الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ديزني بلس


دخلت شركة ديزني العملاقة لأول مرة عالم تقديم وبث المحتوى عبر المنصات الالكترونية والإنترنت المختلفة هذا الأسبوع في ثلاثة بلدان وهي الولايات المتحدة وكندا وهولندا من خلال خدمتها الجديدة ديزني بلس، على أن تمتد بخدمات بثها الجديدة في أوروبا وبلدان أخرى بداية من شهر مارس ٢٠٢٠.

وكانت خدمات نتفليكس وأمازون بريم وآبل تي في بلس تستحوذ على أكبر حصة من المشاهدين والنصيب الأكبر من سوق بث المحتوى على منصات الإنترنت والتي تتضمن خدمات البث من خلال الإنترنت على السمارت تي في وكذلك أبليكشن التليفونات المحمولة آبل واندرويد وبالإضافة إلى خدمات الفيديو أون ديماند video on demand عبر الانترنت وعبر الاشتراكات الشهرية.

شهد عام ٢٠١٩ دخول متنافسين جدد في عالم بث خدمات المحتوى عبر منصات الإنترنت. دخلت آبل تي في بلس Apple TV plus في بداية العام وهي خدمة شركة آبل التي دخلت بها حوالي ١٠٠ دولة وتقدم شركة آبل خدمة بث المحتوى بأربعين لغة لأشكال مختلفة من المحتوى خاصة بآبل وكما دخلت المجال ديزني بلس Disney Plus هذا الشهر. ولكن الفرق كبير في المنافسة لكل شركة. وهما أيضًا يختلفان عن نموذجي نتفليكس وآمازون برايم.

حصلت خدمة ديزني بلس الجديدة في أول يوم لبث لخدماتها على ١٠ ملايين مشترك في ثلاث دول وكانت ديزني أعلنت من قبل إنها تتوقع الوصول إلى ١٤٠ مليون مشترك على مستوى العالم بعد بدء نشر الخدمة الجديدة في أنحاء العالم تباعًا.

إن قرار دخول إي شركة عالم خدمات البث من خلال منصات الانترنت ليس كقرار دخول شركة في حجم شركة ديزني العملاقة ذات التاريخ لمنصات البث عبر الانترنت وهو قرار تراقبه أسواق صناعة الترفيه والمحتوى عن كثب لأسباب كثيرة منها وجود منصات لها اسم مثل نتفليكس ومنها إن ديزني شركة توفر المحتوى المختلف للمنافذ والمنصات المتعددة ولأن البعض يعتقد أن هذه ضربه جديدة ليست بهينة لاشتراكات قنوات التليفزيون التقليدية في الولايات المتحدة.

شركة ديزني هي بمثابة عملاق كبير لانتاج المحتوى وشريك ومالك رئيسي في أهم استديوهات انتاج المحتوى بجميع أشكاله في هوليوود ومالكة لشركات واستديوهات عملاقة أخرى مثل مارفل Marvel وستار ورز Star Wars التي اشترتها ديزني في ٢٠١٢ وناشونال جيوجرافيك وشركه بيكسار لافلام الانيميشن و20th century fox & movie Studio . هذا طبعًا بالإضافة إلى أفلام استديوهات ديزني وتليفزيون ديزني الأساسية.

كان العام الماضي له السبق في وصول عدد المشتركين عبر منصات الإنترنت في العالم إلي ٦١٣ مليونا في العالم وهو رقم لا يستهان به والأغرب أنه تخطى عدد مشتركي القنوات الخاصة أو ما تسمي cable TV التي وصل عدد مشتركيها العام الماضي إلى ٥٥٦ مليون مشترك حول العالم طبقًا لبيانات اتحاد الأفلام في أمريكا والفارق بين الرقمين مؤشر خطير.

بدأت خدمة نتفلكس العمل منذ ١٢ عامًا في الولايات المتحدة الأمريكية ولديها الآن حوالي ١٥٨ مليون مشترك حول العالم. وأتذكر حين كنت أعيش في الولايات المتحدة أن نتفليكس لم تكن مجرد اشتراك في خدمة لبث المحتوى بل كانت تقود لايف ستايل للحياة لي ولأصدقائي حيث إنه كان بإمكاني أنا وأصدقائي أن نتشارك فيما نشاهده كقائمة ونرجحه لبعضنا وأقوم بوضع قائمة مشاهدة من الأفلام مثلًا اتشارك بها مع أصدقائي. البث عبر منصات الانترنت أو الكابل يتخطى حدود تقليدية قوائم البرمجة التقليدية للمحتوى التليفزيوني.

ونعود لقرار ديزني بقرارها دخول عالم البث عبر منصات الإنترنت. بدأت خطوات العمل نحو ديزني بلس منذ ٢٠١٦ بشراء شركات الدعم الفني أولًا للخدمة الجديدة إلى أن تم الإعلان رسميًا عن خدمة ديزني بلس في نوفمبر ٢٠١٨ وبدأ العمل بها فعليًا بعد سنة في نوفمبر ٢٠١٩.

ما يميز محتوى ديزني بلس عن مثيلاتها هو أنها تقدم محتوى له علامة تجارية أو براند قوي لا ينافسه أحد ووجود علامة تجارية هو وعد في حد ذاته للمستهلك والمشاهد بالجودة العالية دون الدخول في تفاصيل المحتوى.

وما يميز ديزني بلس عن مثيلاتها أيضًا بالرغم من حداثة الخدمة نسبيًا ونشأتها منذ سنوات قليلة إلا أن محتوى ديزني يذكر الأغلبية بطفولتهم هو محتوى يداعب الذكريات في خدمة حديثة في متناول الجميع.

لا يحتاج محتوى استديوهات ديزني نفس الدعاية التي تضعها نتفليكس وأمازون برايم في محتواهما وربما لهذا السبب جاء اشتراك ديزني بلس الشهري أقل من نيتفليكس قليلًا في الولايات المتحدة.

لا تحتاج ديزني دفع المبالغ الطائلة التي تدفعها شركة نتفليكس في شراء حقوق محتوى باهظ وكذلك الاستثمار في انتاج محتوى جديد.

استثمارات بمليارات الدولارات في اتجاه جديد للمشاهدة تستثمر فيه كبرى استديوهات العالم للانتاج لأول مرة لتأخذ الخدمة من الباب للباب دون وسيط. تبدأ بالتعامل المباشر مع المشاهد وهو ليس بتحدي هين. إدارة المنح والمنع لحقوق أصبحت سلطة كاملة بامتلاكها منصات البث الديجيتال.

دخول شركة ديزني هذا العالم بغض النظر عن توقعات اكتساحها أو نجاحها بسبب كل ما تملكه من محتوى فهي مما لا شك فيه ليست محاولة منها لاجتذاب مشاهدين حول العالم فهي بالفعل تمتلك قاعدة عريضة جداِ من المشاهدين إلا أن الاتجاه نحو هذه المنصات التي تسمى OTT ما هو إلا مؤشر على محاولة  احتواء مكتبتها العملاقة مقابل تشرذم عرض انتاجها بين منصات عديدة لا تملك التحكم فيها وهي من أكبر الشركات المتحكمة في علامتها التجارية أو البراند لها وكذلك تحجيم الاستمرار في عمليات التفاوض على حقوق عرض المحتوى لا حصر لها ولا عد في ظل التغيرات المستمرة لسوق المحتوى عالميًا.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط