ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، عبر موقعها الرسمي يقول صاحبه: «إذا كنت أعلم أنني لن أستطيع قضاء الصلاة التالية أو أكثر من فرض إلا بعد فوات وقتها، فماذا أفعل؟».
وأجاب الدكتور نصر فريد واصل، عضو هيئة كبار العلماء، مفتي الجمهورية السابق، قائلًا: "الصلاة عماد الدين وركن من أركان الإسلام الخمسة، وهي مفروضة على كل مكلف خمس مرات في اليوم والليلة، وثبتت فرضيتها بالكتاب والسنة والإجماع".
واستدل الدكتور نصر فريد واصل، على فرضيتها من الكتاب بقوله "تعالى": «إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا»، [النساء: 103]، ودليل فرضيتها من السنة قوله - صلى الله عليه وآله وسلم-: «بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ»، رواه البخاري.
وأضاف أن الأمة الإسلامية أجمعت على فرضيتها، وأن منكرها جحودًا كافر؛ لإنكاره أمرًا معلومًا من الدين بالضرورة، منوهًا إلى أن السنة حددت أوقاتها وفقًا لما علمه جبريل -عليه السلام- لرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم -؛ فحدد له مواقيتها الزمانية بدايةً ونهايةً، وصلَّى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في هذه الأوقات، وعلمها أصحابه قائلًا لهم: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي»، رواه البخاري.
وأوضح أن الأصل فى الصلاة وجوب أداؤها في أوقاتها المحددة لها شرعًا، ولا يجوز تأخيرها عن وقتها شرعًا بغير عذر شرعي؛ لقوله- تعالى-: «أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا»، [الإسراء: 78].
وأشار عضو هيئة كبار العلماء إلى أن من أخَّر الصلاة عن وقتها بغير عذر يكون آثمًا شرعًا، ويجب عليه قضاؤها، ولا يجوز تقديم الصلاة أو تأخيرها عن وقتها إلا في حالة الجمع بين الصلاتين تقديمًا أو تأخيرًا، كأن يجمع بين الظهر والعصر تقديمًا في وقت الأولى وتأخيرًا في وقت الثانية، وأن يجمع بين المغرب والعشاء كذلك.
وأفاد بأن أسباب جمع الصلاة هي: "السفر، والمرض، والمطر، والطين مع الظلمة في آخر الشهر، ووجود الحاج بعرفة أو مزدلفة".
واختتم أن أداء الصلاة قبل دخول وقتها غير جائز شرعًا إلا في حالات جمع التقديم سالفة الذكر، أما من فاتته صلاة أو نسي أن يصليها في وقتها فالواجب عليه أن يصليها قضاءً وفقًا للظروف التي فاتته الصلاة فيها، فإن فاتته الصلاة حال كونه مسافرًا قضاها قصرًا مع ملاحظة أن القصر لا يكون إلا للصلاة الرباعية فقط، وإن فاتته الصلاة حال كونه مقيمًا صلاها كاملةً.
حكم جمع الصلاة لظروف العمل
قالت دار الإفتاء المصرية، إن الصلاة ركن من أركان الإسلام، ومنـزلتها من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، وقد عُنِي الإسلام في كتابه وسنته بأمرها، وشدَّد كل التشديد في طلبها وتقييد إيقاعها بأوقات مخصوصة.
واستشهدت دار الإفتاء المصرية، فى إجابتها عن سؤال: «ما حكم جمع الصلوات لظروف العمل والمكان»، بقوله تعالى: «إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا»، (سورة النساء: 103 الآية).
وأضافت أنه حذَّر أعظم التحذير من تركها؛ ففي "الصحيحين" -واللفظ لمسلم- عن ابن عمر- رضي الله عنهما- أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ».
وأشارت إلى أنه بلغ من عناية الإسلام بها أن أمر المسلمين بالمحافظة عليها في الحضر والسفر، والأمن والخوف، والسلم والحرب، حتى في أحرج المواقف عند اشتداد الخوف حين يكون المسلمون في المعركة أمام العدو.
واستدلت بقوله تعالى: « حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ. فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ»، ( سورة البقرة: الآيات 238- 239﴾.
وواصلت أن الآيات الكريمة تعني أي: " فَصلُّوا حال الخوف والحرب، مشاة أو راكبين كيف استطعتم بغير ركوع ولا سجود بل بالإشارة والإيماء، وبدون اشتراط استقبال القبلة مقيدة بحالتي الحرب والجهل".
وأوضحت أنه شرع جمع الصلوات بعذر؛ فيؤدي الظهر مع العصر تقديمًا أو تأخيرًا، وتؤدي المغرب مع العشاء، بشرط أن ينوي ذلك قبل دخول وقت العصر أو العشاء.
وتابعت أن الإمامين البخاري ومسلم أخرجا عن أنس - رضي الله عنه - قال: « كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ- إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ أَنْ تَزِيغَ الشَّمْسُ أَخَّرَ الظُّهْرَ إِلَى وَقْتِ الْعَصْرِ، ثُمَّ نَزَلَ فَجَمَعَ بَيْنَهُمَا».
هل يجوز جمع الصلاة في حالة الإجهاد والتعب؟
وأضاف الشيخ أحمد وسام، خلال لقائه بفتوى مسجله له عبر موقع دار الإفتاء المصرية، فى إجابته عن سؤال مضمونه: "هل يجوز جمع الصلاة في حالة الإجهاد؟"، أنه إذا وصل الإجهاد بالإنسان إلى درجة يخشى معها ثواب الصلاة فيجوز له فى هذه الحالة الجمع من غير قصر الصلاة لكن الحالة تقدر بقدرها أى لا يكون هذا دائمًا وإنما عند الحاجة إليه فقط.
هل يجوز جمع الصلاة لأجل النوم؟
وأجاب أمين الفتوى خلال فيديو عبر الصفحة الرسمية للدار عن ذلك السؤال قائلا إنه يجوز ذلك إذا كان هناك مشقة جدية ولا يستطيع الشخص الصلاة في وقتها، وذلك في حالة الاضطرار فقط.
وأضاف: "كما يجوز ذلك إذا كان السائل في مواصلات، ولا يستطيع أن ينزل منها ففي هذه الحالة يجوز جمع الصلوات لكن بشرط ألا يكون الأمر بشكل مستمر".
حكم جمع الطالبات الصلاة في الجامعة حال تعذر الوضوء
وأضاف عبد السميع، خلال البث المباشر على صفحة دار الإفتاء، أنه يجوز للطالبة التي تذهب للجامعة أن تجمع الظهر والعصر جمع تقديم إذا كانت تذهب للجامعة بعد الظهر ويصعب عليها الوضوء خارج المنزل أو بسبب المحاضرات المتلاحمة، كما يجوز لها أن تجمع الظهر مع العصر جمع تأخير إذا رجعت المنزل بعد العصر.
وتابع: "يشترط في الجمع النية قبل الصلاة وعدم الحديث أو الراحة بين الفرضين، أي إذا صليت الظهر تصلي العصر مباشرة عقب التسليم مع استحضار نية الجمع".
حكم جمع الصلاة في البلاد التي تنعدم فيها علامات غياب الشفق
وأجابت الدار عبر "فيسبوك"، أنه يجوز الجمع بين الصلاة في البلاد التي تنعدم فيها علامات غياب الشفق إذا شق على المكلف أداء الصلاة في وقتها، فعن ابن عباس رضي الله عنهما: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ جَمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَبيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِالْمَدِينَةِ مِنْ غَيْرِ خَوْفٍ وَلَا مَطَرٍ"، فَقِيلَ لاِبْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: مَا أَرَادَ إِلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: "أَرَادَ أَنْ لَا يُحْرِجَ أُمَّتَهُ" رواه الشيخان، واللفظ لمسلم.
وأضافت: "إذا زالت المشقة على مستوى الأفراد أو الجماعات، رجع الحال إلى الأصل؛ وهو وجوب أداء الصلاة في وقتها المحدَّد لها شرعًا؛ فإن الضرورة أو الحاجة التي تُنَزَّلُ منزلتَها تقدر بقدرها، ولا يُتَجاوَزُ بها محلُّها".
هل يجوز جمع الصلاة لظروف الامتحانات؟
أجاب أمين الفتوى عبر فيديو على الصفحة الرسمية للدار: "لو الشخص بيمتحن والامتحان بيبدأ قبل الظهر وينتهي بعد العصر يجوز الجمع بين الصلاتين، مش لازم تخرج قبل الوقت عشان تصلي، ولا تخرج من الامتحان، لو خلصت بدري وراجعت وانتهيت من الامتحان أخرج وأصلي".
وأشار إلى أنه يجوز الجمع بين الظهر والعصر جمع تأخير وينوي جمع تأخير مع صلاة العصر ولا يترك الامتحان.
وطالب أمين الفتوى، الجهات المعنية مراعاة وقت الصلاة حتى لا يضيع أكثر من فرض على الشباب.
رزقت بتوأم وأعاني في تربيتهما.. فهل يجوز لي جمع الصلاة؟
وأضاف الشيخ محمد وسام، خلال لقائه فتوى مسجله عبر موقع دار الإفتاء المصرية، فى إجابته عن سؤال مضمونه: "رزقت بتوأم وأعاني في تربيتهما فهل يجوز لي جمع الصلاة؟"، أنه يجوز لهذه الأم إذا كان الحال كما ذكرت وأن أمور حياتها غير مرتبة بسبب أبنائها، مما يترتب على ذلك أنها قد تترك الصلاة المفروضة فيجوز لها فى هذه الحالة أن تجمع بين الصلوات التى يجوز لها الجمع فيها كالظهر والعصر مع بعضهم والمغرب والعشاء مع بعضهم ولكن من غير قصر الصلاة، كأن تجمع الظهر مع العصر جمع تقديم أو تأخير وكذلك المغرب والعشاء جمع تقديم أو تأخير ولكن من غير قصر الصلاة، أى تصلى الظهر 4 ركعات والمغرب 3 ركعات وهكذا ولكن بشرط أن لا يكون جمع الصلاة دائمًا وإنما يكون عند الحاجة إلى ذلك.
هل يجوز جمع الصلوات الخمس في وقت واحد؟ الأزهر يجيب
ويجب أن يصلي المسلم كل صلاة في وقتها في الحضر والسفر إلا المغرب والعشاء، والظهر والعصر؛ فله جمعهما في السفر، أما الفجر تصلى في وقتها.
هل يجوز جمع الصلوات الخمس في وقت واحد؟
وأكد المركز في بيان له أنه لا ينبغي للإنسان أن يتكاسل عن الصلاة في جماعة ولا عن أدائها في وقتها، فقد حذرنا الله تعالى من ذلك، وبين أن ذلك من صفات المنافقين فقال تعالى في سورة النساء واصفًا حالهم: «وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى».
وأوضح أن لا يجوز للإنسان أن يؤخر الصلاة عن وقتها المحدد لها إلا لعذر شرعي، ولا يكون ذلك عادة له، قال تعالى: «فويل للمصلين(4) الذين هم عن صلاتهم ساهون»الماعون.
فإذا كان له عذر شرعي جاز له أن يجمع بين الصلوات التي يمكن الجمع بينها تقديمًا أو تأخيرًا في وقت أحدهما الذي يستطيع الصلاة فيه.
وواصلت بما أخرجه الإمام مسلم عن معاذ - رضي الله عنه- قال: «خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ- فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَكَانَ يُصَلِّي الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا».