"لا تفتح التابوت، فسيضرب الموت بجناحيه كل من يجرؤ على إزعاجنا، سيضرب الموت كل ما يعكر صفو الملك" هذه الكلمات التى وجدت على جدار مقبرة الملك الصغير توت عنخ آمون والتى اكتشفها عالم الآثار الشهير الإنجليزى "هوارد كارتر" وذلك بمنطقة وادى الملوك غرب الأقصر.
يقول المؤرخ التاريخي عبد المنعم عبد العظيم مدير مكتب دراسات الصعيد، إن الملك الصغير "توت عنخ أمون" أحد فراعنة الأسرة المصرية الثامنة عشر في تاريخ مصر القديم، وهو يعد من أشهر الفراعنة لأسباب لا تتعلق بإنجازات حققّها أو حروب انتصر فيها كما هو الحال مع الكثير من الفراعنة؛ وإنما لأسباب أخرى من أبرزها هو اكتشاف مقبرته وكنوزه بالكامل دون أي تلف. واللغز الذي أحاط بظروف وفاته والاستعمال الكثيف لأسطورة لعنة الفراعنة المرتبطة بمقبرته والتي استخدمت في الأفلام جعلت من توت عنخ أمون أشهر فرعون.
اقرأ أيضا
وتابع حديثه قائلا: "وفى يوم الافتتاح الرسمي للمقبرة يوم 4 نوفمبر 1922 حصل شيء غريب بأن الدكتور محمد زكريا عالم الآثار الذي شارك فى الكشف أصيب بمرض غريب جدا وتوفي على أثره، وللأسف وقتها الصحافة العالمية ربطت بين ما حدث له ولعنة الفراعنة خاصة بعد أن لدغ اللورد جورج ببعوضة والتى تسبب فى إصابته بتسمم فى الدم وأدت إلى وفاته، وبالإضافة بأن كل العمال الذين دخلوا المقبرة لأول مرة أصيبوا بأمراض صدرية وحمى مفاجئة وماتوا جميعا وبدأت تحدث أحداث غريبة وكأن الذى كتب على جدار المقبرة صحيح وأن الملك الصغير فعلا ينتقم منهم.
وأوضح "عبد المنعم" بأن كل ماحدث هذا كان بمحض الصدفة وليس حقيقيا ولكن الصحافة العالمية هى التى ابتدعت وقتها اللعنة ومثال ذلك بأن كارتر نفسه لم يصبه شيئا وأما بالنسبة للعمال الذين توفوا كان سببها هو دخولهم المقبرة أول مافتحت وكان بها غازات سامة بسبب عملية التحنيط التى تمت للملك، مشيرا إلى أنه تم افتتاح مقابر ملوك عظماء مثل رمسيس الثانى وكان أولى أن تكون اللعنة فى مقبرته هو وليس مثل الملك توت الذى ليس له أى أهمية تاريخية فى فترة حكمه.
وتحتفل محافظة الأقصر اليوم، الاثنين ، بعيدها القومى الذى يتزامن مع الذكرى ال97 لاكتشاف مقبرة الملك الفرعون الصغير توت عنخ آمون، وذلك تحت أنقاض أكواخ العمال المبنية منذ عصر الرعامسة، ما يدل على بقاء المقبرة على حالتها.