الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

موقع لتحديد موعد الموت!


من الأمور التي لا يعلمها إلا الله وحده موعد الموت، ومع ذلك ادعى موقع إلكتروني قدرته على تحديد موعد موت أي إنسان باليوم والساعة والدقيقة، والموقع يعتمد على إجراء بعض الحسابات الرياضية بناءً على بيانات يعطيها الراغب في معرفة موعد موته. 

فالموقع يسأل عن تاريخ الميلاد والوزن والطول، وعن تعاطي التدخين وتناول الخمور، ويستخدم عمليات حسابية لتحديد موعد الوفاة المزعوم، ثم يظهر عداد آلي يتناقص فيه الوقت الباقي تنازليًا.

والوقت المحدد المعروف تاريخه يسمى في القرآن بالأجل المسمى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ..) البقرة 282، ومثله تحديد موعد الموت: (..فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى..) الزمر42 .

وكلمة قضى تعني الحكم النهائي، فالله قضى بأن كل إنسان سيموت، وهذا قضاء حتمي لا يتغير: (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ..) سبأ 14، ولكن سبب الموت من القدر وله احتمالات لا نهائية، ولا يقدر الكمبيوتر على معرفة جميع الاحتمالات لأنه لا يعلم ما بنفوسنا، ولكن الله يعلم، فقد يختار إنسان أن ينهي حياته في لحظة ما، أو يتم قتله في حرب أو في حادث، وكلها من الأقدار التي قدرها الله. 

مقابل القضاء يأتي القدر وهو الاحتمالات التي قدرها تعالى، وتحدد اختياراتك مسارك فتنتقل من قدر إلى قدر، ولكن الله بعلمه بما في نفوسنا يعلم ماذا سنفعل، ولكن علمه لا يؤثر على اختياراتنا.

وفي قوله تعالى: (..وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ..) آل عمران 140، المعنى هنا أنه تعالى يعلم وأن علمه موثق بالدليل ليوجهنا كيف يكون العدل في الحكم، ولنرى ذلك في كتاب أعمالنا يوم القيامة.

ويبقى أن معرفة موعد الموت لا يتحدد تبعًا لحسابات رياضية، ولكن تبعًا لقدر لا يعلم احتمالاته إلا الله تعالى.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط