الغضب الشديد وكفارة سب الدين
الغضب الشديد .. الغضب هو انفعال وقيل هو تغير يحصل عند غليان دم القلب؛ ليحصل عنه التشفي للصدر، ويشمل التاثير الجسدي للغضب زيادة في معدل ضربات القلب وضغط الدم، ومستويات الادرينالين والنورادرينالين، ويمكن أن يؤدي الغضب إلى أشياء كثيرة جسديا وعقليا.
الغضب في السنة
من صفات المؤمنين الكف عن الغضب، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّما الشَّدِيدُ الَّذي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ».
غضب الله
قال تعالى: «وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا».
والرسل عليهم السلام صفوة الخلق، ومن آذاهم استحق أِشد الغضب من الله، لما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اشتدَ غضب الله على قوم دموا وجه نبيِ الله».
الغضب من الشيطان
الرسول -صلى الله عليه وسلم- وضع الحل، الذي يجعل الإنسان يهدأ عند الغضب بمجرد أداء هذا الأمر، ورد في سُنن أبي داود، قال رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ قَائِمٌ فَلْيَجْلِسْ، فَإِنْ ذَهَبَ عَنْهُ الْغَضَبُ وَإِلَّا فَلْيَضْطَجِعْ».
كما ينبغي التعوذ بالله من الشيطان الرجيم فإن الغضب من إلحاح الشيطان ووساوسه ليقهر بذلك المسلم، والغضب شعلة من نار، فمن تملَّكه الغضب فليتوضأ، وإن كان الغاضب يتحدث فَلْيَصمت، وإن كان قائمًا فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع، والإكثار من ذكر الله عند الغضب.
وعلى الإنسان ألا يلجأ للوسائل المحرمة التي تعطيه استرخاءً مؤقتًا وسعادة موهومة،وتغييب العقل بالمخدِّر يجعل الشخص يتفوه بألفاظ، ويتصرف بأفعال ما كانت تؤلَف منه وهو في حالته الطبيعية، فإذا أفاق أخذه الندم والحسرة، وربما لا يستطيع إصلاح ما أفسده.
كفارة اليمين وقت الغضب
كثرة الحلف، فإذا كثر الإنسان بالحلف هانت عليه أيمان الله. فيمين الله عز وجل عظيمة وما يلجأ اليها الا عند التقاضي أو عند الأمور العظيمة، فطالما انكِ حلفتِ يمينا فعليكِ الكفارة وهى إطعام 10 مساكين.
كفارة سب الدين عند الغضب
سب الدين جريمة عظيمة فى الشريعة أذا أراد بها صاحبها دين الله تعالى، سب الدين يؤدي بصاحبه الى درجة قبح يحل به الى الكفر وذلك اذا قصد من ذلك الديانة، أما إذا لم يقصد الديانة وقصد الشخص ذاته فإن هذا أمر مستقبح وليس محمودًا ومذموم فى الغاية، فضلًا عن أنه كبيرة من الكبائر وحرام، فلا يجوز سب الدين أو سب غير المسلم فلا يسب له دينه لأنه يؤدي إلى سب دين المسلمين، ومن سب الدين عليه الاستغفار والتوبة إلى الله ويعاهد ألا يعود لذلك، لأنه كبيرة من الكبائر، والأمر مشكلته أكثر في التربية.
قول منه لله وقت الغضب
قول "منه لله" أى أن الإنسان يذكر حقيقة حتى يبرد قلبه أو أنه يدعو على من ظلمه ويفوض أمره لله، فجملة "منه لله" ممكن تكون دعاء أو تكون تفويضا بمعني الرضا فكل هذه المعانى حسب نية الشخص.
جملة "منه لله"، لها درجات الأولى: أن الله يتولى أمره ولكن يكون صابرا فهذا أعلى مقام وهو مقام الصبر على الأذى، الدرجة الثانية أن يقول "منه لله" تعني أنه يعلم الحقيقة ولكن قلبه لن يمتلئ حقد ولا يوجد إرادة أذى لأنه يعلم ان الله سيأخذ له حقه ولذلك هذه الدرجة أقل من الصبر، ولكن أفضل من أن ينتقم، الدرجة الثالثة: وهو أن يمتلئ قلبه حقد وأذى ويدعو الله أن ينتقم منه.
والأفضل ان يصبر الإنسان نفسه لقوله تعالى {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.
حكم الطلاق في حالة الغضب
شروط وقوع الطلاق أثناء الغضب وهي: ألا يكون مجنونًا ولا معتوهًا ولا مكرهًا ولا نائمًا ولا غضبانًا غضبًا شديدًا يخرجه عن إدراكه وإملاكه، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِى الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ» رواه ابن ماجه، ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا طَلَاقَ وَلَا عَتَاقَ فِي إِغْلَاقٍ» رواه أحمد.
وإذا كانت حالات القهر والغيظ والغضب بحيث لم يستطع منع نفسه عن التلفظ بكلمة الطلاق حيث الإغلاق هو الغضب الشديد الذي يخرج الإنسان عن إدراكه وإملاكه لما يقول، فلا يكون الطلاق واقعًا، وما زالت الحياة الزوجية مستمرة بينهما.
الغضب في القرآن
قال تعالى : (وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ )[ الشورى الآية 42]
وقال تعالى : (الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) آل عمران .
وقال تعالى :( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) سورة فصلت.
وقال تعالى : (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا)الفرقان الآية 63
عن أبي هريرة رضي الله عنه " أن رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني فقال : لا تغضب فردد مرارًا فقال : لا تغضب " رواه البخاري.