


أول الأفلام التي شاهدتها ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي كان اللبناني "جدار الصوت " للمخرج أحمد غصين، الفيلم جاء ومعه سمعة طيبة عبارة عن ثلاث جوائز من أسبوع النقاد ضمن منافسات مهرجان فينيسيا.

الواقع السياسي ماضيه وحاضره لايزال يسيطر بشكل كبير على معظم إنتاج السينما اللبنانية خاصة تلك الأفلام التي تذهب المهرجانات الدولية، يأتي فيلم "جدار الصوت" فيذكر بحرب "تموز" 2006 ومثل معظم الأفلام اللبنانية تقفز بعض الأصوات والأقلام تهاجم لأسباب سياسية وطائفية، وبالطبع تعرض جدار الصوت لنقد غير "فني" بسبب استخدام المخرج لبعض آثار دمار الحرب في سوريا على الحدود اللبنانية وكأنها مشاهد من حرب "تموز" وغضب البعض من إستخدام أحمد غصين هذا الدمار كـ "ديكور" لفيلمه ودلالات سياسية وما إلى ذلك! وهكذا لن يخلو فيلم لبناني يتعرض للحرب من خلافات في الآراء على أسس طائفية معقدة، المخرج قال عن استعارة المكان من دمار الحرب السورية الأخيرة الفيلم "عن مدنيين سُحقوا ويُسحقون يوميًا أمام ماكينة الدمار في بلداننا، وفي هذا الشرق مرة في جنوب لبنان، مرة في سوريا، أو اليمن.....".

بعيدا عن السياسة ونوايا وانتماءات صناعه اعتبر "السيناريو" هو بطل ذلك الفيلم ويدخل في ترشيحات الجوائز، حيث تدور الاحداث معظمها داخل منزل صغير بالجنوب اللبناني اختبأ في الطابق الأول عدد من المدنيين اللبنانيين وفي الخارج نسمع أصوات لعدد من الجنود الإسرائيليين الذين احتلوا الطابق الأعلى من أجل معركتهم أم جنود حزب الله، ويضطر هؤلاء المدنيين التزام الصمت وحبس أنفاسهم طوال الوقت على أمل أن يجدوا "فرصة" للهروب من هذا الحصار النفسي الرهيب والذي يصيبهم بالرعب من وقت لأخر عندما تقترب منهم أصوات القذائف والرصاص من وقت لأخر في المعركة بين حزب الله والجنود الإسرائيليين الذين أقاموا معهم في نفس المنزل.

لم يصور المخرج معارك او مواجهات مباشرة ولم نشاهد وجوه جنود إسرائيليين، فقط الصوت هو الذي يربط بين هؤلاء المحاصرين وخارج المنزل سواء أصوات هؤلاء الجنود أو أصوات القذائف والرصاص وتأثير كل ذلك على تعبيرات وجوه مجموعة المدنيين المحاصرين في الطابق الأرضي والذين ينتظرون أن تصمت تلك الأصوات في الخارج للهروب .

سيناريو ذكي وجذاب ويجعلك لا تستطيع أن تتوقع ما هي النهاية ، بل وتحبس انفاسك كثيرا تأثرا من خوف هؤلاء الذين يختبئون، أو عندما يقترب الموت منهم مشهدا بعد أخر وتخترق القذائف نوافذ مخبئهم، الفيلم لخص مأساة حرب تموز 2006، وحصار المدنيين وقتها.

عنصر التمثيل لم يكن مميزا وكان مقبولا من معظم الأبطال، وربما أفضلهم الممثل عادل شاهين العجوز المريض الذي يصارع الموت لفراغ "بخاخ التنفس" ولكنه يموت برصاص الحرب عندما يخرج ليتنفس عزاء الحرية، جدار الصوت فيلم جيد وربما ينافس على إحدى جوائز المهرجان.