البحوث الإسلامية يكشف عن 4 أمور لمن لا يستطيع التصدق بالمال.. تعرف عليها
كشف مجمع البحوث الإسلامية، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى« فيسبوك» عن 4 أمور لمن لا يستطيع التصدق بالمال، مبينًا أنها واردة عن النبي – صلى الله عليه وسلم- فى حديث شريف.
وأوضح « المجمع» أن أول هذه الأمور على الترتيب هو: أن يعمل الرجل؛ فيكتسب ويتصدق بالقليل، وثانيًا: إن لم يستطع ذلك يعين غيره من أصحاب الحاجات الذين اشتدت حاجتهم، و ثالثًا: أن يأمر بالمعروف والخير، والأمر الرابع هو إمساك الإنسان عن الشر.
واستشهد فى ذلك بما روى عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ» قِيلَ: أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ «يَعْتَمِلُ بِيَدَيْهِ فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ» قَالَ قِيلَ: أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ؟ قَالَ: «يُعِينُ ذَا الْحَاجَةِ الْمَلْهُوفَ» قَالَ قِيلَ لَهُ: أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ؟ قَالَ: «يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ أَوِ الْخَيْرِ» قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قَالَ: «يُمْسِكُ عَنِ الشَّرِّ، فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ»، صحيح مسلم .
- الصدقة وفضلها
الصدقة هي عمل من أعمال البر والخير يؤديه الإنسان إلى غيره، سواء جارية أو مؤقتة.
هناك جمعيات خيرية كبيرة تساهم في أعمال الخير وتصل للفقراء والمحتاجين بشكل منظم وبسهولة أسرع من الإنسان الذي يخرج الصدقة نفسه، كما يوجد مشاريع بناء المساجد والمستشفيات وشراء أجهزة طبية للمرضى، فكل ما كانت المساهمة في مشروع مستمر كانت صدقة جارية.
- الفرق بين الصدقة الجارية والمؤقتة
الصدقة المؤقتة هي التي لا يحبس فيها الأصل بل يعطى للفقير ليتملكه وينتفع به كما يشاء، كأن يعطى له مالا أو طعاما أو كسوة أو دواء أو فراشا، الصدقة الجارية هي الوقف، وله صور كثيرة، وضابطها: أن يحبس الأصل، وتُسبّل الثمرة.
الصدقة الجارية مستمرة دائمًا مثل من يعمل وقف سبيل ماء وهناك صدقة مؤقتة كمن يتصدق على شخص بشئ وهذه الصدقة ثوابها فى وقت دفعها فقط، أما الصدقة الجارية معناها مستمر لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إذا مات إبن ادم إنقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولدًا صالح يدعو له)).
- أفضل الصدقات الجارية
الصدقة الجارية بشكل عام هي ما يبقى أصله، ويستمر الانتفاع به، واستمرارية إخراج الصدقة كل شهر أو كل أسبوع أو كل سنة ليس معناه أنها صدقة جارية.
الصدقة الجارية هي أن يضع الشخص المال في شيء دائم وثمرته متجددة، وهي التي تبقى مدة طويلة، كبناء مسجد أو حفر بئر، أو شراء مصاحف توضع في مسجد، أو وقف بيت أو محل، على أن يصرف ريعهما على الفقراء أو الأيتام أو الأقارب أو طلبة العلم أو غيرهم حسبما يحدد الواقف، أو المساهمة بمال في بناء مستشفى خيري، ونحو ذلك.
- فضل الصدقة الجارية
سبب لتكثير الحسنات واكتساب الخير بعد الموت.. سبب لإطفاء غضب الله سبحانه وتعالى، ونيل رضاه ورحمته وعفوه.. تمنع عذاب القبر.. ترفع درجة المؤمن في الجنة، وتجعله في أعلى الدرجات.. تنجّي من عذاب النار. تبرئ ذمة العبد من أي دينٍ أو نقصٍ أو تقصيرٍ في عبادته.
- الكذب لإخفاء قيمة الصدقة
قال الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا، إنه لا يجوز الكذب لإخفاء الصدقة لأن الكذب بجميع صوره حرام إلا في حالات ثلاث، وهي إنقاذ نفس بريئة من القتل أو لتضليل العدو أو لاستمرار الحياة الزوجية.
