قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الليلة الكبيرة

×

مصر من الدول التي تتمتع بتاريخ عريق ترك عند شعبها هوية مميزة احد اهم مخرجاتها المناسبات الاحتفالية التي تحمل كل منها طابعا خاصا وعادات تميز كل مناسبة عن اخري باطعمتها وملابسها بل واغانيها التي تتردد في كلمنها.

والمناسبات الدينية لها مكانة خاصة عند المصريين فتختلط اجواء الاحتفالاتبالعبادات في ان واحد وبهجة متجولة في كل شبر من ارض المحروسة متنقلة فيالوجدان الجمعي تجمع الكل علي اختلاف طبقاتهم من خلال مورثات اجتماعيةوثقافية جزء منها مستمد من الجذور الحضارية وجزء اخر استقاه المصريين منالدولة الفاطمية بعدما اضافوا اليها واضفوا عليها الطابع المصري حتي أصبحتجزءا من التراث الخالص فلم تتوار او تختفي بل حفظها المصريون مغلفةبطابعهم تتوارثها الاجيال جيلا بعد جيل وكأن الزمان توقف عندها وظلت فيوجدانهم ينقلونها للشعوب المجاورة.

والمولد النبوي الشريف في مصر له خصوصية متفردة عن غيره من البلدان العربيةوالاسلامية تزدان له الشوارع إذ يملؤها من شمالها لجنوبها ومن شرقهالغربها محلات بيع عرائس وحلوي المولد التي تعد الشكل الأكثر ثباتا وتميزا
في احتفالات المصريين بهذه المناسبة ورغم ارتفاع اسعارها إلا أنها طقسمقدس لا يتوقف الإقبال على شرائها من مختلف الطبقات بل والاديان.

يصاحب شراء الحلوي والعروسة او الحصان طقوس أخرى حيث يتم اعداد ميزانيةخاصة لشراء كل ما لذ وطاب لتقديمه علي موائد العائلات المصرية التي يجتمعفيها الشمل مثله مثل ايام شهر رمضان.

واذا كانت المظاهر المادية تمثل جانبا احتفاليا فهناك جانب اخر روحاني اذيتردد الكثير من المصريين في هذا اليوم علي المساجد واضرحة أولياء اللهالصالحين حيث الدروس الدينية وحلقات الانشاد الديني والذكر في حب رسولالله - صلى الله عليه وسلم - بل ان الكثيرين يقومون بعقد الزيجات تباركا بهذة المناسبة.

ورغم تغير الزمان وتبدل ملامح العصر الا ان ملامح احياء ذكري مولد نبيالهدي تظل كما هي عند المصريين راسخة رغم تعاقب الاجيال ومحاولات البعضطمسها وبين التجديد السنوي الذي يصاحب المظاهر الاحتفالية وبين فتاوىالتحريم والمشروعية الدينية تظل ممارسة طقوس الاحتفال بالمولد النبويالشريف أهم المناسبات التي تؤصل لكيفية تعامل المصريين مع تراثهم.

وحالة متفردة تجمع بين المناسبة الدينية والممارسة الاحتفالية بين البهجةوالفرحة لكن بطابع مصري اصيل فظل العقل الجمعي للذاكرة المصرية محافظاعلي تلك الموروثات والشعائر ليس لمجرد أنها موروث فحسب بل لانه تفاعلمعها تفاعلًا وجدانيًّا وروحيا فاخلص لها الي حد التقديس ورغم ان الشعيرةدينية الا انها مغلفة بالروح المصرية المتفردة الخصوصية.