"العيش الشمسي" هو ماركة صعيدية مسجلة، فهو لن تجده إلا فى صعيد مصر وهو يعتبر وقود الحياة لدى الصعايدة فقيمته الغذائية العالية أكسبته شهر بين جميع المخبوزات المعروفة، فشكله المستدير وطعمه الطازج المميز خطف لب اهالى الصعيد فلا تخلو مائدة منه.
يقول "عبدالمنعم عبد العظيم" مدير مكتب دراسات الصعيد بالأقصر: إن "العيش الشمسي" هو تراث صعيدى متوارث عن الأجداد وهو يعتمد فى تسويته على حرارة الشمس ويشتهر الصعيد به على خلاف محافظات الوجه البحرى، فهو قرص مستدير الشكل، ذو لون ذهبي، تشارك في خبيزه سيدات وفتيات المنزل، وهو يعرف أيضا بالعيش البلدي مشيرا إلى أن البعض يرجع تسميته الى للإله رع عند الفراعنة الذي يرمز له بقرص "الشمس".
وتقول "نادية السيد" مواطنة بالأقصر أن إعداد العيش الشمسي، يعتمد على أدوات بدائية بسيطة جدا ، وهم (الماجور او العجانية ) وهو عبارة عن طبق كبير مصنوع من الألومنيوم يستخدم للعجن ، و( المطرحة ) عبارة عن قرص خشبي ذو أيدي طويلة من الخشب تشبه المضرب تستخدم لرص العيش داخل الفرن ، و ( الدورة او المقارص ) وهى يوضع عليها العيش لإتمام عملية التخمير ، و(البشكور) وهو قطعة خشبية مربعة ذو أيدي طويلة من الخشب يستخدم لإخراج العيش من الفرن ، ثم اخيرا تاتى ( الفرن ) يتم خبز العيش أما في الفرن البلدي (فرن الطين) أو فرن أنبوبة.
وتضيف " منيرة محمد " مواطنة باسنا ان مكونات " العيش الشمسي " القمح الذى يطحن إلى دقيق وماء دافئ للعجن، ملعقة كبيرة خميرة، ملح، ردة أو نخالة القمح موضحا بان طريقة عمله تمر بست مراحل وهى تبدأ بعمل عجينة الخميرة في الليلة السابقة ليوم الخبيز، حيث يتم وضع الخميرة في إناء صغير، ويضاف كيلو جرام من الدقيق، وكمية من الماء الدافئ، ويتم العجن، حتى تصبح العجينة سائلة، ثم يغطى الإناء بغطاء محكم، ويترك حتى صباح اليوم التالي. وفي الصباح تقوم احدى السيدات بعملية العجين.
وأردفت بأن تستغرق مرحلة العجين ساعة تقريبا، ثم يتم تقطيع العجين إلى أقراص مستديرة صغيرة ووضعه على المقارص المرشوشة بالردة ’الدورة’’حتى لا يلصق ثم نبسطه على المقارص عن طريق الطبطبة بالأيدي، ثم يوضع العيش بالشمس ليخمر (يرتفع) تحت أشعة الشمس وتلك العملية تسمى بـ (التخمر) ، ثم تقوم إحدى الفتيات بعملية التجريح هو عمل خط دائري حول قرص العجين وذلك بواسطة شوكة نخيل أو إبرة خياطة نظيفة، ، وبعدها يتم وضع الخبز في الفرن البلدي، ليخرج بعدها العيش طازجا له رائحة وطعم جميل.