كيفية التقرب إلى الله .. ترتبط السعادة برضا الله -سبحانه- واتّباع هداه، فقد جعل الله -تعالى- الارتباط وثيقاً بين العبودية له – سبحانه- تعالى ومدى التقرب إليه وبين شعور العبد بالسكينة والطمأنينة والرضا في حياته، ولقد ذكر الله -تعالى- توثيقاً لهذه الرابطة في كتابه العزيز مراراً حتى يظلّ الإنسان يذكرها في حياته؛ فقال- تعالى-: «مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ».
وفي نفي الشقاء والضلال عن أهل الطاعات والأعمال الصالحة قال الله – عز فى علاه-: «فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى*وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًاۚ»، وكأنّ الضلال والإعراض عن ذكره -سبحانه- قد قُرن بالشقاء والضنك والكدّ في الحياة.
ثمّ جاء التأكيد من الله – عز وجل- على أنّ الطمأنينة الحقيقية للبشر هي في طمأنينة القلب، والقلب لا يكون مطمئناً إلا بذكر الله تعالى، كما قال فى كتابه الحكيم: «أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ»، ويُكمل – سبحانه- تعريف السعادة عندما يوضّح أنّها لا تكتمل إلا بالفلاح في الآخرة، وذلك كما في قوله – تعالى-: «وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ».
طرق التقرّب إلى الله
تتعدّد الطرق التي توصل إلى الله -سبحانه- وتتسع، ولقد عرّفها الله -تعالى- لعباده حتّى يسهل عليهم الوصول إليه سبحانه، ونيل الفضل العظيم جرّاء ذلك، ومنها:
1- أوضح ما يوصل إلى القرب منه -سبحانه- ما ذكره الله -تعالى- في الحديث القدسيّ: «من عادَى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحربِ، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضتُ عليه، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أُحبَّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الَّذي يسمَعُ به، وبصرَه الَّذي يُبصِرُ به، ويدَه الَّتي يبطِشُ بها، ورِجلَه الَّتي يمشي بها، وإن سألني لأُعطينَّه، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه»؛ ففي شرح الحديث الشريف أنّ أفضل ما يقرّب العبد إلى ربّه هو أداء الفرائض التي افترضها عليه، والفرائض بعمومها من أركان الإسلام الخمسة، الصلاة والصيام والزكاة والحج، فإن أداها العبد كما أراد ربّه سبحانه، وأخلص النية فيها لوجه وحده كانت تلك أعظم ما يقرّب العبد إلى ربّه، وفي الحديث الشريف عن الرجل الذي جاء يخبر النبي -عليه السلام- أنّه لن يزيد على الفرائض التي افترضها الله تعالى عليه، فأخبره النبي -عليه السلام- أنّه من أهل الجنّة إن صدق بقوله ذاك.
2- وتأتي النوافل بعد الفرائض، وهو تتمّة ما ورد في الحديث القدسيّ والنوافل تزيد من اصطفاء الله -سبحانه- للعبد حتّى ترفعه إلى أعلى الدرجات، وهي تتكامل مع الفرائض حين يُحاسب العبد على أعماله يوم القيامة، فالفرائض تسهّل على العبد أن يأتي النوافل، والنوافل تجبر الزلل أو التقصير الذي حصل من العبد في الفرائض، والنوافل هي سنن النبي -عليه السلام- سنّها لأمته، فإتيانها اتّباع لخطى النبي -عليه السلام- في طريق القرب من الله عز وجل، ولذلك قال أحد أهل العلم: (لم يضيِّعْ أحد فريضة إلا ابتلاه الله تعالى بتضييع السُّنن، ولم يُبْلَ أحد بتضييع السنن إلا أوشك أن يبتلى بالبدع)، وفي المقابل فإنّ من يحافظ على الفرائض كما أوجبها الله -تعالى- كانت سبباً في ثباته على السنن، ومن ثبت على السنن، كان أبعد ما يكون عن البدع.
3- النوافل الواردة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- التي يأخذ المسلم منها بقدر ما يشاء، فمن ذلك وأشهر ما وصّى به النبي -عليه السلام- صلاة اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة، هنّ النوافل تؤدّى مع الصلوات الخمس، وفي فضلهنّ ذكر النبي - عليه السلام-: «ما من عبدٍ مسلمٍ يصلِّي لله كل يومٍ ثِنتي عشرةَ ركعةً تطوعًا، غير فريضةٍ، إلا بنى اللهُ له بيتًا في الجنةِ» وفى لفظ آخر: « أو إلا بُنِيَ له بيتٌ في الجنةِ»، ومن السنن كثرة ذكر الله – تعالى-، وقد خصّص النبي بعض المواعيد لذكر الله سبحانه، منها بعد الانتهاء من الصلاة المكتوبة أن يسبّح المسلم ربه ثلاثاً وثلاثين ويحمد ثلاثاً وثلاثين ويكبّر ثلاثاً وثلاثين ويتم المئة بقول: « لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير».
سنن التقرب من الله
ومن السنن ركعتان أوصى بهما النبي على وجه الخصوص قبل فرض المغرب، ومن السنن أيضاً ما ذكره النبي -عليه السلام- في حديثٍ واحدٍ عدّة أشكالٍ من النوافل، فقال: «كلُّ سُلامَى من الناسِ عليه صدقةٌ، كلُّ يومٍ تطلُعُ فيه الشمسُ، يعدلُ بينَ الاثنينِ صدقةٌ، ويعينُ الرجلَ على دابتِه فيحملُ عليها، أو يرفعُ عليها متاعَه صدقةٌ، والكلمةُ الطيبةُ صدقةٌ، وكلُّ خطوةٍ يخطوها إلى الصلاةِ صدقةٌ، ويميطُ الأذَى عن الطريقِ صدقةٌ»؛ فكلّ ما ورد في الحديث من صلاة الضحى وغيرها من النوافل التي ترفع العبد عند ربّه، وتزكّي منزلته فيمن عنده.
كما تسابق الصحابة - رضي الله عنهم- إلى تطبيق سنّة نبي الله محمد -عليه الصلاة والسلام- لينالوا الفضل العظيم لتطبيقهم هذه الأعمال، فأمّ المؤمنين أم حبيبة -رضي الله عنها- لم تفتر عن وصيّة النبي -عليه الصلاة والسلام- لها بأن تصلّي اثنتي عشرة ركعة في اليوم أبداً، وذلك تعلّقاً ورغبة منها في نيل أعلى الدرجات عند الله تعالى في الآخرة.
التوبة إلى الله.. تعرف على شروطها الصحيحة و 7 أمور تعينك عليها
التوبة إلى الله .. يبقى العبد المسلم رغم حبه لله تعالى وبحثه عن مرضاته في حياته مخلوقًا ضعيفًا، يقع في مواطن الشبهات والخطايا حينًا بعد حين، ويصدق ذلك قول النبي (صلى الله عليه وسلم) في الحديث: "كلُّ بني آدمَ خطَّاءٌ، وخيرُ الخطائينَ التوابونَ"؛ فأعقب النبي -عليه الصلاة والسلام- وصف الإنسان بأنه خطاء، وأن خير الناس من يتوب مرةً بعد مرة ويكثر التوبة والإنابة إلى الله تعالى.
والتوبة كما ورد في قاموس اللغة مصدر تاب، وهي الإقلاع عن الخطأ والرجوع عنه، والاعتراف بالتقصير وبالذنب، وأما التوّاب فهي صيغة المبالغة للفعل تاب، وهو كثير العودة والرجوع عن الذنوب، وهو اسم من أسماء الله الحسنى كذلك، ويدل على كثرة توبة الله تعالى على من يتوب من عباده.
حب الله لتوبة عبده
الأحاديث والآيات الكريمة التي ترغب العبد بالتوبة وتؤكد حب الله تعالى لتوبة عبده كثيرة، ومنها:
1- الحديث القدسي عن الله – تعالى-: «يا عبادي، إنكم تُخطئون بالليلِ والنهارِ، وأنا أغفرُ الذنوبَ جميعًا، فاستغفروني أغفرُ لكم».
2- وفي حديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم- يصف فيه أن رجلًا في أرضٍ دون طعام أو شراب فيها، ونام قليلًا فيها فتركته ناقته التي حمل عليها طعامه وشرابه، فاستيقظ فلم يجد ناقته، فأصابه اليأس، فاضطجع في ظل شجرة، فإذا هي عائدة مجددًا بين يديه، فقام من فرحه يقول: اللهم أنت عبدي وأنا ربّك، فأخطأ من شدة الفرح».
التوبة من الذنوب العظيمة
يخبر الله تعالى عباده أن رحمته وتوبته عظيمة وشاملة كلّ بني آدم مهما بلغت ذنوبه كثرة أو عِظمًا، فإنّ الله تعالى قادرٌ على مغفرتها كلها، قال الله – تعالى- في الحديث القدسيّ: «يا ابنَ آدمَ، إنَّك ما دعوتَني ورجوتَني غفرتُ لكَ على ما كانَ منكَ ولا أُبالِي، يا ابنَ آدمَ، لوْ بلغتْ ذنوبُك عنانَ السماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لكَ ولا أُبالِي، يا ابنَ آدمَ، لوْ أنَّك أتيتَني بقُرَابِ الأرضِ خطايا ثمَّ لقيتَني لا تشركْ بي شيئًا لأتيتُك بقرابِها مغفرةً»؛ ففي الحديث القدسيّ بشارة عظيمة لجميع البشر أنه مهما بلغت الذنوب عددًا أو عظمًا فإن الله تعالى يغفرها كلّها فلا تعجزه كثرتها ولا يبالي بها.
واشترط الله تعالى لتلك المغفرة أن يدعوه الإنسان ويرجوه، فيدعوه أن يغفر له، ويرجوه أن يقبل منه توبته، فحينئذٍ تُمحى ذنوبه من صحيفة سيئاته، ولقد قال الله – تعالى-: «قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ»، ثمّ يكرر الله تعالى الخبر بشكل آخر في الحديث القدسي، وذلك في قوله: « لو بلغت ذنوبك عنان السماء، فإن كانت الذنوب قد وصلت السماء أي سحابها من كثرتها، فيقول الله تعالى: (ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لكَ ولا أُبالِي)،[٦] فكرم الله سبحانه مع عباده أوسع من أن يحرم عبدًا التوبة والقبول بعد أن استغفره ودعاه ورجاه. ويختم الله تعالى بشكل آخر، وهو أنه لو كانت ذنوب العبد ملء الأرض، ثم لقي الله تعالى موحدًا مخلصًا موقنًا بذلك، لأتاه الله تعالى بملئها مغفرة وتوبة، وذلك من جميل حب الله تعالى لعباده وتوبته عليهم».
شروط التوبة وما يعين عليها
ذكر العلماء خمسة شروط للتوبة المقبولة على المرء أن يجتهد ليحصّلها كلها حتى يطمئنّ أن توبته قد قبلت، والشروط هي:
1- إخلاص النية لله تعالى من هذه التوبة، فلا تكن سعيًا لمرضاة أي أحد سواه.
2- الإقلاع عن الذنب وتركه نهائيًا. الندم على إتيانه والوقوع فيه من قبل.
3-عقد العزم على عدم العودة إليه ثانية. الشروع بالتوبة والإقبال على الله تعالى قبل أن يغرغر الإنسان عند الموت.
4- أداء الحقوق إلى أصحابها إن كانت الذنوب والمعاصي متعلّقةً بالعباد، وبذل كل الوسع والطاقة في ذلك، فإن كانت التوبة من السرقة مثلًا فعلى العبد أن يردّ المسروقات إلى أصحابها، وإن كان ذلك صعبًا فعلى العبد أن يتصدّق بقيمة المسروقات.
وكما ذكر العلماء شروطًا لقبول التوبة، فقد ذكروا أمورًا تعين على إقبال المرء على توبته، وتسهّل عليه الثبات عليها، ومن المعينات على التوبة والثبات عليها ما يأتي:
1- استحضار عظمة الله سبحانه وأنه المتفضل على عباده بنعم كثيرة، فلا يجوز أن يقابل المرء الإحسان بالإساءة، بل بالشكر والطاعة ما استطاع إلى ذلك سبيلًا.
2- تذكر سوء عاقبة الذنب والمذنبين، وأنه سبب لحلول سخط الله تعالى، ونزول النقم عليه بسبب تكرار أخطائه وبعده عن التوبة والاستغفار، ولقد أوضح الله تعالى في القرآن الكريم أن الذنوب سبب لنزول النقم والبلايا، قال الله تعالى: "وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ".
3- استحضار فضل التوبة وأهميتها، فكما أن استحضار سوء الذنب ينفر منه، فإنّ استحضار فضل التوبة وأهميتها قبل الموت سببٌ للإقبال عليها والرغبة في الاستزادة منها.
4- إيقان المسلم أنه لا بد من الوقوف بين يدي الله تعالى يوم الحساب، واستعراض الذنوب والخطايا واحدًا واحدًا أمامه، فذلك سبب لخجل الإنسان من ذنوبه واجتهاده في التوبة منها.
5- حفظ القرآن وتلاوته، فإنه معين للاستقامة والتوبة.
6- الإكثار من مجالس الأخيار وصحبتهم، فإنّ في ذلك تذكيرًا دائمًا بما يرضي الله تعالى، وفيه عونٌ من الجماعة على استقامة الفرد وصحوته باستمرار.
7- التوجه لله تعالى بصدق الدعاء أن يعينه على الثبات والاستقامة طوال العمر، ومن ذلك مواظبته على قول: «يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك».
كيفيّة التوبة إلى الله تعالى
التوبة هي اسمٌ جامعٌ لشرائع الإسلام وحقائق الإيمان، وترك ما يبغضه الله تعالى ظاهرًا وباطنًا، والقيام بما يحبه الله تعالى، والتوبة هي ترك الذنب؛ مخافة الله تعالى، والندم على فعله، والعزم على عدم العودة إليه، واستشعار قبحه، والتوجه إلى الله تعالى فيما بقي من الحياة.
علامات قبول التوبة
إنّ للتوبة المقبولة علاماتٌ تدلّ على قبولها، ومن هذه العلامات:
١- أن يكون ما بعد التوبة خيرًا ممّا قبلها: ويكون ذلك بالمداومة على الطاعات وفعل الخيرات؛ لأنّ التكاسل عن الطاعات والتفريط فيها دليلٌ على عدم قبول الله تعالى للتوبة.
٢- انخلاع القلب وتقطّعه؛ ندمًا وخوفًا من العقوبة العاجلة والآجلة.
٣- بقاء الخوف من العودة إلى الذنب مصاحبًا للتائب، حيث إنّ المؤمن يخشى من ذنبه وإن صغر، أمّا المنافق لا يخشى منه وإن كان ذنبه عظيمًا، بل ينظر إلى ذنبه كأنّه ذبابة وقعت على أنفه فأزاحها.
7 علامات تدل على رضا الله عن العبد
قال الشيخ عبدالله عجمي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، إن من علامات رضا الله تعالى عن العبد، أن يوفقه لطاعته، مشيرًا إلى أن نبي الله موسى عندما طلب الدعاء من نبي الله الخضر قال له: يسر الله لك طاعته، ودعاء النبي-صلى الله عليه وسلم- بعد كل صلاة: «اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك».وأضاف عجمي في فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية على فيسبوك، ردًا على سؤال: ما هي علامات رضا الله عن العبد؟ أن من هذه العلامات أن تلومه نفسه على فعل المعصية وتعزم على عدم العودة إلى ارتكابها، مضيفًا ثالثًا: الصحبة الصالحة لقول النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة: «الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل» رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح.وتابع رابعًا: الزوجة والذرية الصالحين؛ لقول النبي : «ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرا له من زوجة صالحة إن أمرها أطاعته وإن نظر إليها سرته وإن أقسم عليها أبرته وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله».وأكمل خامسًا: أن يرزقه عملا شريفًا يأخذ منه مالًا حلالًا، لقوله صلى الله عليه وسلم: «لئن يذهب أحدكم بأحبله إلى الجبل فيحتطب ويبيع خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه».واستطرد سادسًا: أن يوفقه الله للكلم الطيب والقول الحق، لافتًا إلى قوله تعالى: « ا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)»الأحزاب.
واختتم أمين لجنة الفتوى سابعًا: الدّعاء، فيسألُ العبدُ ربَّه رضاه، كما يسألُه الجنَّة، فيقول: أسألكَ رضاكَ والجنَّة.
علامات رضا الله عن العبد
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن علامات رضا الله تعالى عن العبد تظهر في أن يصرف عن المعاصي، والفحشاء، والمنكر، والسوء، والكذب.
وأضاف «الجندي» خلال تقديمه برنامج «لعلهم يفقهون»، المذاع على فضائية «dmc»، أن رضا الله تعالى يصرف العبد عن الفحشاء، منوهًا بأن الله -عز وجل- إذا أحب العبد صرفه عن الفحشاء.
وفسر الشيخ خالد الجندي، معنى قول الله تعالى في سورة يوسف: «إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ-24 »، موضحًا أن هناك فرقًا بين المُخلَص والمُخلِص، منوهًا بأن المُخلِص هو من يسعى لتخليص نفسه، إنما المُخلَص هو الذي خُلِّص من قوة أعلى منه. أي أن سيدنا يوسف -عليه السلام- بريء، مشيرًا إلى أن سيدنا يوسف من عباد الله المُخلَصين المُحصنين بقوة الله تعالى.
وذكر أن الفرق بين المُخلَص بفتح اللام والمُخلِص بكسر اللام، يُشبه الفرق بين المُتعَب والمُتعِب، مضيفًا: «عن عبادنا المُخلَصين أي الذي خُلّص من قوة أعلى منه».
وأكمل: «الآية القرآنية في سورة ص: قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83).