فى ذكرى المولد النبوي.. على جمعة يكشف عن صفات انفرد بها الرسول بين الأنبياء
قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، عضو هيئة هيئة كبار العلماء، إن النبي – صلى الله عليه وسلم- يستحق تلك المكانة التي جعلها الله له، ويستحق أن نحبه بكل قلوبنا، فهو الذي كان يتحمل الأذى من أجلنا.
وأوضح «جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، في ذكرى المولد النبوي ، أنه لا يخفى ما يؤثر من حلمه ﷺ واحتماله الأذى، وإن كل حليم قد عرفت منه زلة، وحفظت عنه هفوة، وهو ﷺ لا يزيد مع كثرة الأذى إلا صبرا، وعلى إسراف الجاهل إلا حلما.
وأضاف الدكتور على جمعة ، في ذكرى المولد النبوى ، أنه يؤكد هذا الخلق العالي دعاءه لقومه الذين آذوه وعادوه، وما دعى عليهم، وإن كان الدعاء عليهم ليس بمنقصة، فإن الدعاء على الظالم المعاند لا شيء فيه وفعله أولي العزم من رسل الله كنوح وموسى - عليهما السلام-
وتابع : " فكان دعاء سيدنا نوح فقد قال القرآن عنه في دعائه على قومه : «وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الكَافِرِينَ دَيَّارًا»، وسيدنا موسى عليه السلام دعا على الظالم من قومه أيضًا، حيث جاء فى قوله- تعالى : «وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا العَذَابَ الأَلِيمَ».
وأشار إلى أنهما عليهما السلام على حق، ولكن كان المصطفى ﷺ أحق، فقد روى الطبراني وذكره الهيثمي في مجمعه وقال رجاله رجال الصحيح : أن النبي ﷺ لما كسرت رباعيته، وشج وجهه الشريف ﷺ يوم أحد، شق ذلك على أصحابه شقا شديدا، وقالوا : لو دعوت عليهم. فقال : إني لم أبعث لعانا، ولكني بعثت داعيا ورحمة : اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.
واستشهد بما أخرجه البخاري في صحيحه عن السيدة عائشة - رضي الله عنها- أنها قالت للنبي ﷺ: «هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد ؟ قال : لقد لقيت من قومي ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة؛ إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني، فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك فسلم علي ثم قال : يا محمد فقال ذلك فيما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال النبي ﷺ بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا».
وأفاد بأن النبي ﷺ عفا عمن جذبه من الأعراب جذبة شديدة، وأعطاه سؤاله وزاد، وعفا ﷺ عن اليهودية التي سمت الشاة له بعد اعترافها، ولم يؤاخذ لبيد بن الأعصم إذ سحره، ولا عتب عليه فضلا عن معاقبته، فهذا هو الأسوة الحسنة والنموذج الأعلى المرضي عند ربه ﷺ.
وأكد أن كل تلك الوقائع تؤكد حب النبي ﷺ في قلب كل مسلم، فمحبة النبي ﷺ هي مظهر محبة الله - سبحانه وتعالى-، فمن أحب مَلِكا أحب رسوله، ورسول الله ﷺ حبيب رب العالمين، وهو الذي جاء لنا بالخير كله، وتحمل المتاعب من أجل إسلامنا لله – عز وجل- .
ونوه أنه ﷺ قد أعلمنا مكانته التي ينبغي أن تكون في قلوبنا حتى يكمل إيماننا حيث قال ﷺ: «والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين».
و اختتم بما ورد عن زهرة بن معبد عن جده قال : «كنا مع النبي ﷺ وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال: والله لأنت يا رسول الله أحب إلي من كل شيء إلا نفسي. فقال النبي ﷺ: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون عنده أحب إليه من نفسه» فقال عمر: فلأنت الآن والله أحب إليَّ من نفسي. فقال رسول الله ﷺ: «الآن يا عمر».