لم يكن ملوك مصر القديمة من البشر الفانين ، بل كانوا آله متجسدة في اعتقادهم ، وكان قدماء المصريين يولون أهمية كبرى لدفن ملوكهم تفوق اى اهمية صدرت عن كل الشعوب الأخرى التي عرفها التاريخ ، فتحت حجارة عجائب مصر ترقد سلالات قديمة حكمت اعظم حضارة على وجه الأرض، وادى الملوك يعتبر أعظم موقع مقابر فى العالم، فيه أكثر 70 قبرا محفوظا فى الصخر تزخر بكنوز مصر القديمة الوفيرة ، وفيه دفن الفراعنة العظماء امثال توت عنخ آمون ورمسيس العظيم .

يقول الباحث الاثرى على الباشا، إن أقدم قبر فى الوادى كان للملك تحتمس الأول ويعود الى القرن السادس عشر قبل الميلاد وان من أشهر من دفنوا فى هذا الوادى من الفراعنة العظماء "توت عنخ أمون_رمسيس العظيم_مرنبتاح_أمون الثالث_حور_محب_ستى الاول" هؤلاء من أشهر الذين حكموا مصر على مر العصور.

وأضاف: "الباشا" أنه قبل آلاف السنين منذ حوالى 1500 عام قبل الميلاد حيث اختار ملوك وفراعنة مصر هذا الوادي ليكون مكان راحتهم الأبدية والرحلة إلى ما بعد الموت واستمر الفراعنة على هذا الدرب طوال المملكة الحديثة حوالي عام 1100 قبل الميلاد وخلال فترة حكم السلالة العشرين، وكان لملوك مصر محور الاهتمام الأهم على الإطلاق فى حياتهم تخليد ذكراهم فكانوا يعتبرون ان القبر هوة اهم من القصر لان القبر هوة الطريقة الوحيدة لضمان سلامة رحلتهم إلى رحلة ما بعد الموت وضمان الحياة الافضل على الاطلاق بعد الموت".

وتابع: انه تم اختيار وادى الملوك لعوامل عديدة تتمثل في أن القبور السرية كانت هدفا لهؤلاء الملوك الاوائل، وادى الملوك يشرف على هضبة تدعى "القرنة" وهى تشبة الهرم والهرم كان يرمز للمصريين القدماء الى اشعة الشمس، ووادى الملوك مكان أمن من صيادى القبور ولدية منفذ واحد فقط وبالتالى تسهل حراسته وتم تزين المقابر بنقوش هيلغروفية وألوان رائعة ونسخ الخطوط بأحتراف شديد.

واشار إلى أن معظم المقابر الموجودة غير مكتملة بحيث ان اعمال كانت تتوقف بسبب وفاة الملك الا ان مقبرة سيتى الاول كاملة ثاني ملوك الأسرة التاسعة عشر التى اكتشفت على يد جوفاني باتيستا بلزوني عام 1817 KV17 وتشتهر بعدة أسماء أخرى منها مقبرة أبيس وبلزونى ايضا وتقع في الوادي الشرقي بوادي الملوك بطيبة.

وتعرضت المقبرة لدمار شديد عندما قام شامبليون باقتلاع رقعة من النقوش الجدارية الموجودة بالممر الهابط بطول 2.26 متر وعرض 1.05 متر وتصور مشهدا معكوسا على الجانبين خلال دراسته للمقبرة فيما بين عامي 1828 و1829، كما انتزعت متعلقات أخرى من المقبرة على يد رفيقه إيبوليتو روسيليني والبعثة الألمانية التي قامت بدراسة المقبرة عام 1845، وتعرض هذه المقتنيات المنتزعة في متحف اللوفر والمتحف الأثري الوطني بفلورنسا والمتحف المصري ببرلين".

واردف انه فى عام 1922 تم اكتشاف اروع واعظم المقابر على الاطلاق هى مقبرة توت عنخ أمون أحد فراعنة السلالة المصرية الثامنة عشر على يد المستكشف وعالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، وأحدث هذا الاكتشاف ضجة اعلامية واسعة النطاق في العالم والتي تعرض آثار هذا الملك الكاملة فى المتحف المصرى كاملة ويعتبر توت عنخ أمون من أشهر الفراعنة لأسباب لا تتعلق بحروب حققها او انتصارات ولكن تتعلق بلغز وفاة الغير طبيعى لان وفاة الفرعون فى سن مبكر جدا هو غير طبيعي وخاصة مع وجود آثار لكسور في عظمي الفخذ والجمجمة، وزواج وزيره خپرخپرو رع آي من ارملته عنخ إسن أمون من بعد وفاته وتنصيب نفسه فرعونًا، كل هذه الأحداث الغامضة، وأسطورة لعنة الفراعنة التى ارتبط بقبر الفرعون باتت لعزا يحير العالم أجمع.