بداية أرجو ألا أتهم بأننى نسيت كل نساء الدنيا وكل رجالها وتحدثت عن الرئيس وزوجته، ولكنى لن أتحدث عن رئيس بعينه ولا زوجة خصيصا، سأتحدث عنها تلك المرأة التى وجدت نفسها بين عشية وضحاها زوجة لأعلى منزلة رئاسية وأعظم وجهة اجتماعية، تلك المرأة كيف تمضى حياتها وكيف تعيش عمرها و ما هي المحظورات، والممنوعات، والمباحات والمجازات، لكى أعيش ما عاشته قلبت فى التاريخ وتصفحت وقرأت عن زيجات تعيسات لرؤساء اشاوس .
وكان نصيب الزوجة الأمريكية الأعظم فمعظم زوجات رؤساء القطب الأعظم عانين مر الخيانة والتجاهل وكتبن عن الموقف بحذافيره وصدمتهن عندما اكتشفن أن أزواجهن الرؤساء العظماء خائنين وبعض منهن قالت فى مذكراتها أنها عندما وجدت زوجها الرئيس الكبير الذى ينحنى له العالم وهو منحنى لفتاة فى عمر بناته وواجهته حينها وقالت له .. بهذه البساطة تخوننى ؟ فكان رده عليها نعم بهذه البساطة.
زوجة الرئيس ليست كما نراها وهى تحتضنه وتعلو وجهها ابتسامة تتطور لضحكة، هى تعيش حياة أخرى تجد نفسها امرأة أقل من العادية فهى مطالبة بكم هائل من الضرورات ومحاطة بمثله من المحظورات وايضا كل كلمة وهفوة ونظرة تفعلها لا تكن بعفوية الزوجة العادية.
هل تتخيل معى شق من حياة زوجة الرئيس فى بلادنا العربية تبدأه بيوم قد تصحو فيه وتفاجأ بأن زوجها ترك لها رسالة على هاتفها يخبرها بأنه لم يرد إيقاظها لتعد له فطوره وتجهز له ملابسه فما كان منه الا ان تركها تكمل نومها وأمر العاملين فى قصر الرئاسة بإعداد الفطور وتجهيز الحمام وإعداد الملابس التى تتلائم مع حفل استقبال سفراء جددـ، أو أن تنتظره على الغداء فلا يرد عليها لأنه محاط بوزراءه ورجال أعمال ويومه مزدحم، وعندما يهمس فى أذنه مدير مكتبه أو حارسه الشخصى بأن سيدة القصر تطلبه فيكون منه أن يقول له ارسل لها رسالة قل لها فيها أنى لن احضر الغداء وانتظرينى على العشاء، وعندما يحل العشاء يزدحم جدوله باستقبال شخصيات أجنبية جاءت للتفاوض على احتواء أزمات بين بلادها وبلاده وبأنها جاءت تقدم آيات الاعتذار والاعتزام على محو الماضى واستقبال الحاضر والتطلع الى المستقبل بروح ايجابية ونية سوية ..
تخيلوا معى هذه الزوجة وهى مطالبة بأن ترى زوجها محط إعجاب نساء العالم إذا كان ذا جاذبية وحتى ان لم يكن فهو رئيس ولك ان تتخيل وقع هذه الصفة على النساء بكافة تصنيفهن ووضعيتهن ، هل دار فى ذهنك ان زوجة الرئيس يكون شاغلها الشاغل ان تجعل زوجها لا يفكر فى أخرى وبأنها تراه مهما عظمت مهامه ومسؤلياته قد يجد وقتا ومزاجا يجعله يعجب بغيرها ، هل صدقت ولو للحظة أن زوجة الرئيس تتزين بل وتبالغ فى زينتها كى تحجب عن عين رئيسها أي صور لنساء أخريات ربما رآهم او سيراهم من مختلف دول العالم وبمختلف الوظائف والمكانات ، هل عشت مع زوجة الرئيس لحظات قلقها وشكها وغيرتها ؟ وهل مر على خيالك وقفز الى ذهنك مهاتفات ورسائل عاطفية بينهما كمعظم التى يرسلها صغار الأزواج لأن الكبار للأسف نسوا أو تناسوا لهيب العواطف ؟
زوجة الرئيس أيا كان ومهما كان هى امرأة تحب وتكره وتئن وتبتسم وتضحك وتحزن وتبكى . ومهما كانت الاضواء التى تعيش فيها والكاميرات التى تتابعها وتلتقط لها صورا ومناظر ومواقف فهى فى نهاية الامر امرأة بكل مافى هذه الكلمة من معانى وتأثيرات.
زوجة الرئيس أيا كان ومهما كان هى امرأة تحب وتكره وتئن وتبتسم وتضحك وتحزن وتبكى . ومهما كانت الاضواء التى تعيش فيها والكاميرات التى تتابعها وتلتقط لها صورا ومناظر ومواقف فهى فى نهاية الامر امرأة بكل مافى هذه الكلمة من معانى وتأثيرات.
بعكس الرئيس الذى ومن المؤكد ليس ككل الرجال لأن وضعيته خاصة للغاية وعالمه مهما اتسع الا انه يضيق عليه ويتحكم فيه ويجعل كل خطواته محسوبة، وكل تحركاته بقدر، فكونه رئيس فحياته الخاصة بمثابة نفق حتى وان لم يكن مظلم ومضاء بأوهج الأضواء وأكثرها بريقا إلا أنه يعيش فيه هو لوحده واقرب المقربين اليه بنظام خاص وطريقة خاصة وأسلوب معين وقوانين مدروسة وأسس راسخة . من المؤكد أن زوجات الرؤساء فى داخلهن أمنية أن يعود الزمن ويعشن مع ازواجهن كما كن من قبل رجل وامرأة يذهبان معا الى السينما ويأكلان الآيس كريم فى الشارع ويزوران الأهل والأصدقاء بلا أي حراسة وبلا مواعيد مسبقة ، وأيضا اعتقد أنهما يتمنيان أن يرتديا مايحلو لهما من ملبس وليس مايشير به المتخصص وفقا للمناسبة وطبيعة المكان والزمان . قد اكون مسرفة فى الوصف ولكنى اكاد اجزم بأن زوجات الرئيس يتمنين ان يعشن ولو لحظة بلا قيود الرئيس والمجتمع !!!