لكل اسم حكاية .. بني مزار بقيع مصر وأهم المراكز التجارية بـ المنيا

مدينة بنى مزار تقع على بعد 40 كيلو متر شمال مدينة المنيا وتشتهر بأنها من أهم المراكز التجارية والسياحية، ويرجع أصل تسمية بنى مزار إلى "باب المزار" باعتبارها المدخل لزيارة منطقة البهنسا البقيع الثانى الشهيرة بكثرة المزارات الأثرية، والتى يفوح عطر ترابها بدماء صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكرمت أرضها بأجسادهم باعتبارها البقيع الثانى.

ويوجد ببنى مزار مساجد أثرية ومقابر ومقامات لشهداء الجيش الإسلامي وعددهم مختلف عليه في روايات عديدة فأكثر من 700 شاركوا في فتح مصر واستشهدوا علي هذه الأرض خلال حملتهم في فتح الصعيد فتحتوي البهنسا على مسجد ومقام الحسن بن صالح بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعتبر من أقدم المساجد في القرية بل في مصر بأكملها وكذلك مقابر شهداء الصحابة وشجرة مريم وضريح جعفر بن عقيل بن أبي طالب ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم.

بالإضافة إلى عدد من صحابة رسول الله اللذين شاركوا في غزوة بدر ولعل أشهر المناطق بالبهنسا منطقة السبع بنات أو ما تسمي بالدحرجة، وهن 7 فتيات قيل إنهن شاركن في حروب المسلمين ضد الرومان، ودارت حولهن عدة أساطير فيتبارك الناس بمقابرهن والبئر التي تحمل أسمائهن، ويعتقد الأهالي أن المكان له بركة فيذهب كل من له حاجة ليتدحرج عليه داعيا الله وخاصة الراغبات في الإنجاب.

كما يوجد بها شجرة مريم وهى الشجرة التي استظل تحتها السيد المسيح وأمه البتول مريم ويوسف النجار وقبة التكرورى وهو عبد الله التكرورى أحد الأمراء المغاربة الذين زاروا البهنسا والسيدة خولة بنت الازور من العصر الفاطمي وهى أخت الأمير ضرار بن الازور وقبة أبو سمرة وهو عبد الله بن ابى سمرة البهنسى ومقام سيدي الأمير زياد بن الحرث بن ابى سفيان بن عبد المطلب وقبة محمد بن أبى زر الغفارى وقبة محمد بن ابى عبد الرحمن بن ابى بكر الصديق وسيدى على الجمام وهو قاضى ولاية البهنسا وأحد أئمة المالكية في عصره .

كما تتميز بنى مزار بنفوذ روحي واسع التأثير على أهالى الإقليم من خلال إنجابها لعدد من المشايخ والأولياء منهم عائلة عبد الرازق بقرية صفط ابو جرج وكان مؤسس العائلة الشيخ عبد الرازق الكبير يمتلك قبل أكثر من قرنين كتابا لتحفيظ القرآن فى قرية البهنسا وكان الشيخ عبد الرازق رجلا صالحا وحرص على زرع حب العلم لدى أبنائه ونبغ هؤلاء الأبناء ونجح أحدهم فى أن ينضم إلى إحدى البعثات التعليمية التى أرسل بها حاكم مصر إلى باريس وهناك تعرف على الشاب الذى يماثله فى العمر إسماعيل قبل أن يصبح خديو مصر .

ووقت أن كان يدرس ويقيم هناك سرعان ما أصبح من أصدقائه المقربين وسرعان ما عاد إلى مصر أحدهما ليتولى الحكم والآخر ليتولى منصبا كبيرا ويؤسس العائلة فى مقرها الجديد بقرية صفط التى امتلك معظم زمامها جاء الشيخان الجليلان على ومصطفى عبدالرازق، حيث تقلدا بالتوالى منصب وزير الأوقاف وحاز أحدهما على مشيخة الأزهر الشريف، وأن الشيخ على هو صاحب الكتاب المميز الإسلام وأصول الحكم.