الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صرخة معدة


يَحْكُم المثل الشائع «من دقنه وافتله» سياسة البرايفت كلينك (العيادات الخاصة للأطباء).

والمقصود: كله على قفا الزبون، ولا شيء لوجه الله!

وبعد أن كانت بوصلة كتاباتي القادمة متجهة نحو تحارب المجتمع علي غطاء الرأس -الفنانة صابرين نموذجا-ووطيس المعركة مع الشعراوي تولاه الله برحمته - أسما شريف منير مثالا - [إلا] أنني قررت أن أبرح جانبا بمقال عن شحم ولحم وكرش المصريين الذي انتفخ حتي بات أغلب المصريين رجالا ونساءً أشبه بالحوامل طول الوقت.

والسبب "بوست" على "فيس بوك" جعلني أقطر حزنا وألما، وأضرب أخماسا في أسداس، وأفرك أصابع قدمي، خاصة أن كاتب البوست ابن كار الأطباء وهو الدكتور أسامة عبد العزيز التيه، أستاذ مساعد جراحة الأورام والمناظير بطب الزقازيق.

مضمون الرسالة التي أطلقها "التيه" شنيعة، فظيعة، مخيفة، مريعة!

فيكشف دكتور الجامعة أن الإعلانات الممولة على السوشيال ميديا أو وسائل الإعلام الأخرى، والمتعلقة بطرق علاج وعمليات جراحات السمنة، 90% منها وأكثر نصب واحتيال على المصريين، واستغلال لجهل مرضى السمنة، من خلال استخدام عناوين رنانة خادعة، ليس لها أى قاعدة علمية حقيقية.

ويضيف ما يثير التندر والرثاء بقوله: "هناك أطباء يعلنون عن أسعار زهيدة لتركيب الدباسات - أحدث التقنيات الطبية لعلاج مشاكل زيادة الوزن وارتفاع نسبة الكوليسترول- شاملة العملية، وأجور الأطباء، وتكلفة المستشفى والمستلزمات، رغم أن الأسعار المعلنة لا تكفي بأي حال من الأحوال لشراء دباسة المعدة فقط!".

لتأتي الطامة الكبرى عندما يكشف "التيه" أن هؤلاء الأطباء يعيدون استخدام الدباسة لعدد كبير من الحالات، ليتم تقسيم تكلفتها عليهم، فتنخفض التكلفة الكلية بالنسبة للفرد- من دقنه وافتله- وذلك على حساب صحة المرضى ومقاييس الأمان والحماية الدولية المعترف بها، رغم أن الدباسة مكتوب عليها "يوزد وان أونلي" تستخدم لمرة واحدة.

فالتلاعب بأحلام مرضى السمنة بات ملعبا كبيرا، تديره شبكات نصب من أطباء معدومي الضمير، يستبيحون جيوب المرضى دون علاج حقيقي، ولا وخز ضمير، وبمستلزمات مجهولة المصدر، لتذهب سلامة المريض إلى الجحيم، في سبيل أن يضيف الطبيب أصفارا أمام أتعابه، ويستحوذ على شهرة "دكتور مش دباح" لكنه في الحقيقة مدبح السيدة.

هذا الجنس من الأطباء منقوع في الندالة فحنث قسمه "ﺃﻗﺴﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺃﻥ ﺃﺭﺍﻗﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﻬﻨﺘي، ﻭﺃﻥ ﺃﺻﻮﻥ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﺃﺩﻭﺍﺭﻫﺎ"، مما جعل من الواجب علينا أن نصلى فرضًا آخر كل يوم شكرا وحمدا لله إذا عثرنا على طبيب إنسان يمارس مهنته بضمير، ولكني في نفس الوقت لا أنكر أن هناك أطباءً يحكمهم الضمير وحسن الخلق وصالح المريض.

فهل تستمع وزارة الصحة والأجهزة الرقابية إلى صرخة الدكتور؟ أم أن الاستقامة الوطنية أشد ندرة من لبن العصفور؟
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط