الدعاء بعد الوضوء..عن أبي موسى الأشعري قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بوضوء فتوضأ وصلى وقال ((اللهم إغفر لى ذنبي ووسع لى فى دارى وبارك لي فى رزقي))، وعند أحمد بلفظ اللهم وسع لى ديني ووسع علي فى ذاتى وبارك لي فى رزقي، وعن أم سلمة رضى الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أصبح قال ((اللهم إنى أسألك علماً نافعاً ورزقاً طيباً وعملاً متقبلاً )).
دعاء بعد الوضوء يدخلك الجنة
حرص الصحابة على الاجتماع برسول الله صلى الله عليه وسلم والارتواء بحديثه الشريف رغم مشاكلهم الدنيوية، وكثرة متاعبهم في سبيل الرزق، فهذا عقبة بن عامر يرعى إبله في النهار، ولا يكاد يروح بها إلى مبيتها حتى يهرع إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدرك من أقواله ووعظه ما يمكن إدراكه.
وعن عُقبة بن عامر رضي الله عنه عن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء، ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبد الله ورسوله، إلا فُتِحَتْ له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء» رواه مسلم.
قال الإمام النووي في شرح الحدي، إن عُقبة بن عامر رضي الله عنه أدرك يومًا رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا، وهو يقول ما من مسلم يتوضأ فيحسن وضوءه ثم يقوم، فيصلي ركعتين "سنة الوضوء" وهو مقبل على الصلاة بقلبه الخاشع، ووجهه الخاضع إلا استحق الجنة دون عذاب، فسر عقبة بهذه البشارة العظيمة، وتعجب من هذا الأجر الجليل على ذلك الفعل القليل، فقال لنفسه، وهو يسمعها: ما أجود هذه البشرى وما أعظمها.
وأضاف وسمع عقبة صوتا أمامه يقول: المقالة التي قبلها -يا عقبة- أجود منها، فاتجه ناحية الصوت، وفحص قائله في الضوء الخافت، فإذا هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه "فقال: ما هي يا أبا حفص؟ فقال: إنه صلى الله عليه وسلم قد قال آنفا قبل أن تجيء: ما منكم من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء، ثم يقول حين يفرغ من وضوئه: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها شاء.
ما يؤخذ من هذا الحديث:
أوضح النووي: أنه يستحب للمتوضئ أن يقول عقب وضوئه: أشهد أن لا إله الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. قال النووي: وهذا متفق عليه، وينبغي أن يضم إليه ما جاء في رواية الترمذي متصلا بهذا الحديث "اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين" ويستحب أن يضم إليه ما رواه النسائي في كتابه "عمل اليوم والليلة" مرفوعا "سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا الله أنت وحدك لا شريك لك، أستغفرك وأتوب إليك" قال أصحابنا: وتستحب هذه الأذكار للمغتسل أيضا.
وروى الحاكم في المستدرك من حديث أبي سعيد الخدري "من توضأ" فقال: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك كتبت في رق ثم طبع بطابع، فلا يكسر إلى يوم القيامة".
قال الشوكاني في شرح حديث عقبة: والحديث يدل على استحباب الدعاء المذكور، ولم يصح من أحاديث الدعاء في الوضوء وغيره، وأما ما ذكره أصحابنا والشافعية في كتبهم من الدعاء عند كل عضو، كقولهم عند غسل الوجه: اللهم بيض وجهي إلخ.
فقال الرافعي وغيره: ورد بهذه الدعوات الأثر عن الصالحين.
وأن للجنة أبوابا ثمانية، قيل: هي باب الإيمان، وباب الصلاة، وباب الصيام، وباب الصدقة، وباب الكاظمين الغيظ، وباب الراضين، وباب الجهاد، وباب التوبة.
وأن المتوضئ المسبغ للوضوء الذاكر بهذا الذكر يخير في دخول الجنة من أي باب من أبوابها، ولا يتعارض هذا مع حديث "إن باب الريان لا يدخل منه إلا الصائمون" لأنه يخير فلا يوفق للدخول من باب الريان إن لم يكن من الصائمين، وفائدة التخيير حينئذ إظهار التعظيم والتكريم.
ويؤخذ من قوله "ثم يقوم فيصلي ركعتين" أن القيام في صلاة النفل أكمل من الجلوس إلا لعذر، ويؤخذ منه مشروعية صلاة ركعتين بعد الوضوء، وهما سنة عند الشافعية والحنفية والمالكية والحنابلة.
وإن الإخلاص والإقبال على العبادة وترك الشواغل الدنيوية هو روح العبادة، وإن الله تعالى يعطي الثواب الكثير على العمل القليل الخالص لوجهه، وحرص الصحابة على فعل الخير والترغيب فيه ودلالة الغير عليه، فضل الشهادتين وعظم كلمة التوحيد.
الحث على إتقان الوضوء وفضيلة الذكر بعده، ويدل الحديث على ما كان عليه الصحابة من التواضع، وخدمة الشخص نفسه، ورعيه إبله، وإن كان عظيما، ويدل الحديث على مشروعية التعاون في أمور المعيشة.
نبذة عن رواي الحديث:
(عن عقبة بن عامر) الجهني الصحابي المشهور، أحد الجامعين للقرآن، وله مصحف بمصر كتبه بيده، قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وهو في غنم يرعاها، فتركها، ثم ذهب إليه، فقال: بايعني. فبايعه صلى الله عليه وسلم. شهد الفتوح، وشهد صفين مع معاوية، وأمره بعد ذلك على مصر وتوفي بها سنة ثمان وخمسين.
حكم قول المسلم لأخيه «زمزم» بعد الوضوء
كم قول المسلم لأخيه "زمزم" بعد الوضوء؟ سؤال أجابت عنه دار الإفتاء المصرية، منوهة أن ما اعتاده الناس في مصر وغيرها من دعاء المسلم لأخيه بعد الوضوء بقوله "زمزم" هو من العادات المستحسنة؛ لأنه دعاء بالوضوء أو الشرب أو الاغتسال من ماء زمزم المبارك، ومراد الداعي بذلك هو الدعاء بأداء الحج أو العمرة اللذين يشتملان على الشرب من زمزم؛ من باب إطلاق اللازم وإرادة الملزوم، وإنما اختار الناس ماء زمزم في الدعاء دون غيره لبركته وفضله على سائر المياه؛ فهو من الدعاء المستحب شرعًا.
وأضافت، أن الدعاء عقب الوضوء مستحب، بالإضافة إلى ما اشتمل عليه من المعاني الجليلة، والمقاصد النبيلة؛ كدعاء المسلم لأخيه، وإدخال السرور على قلب المتوضئ، وإثارة لواعج الشوق إلى حرم الله وحرم نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، وشحذ الهمم وبعث النوايا على أداء فريضة الحج والعمرة، ومناسبة ذلك لحال المتوضئ، وأما القول بأن ذلك بدعةٌ فهو قول باطل؛ لمخالفته لعموم أدلة الشرع، وتضييقه على الناس من غير حجة.
دعاء الوضوء
قال مجمع البحوث الإسلامية، إن ورد عن السلف الصالح، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كان حريصًا على ترديد 3 أدعية عند الوضوء.
أوضح «البحوث الإسلامية» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أرشدنا إلى كل ما فيه خير لنا، فلنا فيه أسوة حسنة، مشيرًا إلى أنه كان يداوم على الدعاء بـ 3 أمور عند الوضوء، وهي: « اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، وَوَسِّعْ لِي فِي دَارِي، وَبَارِكْ لِي فِي رِزْقِي».
واستشهد بما رواه النسائي في سننه الكبرى، أن أبو موسى -رضي الله عنه، قال أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يتوضأ فسمعته يدعو يقول: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، وَوَسِّعْ لِي فِي دَارِي، وَبَارِكْ لِي فِي رِزْقِي»، قال: فقلت: يا نبي الله لقد سمعتك تدعو بكذا وكذا، قال: «وهل تركن من شيء».