الأبراج والتنجيم.. إن هناك من يكون لديه حب الاستطلاع على قراءة الأبراج وحظك اليوم كنوع من أنواع التسلية ولكنهم لا يؤمن بها إلا أن هناك من يؤمن بها ولكن الإيمان بها حرام، كذلك من يدعون أنهم يقرأون الفنجان ويعرفون الغيب، فهؤلاء جهلاء لأنه لا أحد يستطيع أن يعلم الغيب إلا الله عز وجل، فحتى لو على سبيل المزاح فلا يجوز وحرام فيكفى أنه يقلد الذين يدعون أنهم يعلمون معرفة الغيب، فكل هذه خرافات ولا يطلع على الغيب إلا المولى عز وجل.
حكم الاعتقاد في الأبراج والتنجيم ؟.. سؤال أجاب عنه الشيخ أحمد وسام، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال فتوى مسجلة له عبر موقع دار الإفتاء المصرية.
وأوضح "وسام"، قائلًا: أنه يجب أن نفرق بين العلم وبين الدجل، فالله عز وجل رتب على النجوم علمًا ومن هذه النجوم يعرف العرب المواقيت فهو علم له أدواته فلا نستطيع أن ننكر هذا العلم ولكن هذا العلم قد اندثر ولم يعد هناك من يقوم على الإهتمام به خصوصًا مع اختلاف الأجواء والتكنولوجيا الحديثة.
وأضاف قائلًا: "لا مانع أن هذه الأبراج أن دلت على شئ من الصفات فهذه الدلالة هى ظنية فغالب الظن أن الذى يولد في برج كذا فـ طبعة كذا فهذا ليس على سبيل القطع.
وتابع: أما الدجل هو أن أذهب الى من يدعي بالنجوم أن يطلع الى علم الغيب وعلى ما سيجري غدًا وهذا هو ممنوعًا شرعًا ولا يجوز الإيمان به، فالله عز وجل هو عالم الغيب وكما قلنا أن اعتمادك على هذا العلم في معرفة بعض الأحوال لم يعد متاحًا وإنما أصبح فى يد الدجالين والمشعوذين فى الزمان الذي نحن فيه.
أمين الفتوى يوضح حكم القراءة في صفات الأبراج
قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن القراءة في صفات الأبراج جائزة شرعا لأنها ليست تدخلا في قوانين الله ولا خصائص الناس، فهي تعلم الشخص بعض الصفات التي وضعها الله في الناس.
وأضاف الورداني، ردا على أسئلة الجمهور عبر البث المباشر على صفحة دار الإفتاء: "يجب على متابعي صفات الأبراج عدم ترك حسن الظن بالناس كأن تحكم على شخص مواليد برج الدلو بأنه شخص سيئ مثلا فتسيء الظن فيه فهذا غير جائز، أما قراءة ما سيحدث لمواليد الأبراج فهذا لا يجوز لأنه في علم الغيب ولا يعرفه أحد إلا الله".
حكم قراءة الأبراج مع عدم الإيمان بها
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله هذا الأمر من الكهانة والكهانة من الأمور المحرمة لأنها محاولة لمعرفة الغيب، ولا يعلم الغيب إلا الله ، وقد حكم الرسول { في الذي يذهب إليهم إن كان مصدقًا بما يقولون بالكفر الأصغر كما يقول العلماء قال {: من أتى كاهنًا أو عرافًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد. ( رواه الإمام أحمد ) . فأطلق الرسول عليه أنه كافر.
أما إن كان الذي يذهب إليهم غير مصدق بأنهم يعلمون الغيب ولكنه يذهب للتجربة ونحوها، فإنه لا تُقبل له صلاة أربعين يومًا، والدليل قوله {: من أتى عرافًا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ( رواه مسلم ) ، هذا مع وجوب الصلاة والتوبة عليه،أما إن أراد أن يظهر دجله و كذبه للناس فلا بأس من ذلك.
فعلى المسلم المطيع لربه أن يقلع عن هذه الأعمال وأن يلتمس الرضا من الله سبحانه وتعالى وذلك باتباع أوامره واجتناب نواهيه وأن يقلع عن هذه الأمور الشركية.
والكهانة فعالة مأخوذة من التكهن، وهو التخرص والتماس الحقيقة بأمور لا أساس لها، وكانت في الجاهلية صنعة لأقوام تتصل بهم الشياطين وتسترق السمع من السماء وتحدثهم به، ثم يأخذون الكلمة التي نقلت إليهم من السماء بواسطة هؤلاء الشياطين ويضيفون إليها ما يضيفون من القول، ثم يحدثون بها الناس، فإذا وقع الشيء مطابقًا لما قالوا اغتر بهم الناس واتخذوهم مرجعًا في الحكم بينهم، وفي استنتاج ما يكون في المستقبل، ولهذا نقول: الكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل.
هل من قرأ الأبراج لا تقبل صلاته لمدة 40 يومًا ؟
قالت الدكتورة نادية عمارة الداعية الإسلامية، إن من قرأ «أبراج حظك اليوم» التي تنشر في الصحف لا تقبل صلاته 40 يومًا، مؤكدة أنها دجل وتؤدى إلى خلل في اعتقاد المسلم.
وأوضحت عمارة، خلال تقديمها برنامج «قلوب عامرة» المذاع على فضائية «الحياة 2»، أن الله -عز وجل- هو من يعلم الغيب وحده، مستشهدة بقول الله تعالى :«عَالِمُ الغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا»، وبقوله تعالى: «قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ».
وأشارت الداعية الإسلامية، إلى أن المسلم إذا ذهب إلى العراف لا تقبل له صلاة 40 يومًا، مستشهدة بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَتَى عَرّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ فَصَدّقَهُ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةُ أَرْبَعِينَ يومًا»، مشددة على ضرورة عدم ترك الصلاة في هذه المدة لأنها عقوبة.
وأضافت أن الذهاب إلى الدجالين وتصديق أبراج «حظك اليوم» من الأمور التي تهز عقيدة المسلم وتستلزم التوبة والاستغفار والندم القلبي، والإقلاع عن الفعل مرة أخرى.
هل قراءة الفنجان على سبيل المزاح شرك بالله؟
ورد سؤال للشيخ أشرف الفيل، أحد علماء الأزهر الشريف وإمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية، وذلك خلال لقائه ببرنامج "اسأل مع دعاء" المذاع عبر فضائية "النهار" تقول صاحبته: "صديقتي وقعت بمشكلة كبيرة وطلبت مني ترشيح أحد الأشخاص الذين يقرأون الفنجان، وبالفعل فعلت ذلك بنية مساعدتها، فهل بهذا الفعل يكون قد وقع عليّ ذنب؟".
فأجاب الشيخ أشرف الفيل قائلًا: "هذه الأمور إنما هي من أعمال الشرك بالله، فعليكِ التوبة النصوح والعزم على عدم العودة لهذا الذنب مرة أخرى".
وأضاف أن الله تعالى نهانا عن مثل هذه الأفعال، لأن أى كلام في الغيب ما هو إلا خبل ونقص عقل، مع التزام فاعل هذا الأمر بالتوبة وعدم الرجوع إليه وكثرة الاستغفار وطلب العفو من الله.