ورد سؤال إلى الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق يقول صاحبه: "قامت فتاة بعقد نكاحها في أحد المساجد بحضور والدتها وشهد عليه من النساء اثنين ومن الرجال واحد، فهل هذا العقد صحيح؟
رد الدكتور علي جمعة قائلا: هذا العقد باطل، وكأنه لم ينعقد أصلا لأنه لم يستوف أركانه وهو أن يشهد على العقد رجلين عدل مع حضور الولي.
قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية: إن عقد الزواج عقد جليل ورباط قويم، وقد وصفه القرآن الكريم بأنه ميثاق غليظ، وفى ذلك إشارة إلى قوة ومتانة هذا العقد الذي يصعب نقضه، كالثوب الغليظ الذي يصعب شقةأو تمزيقه.
وأضاف المفتي، في تصريحات سابقة مسجله له ، أن وصف عقد الزواج بالميثاق الغليظ يضفي على هذا العقدِ جلالًا وهيبة، وتقديرًا واحترامًا، وينبّه الزوجين إلى أن هذا العقد مستمر ومقاوم للعواصف الأسرية والأزمات الحياتية والصعاب المختلفة، ومحفزًا لهما أن يأخذا على أنفسهما العهد والميثاق بأن يحسنا العشرة فيما بينهما مصداقًا وتطبيقًا لقوله عز وجل: "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا" (سورة النساء 19).
وأوضح أن "عدم استحضار أهمية هذا الميثاق الغليظ هو من أهم أسباب فشل العلاقة الأسرية في الخمس سنوات الأولى في معظم حالات الطلاق، ما يبين عدم الاستعداد الجيد لهذه المرحلة الجديدة؛ لذا فنحن نقدر اقتراح دورات المقبلين على الزواج التي أنشأناها في دار الإفتاء المصرية، والتي أطلقنا عليها فيما بعد دورات المقبلين على الحياة".
ولفت إلى أن "الاستعداد لعقد الزواج بكل إجراء من شأنه تحقيق حماية الأسرة أولى من الاستعداد للمشروعات الكبيرة، فهو لا يُقدم عليها إلا بعد دراسة شاملة لكل أوجه هذه المشروعات من دراسة الجدوى ونحوها، لكي تثمر ثمرات حقيقية تحقق الأهداف المرجوة منها، ولا ريب أن هذا العقد الجليل – عقد الزواج -هو أهم مشروع يفعله الإنسان في حياته، ولهذا كان لا بد قبل الإقبال عليه أن يتعرف كل طرف من طرفي هذا العقد على الآخر تعرُّفًا يؤدي إلى تحقيق الوئام بينهما إذا ما تم هذا العقد؛ ولهذا كانت مرحلة الخِطْبة من الأمور المهمة للسير في هذا الشأن الكبير".