عبر الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف السابق، عن دهشته من الحيرة السائدة لدى البعض من مسألة الحجاب قائلا: "لا أدري سببا لهذا اللغط المشتعل على المواقع وصفحات التواصل، وشغل الناس بفلانة ارتدت الحجاب وكأنها دخلت الإسلام، وفلانة خلعت الحجاب وكأن الإسلام قد أصيب في مقتل بفعلها هذا".
وقال شومان، في تصريح له: إن الحجاب حكمه معروف وليس محل خلاف ولا اجتهاد حتى يخوض فيه من يعرف ومن لا يعرف، ولن يزيد الإسلام قوة ارتداء واحدة أو أكثر له، ولن ينتكس الإسلام بخلعهن له،فمن ارتدته فقد التزمت فريضة من فرائض دينها،ومن خلعته فقد ضيعت فريضة،وأمرها إلى الله وليس للعباد.
وأضاف: "لا أعتقد أن الناس يتابعون أخبار من يصلون ويزكون ويصومون ومن يحجون ومن يتركون ،فهل يرون الالتزام بالحجاب من عدمه قضية أهم من ترك أركان الإسلام أو الالتزام بها،قائلا "أعتقد أن العالم بأسره لن يعجب بنا ونحن نشعل مواقع التواصل وغيرها بقضية حسمت قبل مايقارب خمسة عشر قرنا من الزمان،بينما هم ينشغلون باستشراف آفاق المستقبل وكيفية التعاطي مع ما قد يتوصل إليه العلماء من مخترعات،ويبحثون عن كيفية استعمار الفضاء للعيش فيه بعد أن وصلوه باحثين ووقفوا على كثير من أسراره".
وتابع مركز الأزهر للفتوى الالكترونية إن الحجاب فرضٌ بنص القرآن الكريم والنصوص قطعية الثبوت والدلالة لا تقبل الاجتهاد ، مؤكدا على انتشار بعضُ الأفكار والفتاوىٰ التي تدَّعي عدمَ فرضية الحجاب، ولا شك أن مثل هذه الأفكار إنّما هي ادعاءاتٌ لا تمت للإسلام بصلة.
وقال المركز في بيان له ،إن الحجاب فرضٌ ثبت وجوبُه بنصوص قرآنيةٍ قطعيةِ الثبوتِ والدلالة لا تقبل الاجتهاد،وليس لأحدٍ أن يخالف الأحكام الثابتة، كما أنه لا يُقبل من العامة أو غير المتخصصين - مهما كانت ثقافتهم- الخوض فيها.
وأوضح المركز أن من الآيات القرآنية قطعية الثبوت والدلالة التي نصت علىٰ أن الحجاب فرضٌ علىٰ كل النساء المسلمات، قول الله ﷻ: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ...} [المؤمنون: 31]، وقوله ﷻ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَىٰ أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب: 59].
وتابع البيان: إن المتأمل بإنصافٍ لقضيةِ فرضِ الحجابِ يجدُ أنه فُرض لصالح المرأة؛ فالزِّيُّ الإسلامي الذي ينبغي للمرأة أن ترتديه، هو دعوة تتماشىٰ مع الفطرة البشرية قبل أن يكون أمرًا من أوامر الدين؛ فالإسلام حين أباح للمرأة كشفَ الوجه والكفين، وأمرها بستر ما عداهما، فقد أراد أن يحفظ عليها فطرتها، ويُبقي علىٰ أنوثتها، ومكانِها في قلب الرجل.
ولفت إلى أن التزامُ المرأة بالحجاب يساعدها علىٰ أن يُعاملها المجتمع باعتبارها عقلًا ناجحًا، وفكرًا مثمرًا، وعاملَ بناءٍ في تحقيق التقدم والرقي، وليس باعتبارها جسدًا وشهوةً، خاصةً أن الله ﷻ قد أودع في المرأة جاذبيةً دافعةً وكافيةً لِلَفت نظر الرجال إليها؛ لذلك فالأليق بتكوينها الجذاب هذا أن تستر مفاتنها؛ كي لا تُعاملَ علىٰ اعتبار أنها جسدٌ أو شهوةٌ .
بالإضافةً إلىٰ أن الطبيعة تدعو الأنثىٰ أن تتمنع علىٰ الذكر، وأن تقيم بينه وبينها أكثرَ من حجاب ساتر، حتىٰ تظل دائمًا مطلوبةً عنده، ويظل هو يبحث عنها، ويسلك السبل المشروعة للوصول إليها؛ فإذا وصل إليها بعد شوق ومعاناة عن طريق الزواج، كانت عزيزة عليه، كريمة عنده.