أجاب الشيخ عبد الله العجمي، مدير إدارة التحكيم وفض المنازعات وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال: "هل المسحور محاسب على ما يفعل؟".
وقال الشيخ عبد الله العجمي: "عليه أولًا أن يثبت أنه مسحور وليس مريضًا ولا يضلل الناس بأفعاله التي يرتكبها ضد الناس، ثم نقول عنه إنه مسحور".
وأضاف أن "من غلب على عقله فهو غير مكلف، فطالما غلب على عقله ساعة فعله فهو غير مكلف، ولكن بشرط أن يكون مغلوبا على عقله حقيقة وفعلًا".
حكم الاقتراض من أجل أعمال السحر ومدى تأثيرها على المسحور
وأضاف الشيخ عويضة عثمان، في فيديو بثته دار الإفتاء على صفحتها الرسمية على فيسبوك، ردًا على سؤال: "ما حكم الدِين في الأعمال التي ترش وتدفن أو بمعنى أصح السحر، وما هو تأثيره على المسحور؟"، أن العبد ينبغي عليه التوكل على الله والتحصن بقراءة القرآن يوميًا والمحافظة على الأوراد والأذكار الثابتة عن النبي-صلى الله عليه وسلم-، كأذكار الصباح والمساء وقراءة سورة البقرة في البيت، حتى يقي نفسه وأهله من السحر والعين والحسد.
وأوضح أمين لجنة الفتوى، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «اجتنبوا السبع الموبقات» رواه البخاري، وعَدَّ منها السحر، مشيرًا إلى أن للسحر حقيقة كحقيقة غيره من الأشياء الثابتة، لكن لا يعني كونه مؤثرًا بذاته ولكن التأثير هو لله تعالى وحده؛ لقوله تعالى: ﴿وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ﴾.
وأكد أنه يجب الاعتقاد بأن كل شيء بقضاء الله تعالى، ولا يقع في ملكه تعالى إلا ما يريده، لافتًا إلى أنه يجب الإيمان بأن الله فعال لما يريد، والنفع والضرر من عنده، وتفويض الأمر لله، والرضا بما قضى به.
واختتم الشيخ عويضة عثمان حديثه بالنصيحة للسائل بتقوية الصلة بالله، وأن يكون دائمًا في ذكر الله وذلك بالصلاة وقراءة القرآن والاستغفار، مشيرًا إلى عدم اللجوء إلى الدجالين والمشعوذين فإن ذلك انحراف عن الطريق المستقيم "بحسب تعبيره".
علامات السحر والحسد .. الإفتاء توضح روشتة علاجية للأمراض غير العضوية
قال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الحسد والسحر ذكرهما الله تعالى في كتابه، كما قال: «ومَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ»، وقوله تعالى «وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ(5)» الفلق.
وأكد الدكتور محمود شلبي، في فيديو البث المباشر لدار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك، ردًا على سؤال، أن المسلم يجب أن يعتقد أنه لم ولن يتمكن أي إنسان من إنسان آخر، بخير أو شر إلا بإذن الله؛ كما قال تعالى: « وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ».
وأضاف أن السحر والحسد يكونان بلاءً من الله، أو ابتلاءً، موضحًا أن الابتلاء يكون للعبد الطائع الذي يريد الله أن يختبر صبره وإيمانه، وأن البلاء يكون بسبب ذنوب العبد وتقصيره؛ ليكفر الله بالبلاء عنها، كما قال الله تعالى: «نَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35)» الأنبياء.
وأوضح أمين الفتوى أن العلاج من السحر والحسد بكثرة ذكر الله والحفاظ على الأذكار الموظفة التي منها أذكار الصباح وأذكار المساء، والرقية الشرعية وقراءة القرآن الكريم، مشيرًا إلى اللجوء إلى الله والافتقار إليه، وقوله تعالى "واستعينوا بالصبر والصلاة".
أعراض السحر أو المس أو الحسد
صداع متنقل، وصفرة في الوجه، كثرة التعرق والتبول، ضعف الشهية، تنمل أو حرارة أو برودة في الأطراف.
خفقان في القلب، حزن وضيق في الصدر، ألم متنقل أسفل الظهر والكتفين، أرق في الليل، انفعالات شديدة من خوف وغضب غير طبيعي.
كثرة التجشؤ والتنهد، حب الانعزال، الخمول والكسل، الرغبة في النوم، ومشكلات صحية أخرى لا سبب لها طبيًا، وقد توجد هذه العلامات أو بعضها بحسب قوة المرض وضعفه، وكل مرض لا يُعرف له سبب عضوي.
العلاج
من هذا يكون بالرقية الشرعية، وهي كالتالي:
- قراءة سورة البقرة على الأقل كل ثلاثة أيام مرة.
- قراءة الفاتحة وآية الكرسي والمعوذات صباحا ومساء والآيات الواردة فيها ذكر السحر والحسد.
- قراءة الفاتحة سبع مرات وآية الكرسي ثلاث مرات والمعوذات ثلاث مرات على كوب ماء ثم يشرب كاملا، وتكرار هذا ثلاث مرات في اليوم في الصباح وبعد العصر وليلا.
- قراءة الفاتحة سبع مرات وآية الكرسي ثلاث مرات والمعوذات ثلاث مرات على زيت الزيتون ويمسح به الجسد كاملا ما عدا أسفل القدمين صباحًا ومساء.
- قراءة الفاتحة سبع مرات وآية الكرسي ثلاث مرات والمعوذات ثلاث مرات على ماء بارد من الثلاجة، ويخلط معه أوراق السدر ويغتسل منه، ويكرر الأمر ثلاث مرات في اليوم، ولمدة أسبوع أو أكثر حتى تزول الأعراض .
- قراءة الفاتحة سبع مرات وآية الكرسي ثلاث مرات والمعوذات ثلاث مرات على عسل طبيعي ويؤكل منه باستمرار، وهذا كله يمكن عمله بنفسك ولا تحتاج الذهاب إلى قارئ للرقية الا عند الضرورة القصوى.
- أكل سبع تمرات من تمر العجوة ففيه كفاية من السحر والسم، فعن سعد بن أبي وقاص – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: "من تصبح سبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سمّ ولا سحر" متفق عليه، والعجوة هي نوع من أنواع تمور المدينة.
- كما أن الحجامة وإخراج الصدقات للمحتاجين لها نفع عظيم "بإذن الله تعالى".
- وأخيرًا وفي أثناء المداومة على الرقية وفي كل حال، يحافظ المريض على صلاته وقراءة القرآن، والذكر والاستغفار، ويكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، وقول حسبنا الله ونعم الوكيل، والإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقول حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله إنا إلى الله راغبون.