- 50 مركبا حربيا شاركت فى حفل افتتاح قناة السويس
- 500 طباخ من مرسيليا وجنوه وتريستا شاركوا فى إعداد طعام حفل الافتتاح
- بلغت نفقات الحفل مليونا ونصف المليون جنيه
تحتفل هيئة قناة السويس برئاسة الفريق أسامة ربيع، رئيس الهيئة، بمرور ١٥٠ عاما على افتتاحها للملاحة العالمية.
ووصف حفل الافتتاح في ١٦ نوفمبر ١٨٦٩ بالأسطوري والأضخم على سطح الكرة الأرضية، وحفر تاريخه في الذاكرة الدولية، فمنذ أن تم حفر قناة السويس وأصبحت جزءا لا يتجزأ من تاريخ مصر الحديث والعالم، ليصنع المصريون تاريخا سطوره بالدم والعرق والجهد.
حفل الافتتاح شهد مشاركة ٥٠ مركبا حربيا وقفت بالمرفأ على شكل قوس، وفي ١٥ أكتوبر بدأ توافد المدعوين لحضور فعاليات الحفل الأسطوري، وشاركت ٦ سفن مصرية و٦ فرنسية و١٢ إنجليزية و ٧ نمساوية و١ روسية و٥ ألمانية و١ دنماركية و٢ إسبانية و٢ هولندية في الحفل.
بلغ عدد المدعوين من ذوى الحيثيات الرفيعة حوالى 6 آلاف مدعو، وتم استدعاء خمسمائة طباخ من مرسيليا وجنوه وتريستا، حيث أقيمت 3 منصات خضراء مكسوة بالحرير خصصت الكبرى للملوك والأمراء، والثانية لرجال الدين الإسلامى، ومنهم الشيخ مصطفى العروسى والشيخ إبراهيم السقا، وخصصت الثالثة لرجال الدين المسيحى، وجلس الخديو إسماعيل، ومسيو ديلسبس، والإمبراطورة أوجينى إمبراطورة فرنسا، وفرنسوا جوزيف، إمبراطور النمسا، وملك المجر، وولى عهد بروسيا، والأمير هنرى شقيق ملك هولندا، وسفيرا إنجلترا وروسيا بالأستانة، والأمير محمد توفيق، ولى العهد، والأمير طوسون، نجل محمد سعيد باشا، وشريف باشا، ونوبار باشا، والأمير عبد القادر الجزائرى، بالمنصة الكبرى.
وبحسب كتاب "الخديوى إسماعيل ومعشوقته مصر" لحسين كفانى، فإن بداية مراسم الحفل الرئيسى لافتتاح القناة كان فى يوم 16 نوفمبر عام 1869، على ضفاف القناة، وبالتحديد على ربوة مرتفعة تطل على الناحية الشرقية للقناة، وتطل على بحيرة التمساح من الناحية الشمالية، وتسمى حاليا بمنطقة نمرة 6، وقد تم عمل ثلاث خيمات شرقية، لكنها ذات لمسات أوروبية تتناسب مع عالمية المناسبة مكانة ضيوفها، الخيمة الأولى ترتفع على المنصة الرئيسية، وكانت مخصصة للملوك والأمراء وكبار الضيوف المدعوين، والخيمة الثانية لرجال الدين الإسلامى ومنهم الشيخ مصطفى العروسى والشيخ إبراهيم السقا، والثالثة مخصصة لرجال الأكليروس الفرنسيين.
بدأ الحفل الرسمى بإلقاء الخديو إسماعيل كلمة الافتتاح، ومهندس المشروع فرديناند ديليسبس، وكانت بعد ذلك مراسم الحفل أشبه ما يكون بالحفل الدينى، حيث ألقى الشيخ إبراهيم السقا كلمة تبريك باللغة العربية، ثم تلاه المونسيتور بوير واعظ نابليون الثالث، إمبرطور فرنسا، الذى جاء خصيصا لحضور الافتتاح، وإلقاء كلمة تبريك باللغة الفرنسية.
تقدم حضور الحفل الإمبراطورة أوجيني قرينة نابليون الثالث، امبراطور فرنسا، وفرانسوا جوزيف، إمبراطور النمسا، والأميرة قرينته، والسير هنرى اليوت، سفير إنجلترا فى الأستانة، والسيدة عقيلة الليدى اليوت، والجنرال اجناتيف، سفير روسيا فى الأستانة وقرينته، والكونت اتدراس من وزراء النمسا، والبارون بروكش، سفير النمسا فى الأستانة، وملك المجر، وولى عهد بروسيا، والأمير هنرى شقيق ملك هولندا، وغيرهم من الضيوف الأوروبيين.
وقام الأحبار المسيحيون بإنشاد نشيد الشكر اللاتينى، وصدحت الموسيقى بالغناء وبعزف النشيد الوطنى، بعد أن تناول الجميع الغذاء على نفقة الخديو، والذي قدم على أضواء الشموع، 8 آلاف صنف من أصناف الطعام والخمور المعتقة.
استمرت الاستعدادات لحفل افتتاح القناة 40 يومًا، وبلغت نفقات الحفل مليونا ونصف المليون جنيه، كما أقيمت الموائد التى تحتوى على شتى أنواع الأطعمة والمشروبات.
وانطلقت الألعاب النارية التى تم استيرادها خصيصًا لهذا الحفل، وتلألأت سماء بورسعيد بالأنوار والأضواء وسادت شوارعها أنغام الموسيقى، بالإضافة إلى رقصات أوجينى الفاتنة مع الخديو، ورقص كل الضيوف وبعض الفلاحين الذين كانوا يتضورون جوعًا، وأرسلت الإمبراطورة أوجينى برقية إلى الإمبراطور نابليون الثالث، وقالت: "إن الاحتفال كان فخمًا، وأنها لم ترَّ مثله فى حياتها، وما زاد الأمر أبهة، اصطفاف الجيش والأسطول المصرى فى ميناء بورسعيد، بالإضافة لفيالقه على ضفاف القناة".