وأضاف "الأطرش" لـ" صدى البلد" خلال إجابته عن سؤال شخص يقول تصدقت بمبلغ صغير وأردت أن أخفي ذلك على الشخص الذي يجمع هذه الأموال لعدم وجود صندوق بالمسجد، فقلت له عثرت علي هذا المبلغ، فإذا لم تجد صاحبها فضعها في مصاريف المسجد فهل هذا جائز؟ قائلا: "لا يجوز وحُسبت عليك كذبة"، لافتا إلى انه ليس بالضروري أن تكون الصدقة بمبلغ كبير المهم أن تكون خالصة لوجه الله تعالى، ولو كانت بشق تمرة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فعليك أن تتوب وتستغفر الله على هذا الذنب وستقبل صدقتك إن شاء الله.
- هل يجوز إعطاء الصدقة للأقارب
أكدت دار الإفتاء، أن إخراج الصدقة للأقارب جائز شرعًا وعليه أجران، الأول: أجر الصدقة، والثاني: أجر صلة الرحم.
وقالت «الإفتاء» عبر صفحتها بـ«فيسبوك»: «أهل قرابتك أولى بصدقتك، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «الصدقة على المسكين صدقةٌ، والصدقة على ذي الرحم اثنتان؛ صدقةٌ وصلةٌ» (رواه أحمد في مسنده).
جدير بالذكر أن هناك فرقًا بين الزكاة والصدقة، فالزكاة لها شروط ومصارف محددة، فالزكاة من أركان الإسلام تجب في مال المسلمين متى بلغ النصاب الشرعي، مر عليه عام هجري، وكان خاليًا من الدَّيْن فاضلًا عن حاجة المزكِّي الأصلية وحاجة من تلزمه نفقته، والنصاب الشرعي ما يعادل قيمته: 85 جرامًا من الذهب عيار 21، بالسعر السائد وقت إخراج الزكاة، ومقدارها: ربع العشر. أي: 2.5% على رأس المال وما أضيف إليه من عائد إن حال على العائد الحوْل أيضًا، أما لو كان العائد يتم صرفه أولًا بأول فلا زكاة على ما يصرف.
وحدد الله تعالى مصارف الزكاة الثمانية في قوله سبحانه: «إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ» [التوبة: 60].
أما الصدقة: فلا تجب في شيء معين بل بما يجود به الإنسان من غير تحديد، لا يشترط لها شروط ، فتعطى في أي وقت وعلى أي مقدار، ويجوز أن تعطى لمن ذكروا في آية الزكاة ولغيرهم من الأقرباء.
- حكم إعطاء الصدقة للمتسولين في الشارع
قال الشيخ عبدالله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الإنسان لو تصدق على آخر ثم تبين أنه غني، فإن المتصدق يأخذ أجر الصدقة، لافتًا إلى أن الإنسان عليه أن يتحقق قبل أن يتصدق.
من ناحيته أكد الدكتور مجدي عاشور مستشار مفتي الجمهورية، أن الصدقة لا تجوز إلا على المستحقين لها، مشيرًا إلى أن من نشاهدهم في إشارات المرور والطرقات والممرات أغلبهم لا يستحقون الصدقة.
وأضاف مجدي عاشور في فتوى له ، أن الفقير المحتاج يرضى بما يعطيه له الناس فلو أعطيته جنيهًا واحدًا فرح به، أما المتسولون بإشارات المرور والطرقات قد لا يعجبه هذا الجنيه وقد يلقيه لك.
وأضاف مستشار مفتي الجمهورية أن الأصل في الزكاة والصدقة هي البحث عن مستحقيها فعلا، لافتًا إلى أن كثيرًا من المحتاجين يمكثون في بيوتهم وهم في أشد الحاجة لهذه الصدقة ولكن العفاف يمنعهم من ذلك كما قال الله تعالى:« لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (273)»البقرة.
واختتم فتواه بأن مثل هذا الفقير أو المحتاج يستحق العطاء أكثر من المتسولين بالطرق وإشارات المرور والمترو والقطار.