حكم وضع الكراسي آخر المسجد لمن يصلون جلوسا .. الإفتاء توضح| فيديو
حكم وضع الكراسي آخر المسجد لمن يصلون جلوسا .. قال الدكتور أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء، إن الإنسان يأتي في عبادته بما يطيق وما يستطيع،مؤكدًا أن المصلي إذا كان يستطيع القيام؛ لم يجز له القعود في أثناء المواضع التي يجب فيها القيام.
وأوضح الدكتور أحمد ممدوح، عبر فيديو بثته دار الإفتاء على يوتيوب، ردًا على سؤال: ما حكم الصلاة على الكرسي؟ أن المصلي إذا استطاع أن يصلي ركعتين وهو قائم، ثم عجز عن القيام، جاز له القعود أو الصلاة على الكرسي، مشيرًا إلى أن الحكم كذلك في السجود لمن قدر عليه ثم عجز عنه أثناء الصلاة.. ومن عجز عن القيام في الفرض صلى قاعدا، ومن عجز عن الركوع والسجود أومأ بهما وجعل السجود أخفض من الركوع.
حكم الصلاة جلوسا على الكرسي
كان الدكتور عبدالله المصلح، الأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، قال- في وقت سابق- إن القيام والركوع والسجود أركان من أركان الصلاة التي تبطل الصلاة بغيابهما إلا لعذر،.
وأضاف الدكتور عبدالله المصلح، في فتوى له، ردًا على سؤال: ما حكم الصلاة على الكرسي ؟ أن الإنسان الذي لا يستطيع القيام والركوع ويعجز عن السجود، يجوز له القعود على الكرسي عند السجود على أن ينحني برأسه قدر المستطاع، تحقيقًا لقوله تعالى: «فاتقوا الله ما استطعتم».
يُذكر أن الإمام البخاري روى عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : كانت بي بواسير فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة فقال : «صَلِّ قَائِمًا ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ» .
وقال ابن قدامة المقدسي :
أجمع أهل العلم على أن من لا يطيق القيام له أن يصلي جالسًا .
كيفية صلاة العاجز عن القيام
والمصلي قاعدًا يجلس على الأرض أو على الكرسي بحسب ما يتيسر له، وهو مدعو كغيره للمسابقة والمنافسة على الصف الأول، ولا يجوز لأحد أن يمنعه من ذلك، كما لا يجوز له أن ينفرد خلف الصف مع وجود متسع فيه.
وقد ذكر بعض أهل العلم أن اعتياد وضع الكراسي آخر المسجد: عادة سيئة، وفيها حرمان القاعد من أجر الصفوف المتقدمة، ومخالفة للسنة الآمرة بإتمام الصف الأول فالأول، ومقاربة الصفوف؛ لما روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاَسْتَهَمُوا، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لاَسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي العَتَمَةِ وَالصُّبْحِ، لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا .
وروى النسائي وأبو داود عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَلَّلُ الصُّفُوفَ مِنْ نَاحِيَةٍ إِلَى نَاحِيَةٍ ، يَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا وَصُدُورَنَا، وَيَقُولُ : لَا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ ) وَكَانَ يَقُولُ : (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصُّفُوفِ الْمُتَقَدِّمَةِ " . وصححه الألباني في "صحيح النسائي" .
أدلة حكم تأخير بعض الصفوف عن آخر صف في الصلاة
وروى أبو داود والنسائي عن أنس رضي الله عنه أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : رَاصُّوا صُفُوفَكُمْ ، وَقَارِبُوا بَيْنَهَا ، وَحَاذُوا بِالْأَعْنَاقِ صححه الألباني في "صحيح أبي داود" .
قال السندي رحمه الله :"قَوْله (رَاصُّوا صُفُوفكُمْ) بِانْضِمَامِ بَعْضكُمْ إِلَى بَعْض عَلَى السَّوَاء (وَقَارِبُوا بَيْنَهَا) أَيْ : اِجْعَلُوا مَا بَيْن صَفَّيْنِ مِنْ الْفَصْل قَلِيلًا ، بِحَيْثُ يَقْرَب بَعْض الصُّفُوف إِلَى بَعْض" انتهى .
وقال المناوي رحمه الله: "( وقاربوا بينها) بحيث لا يسع بين كل صفين صف آخر حتى لا يقدر الشيطان أن يمر بين أيديكم" انتهى من "فيض القدير" (4 / 7) .
حكم الصلاة إذا كان وضع الكرسي يؤدي إلى إحداث فرجة في الصف
ثانيا: إذا كان وضع الكرسي يؤدي إلى إحداث فرجة في الصف، فينبغي أن يوضع في طرف الصف عن يمينه أو شماله، أو يكون وسط الصف مع الحرص على سد الفرج.
وقد روى أحمد وأبو داود عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أقيموا الصفوف ؛ فإنما تصفون كصفوف الملائكة ، حاذوا بين المناكب ، وسدوا الخلل ، ولا تذروا فرجات للشيطان ، ومن وصل صفا وصله الله ومن قطع صفا قطعه الله والحديث صححه الألباني في "صحيح أبي داود" .
الحكم إذا أمكن وضع الكرسي في مكان من الصف
وإذا أمكن أن يوضع الكرسي في مكان من الصف ، لا يؤثر على من خلفه، فذلك هو الأفضل، وينبغي للمصلين أن يتعاونوا فيما بينهم على ذلك، برفق ولين وحسن خلق وأدب ، وينبغي للمريض أن لا يمانع من ذلك ، فإن من الكلمات المحفوظة عن النبي صلى الله عليه وسلم والتي كان يأمر بها عند تسوية الصفوف للصلاة : لينوا في أيدي إخوانكم رواه أحمد ، وأبو داود ، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" .