يبدو ان تمثال المهندس الشهير فرديناد ديليسبس سيظل على طور الزمان مثار الحديث داخل أروقة مجتمعات مدن القناة الثلاثة من خلال الاختلاف على وضعيته بعد ان نجح رجال المقاومة فى تفجيره و اسقاطه من اعلى قاعدته الراسخة فى مدخل قناة السويس الشمالى الغربى بمحافظة بورسعيد .
وتحت شعار المثل العربى " لا احبك ولكنى لااقدر على بعدك " عاد مجددا الحديث عن التمثال عقب تداول صفحات التواصل الاجتماعى انباء عن اعتزام الدولة نقل التمثال من محافظة بورسعيد الى متحف هيئة قناة السويس بمحافظة الاسماعلية وهو ما اوجد حالة من الغضب الشديد لرفض نقل التمثال القابع داخل ورش هيئة قناة السويس منذ سنوات طويلة فشلت معه كل محاولات الاجهزة التنفيذية بالمحافظة اعادته الى قاعدته وكأن البورسعيدية ارادوا ابقاء التمثال داخل الترسانه حتى يتأكل من العوامل الجوية.
فبين الحين والآخر، يتجدد الجدل بين أبناء محافظة بورسعيد حول عودة تمثال "فريدناند ديلسيبس" إلى قاعدته بمدخل المجرى الملاحي لقناة السويس، وبينما يتمنى البعض بشدة عودة التمثال، يتمسك آخرون بالرفض، ولكل من الفريقين أسبابه ووجهة نظره، حيث يعتبره الرافضون رمزا للاستبداد والسخرة والتسبب في وفاة آلاف المصريين خلال حفر القناة، فيما ينظر إليه المرحبون باعتباره أحد عباقرة الهندسة، الذين خلقوا لمصر شريان حياة يربط بين دول العالم من خلال مجرى ملاحي جلب لها ثروات عديدة ولازال، بالإضافة إلى أن التمثال سيكون مصدر جذب للسياحة لاسيما الفرنسية.
ومن جانبها اعلنت جمعية بورسعيد التاريخية انها ترصد عن كثب ما يتداول على السوشيال ميديا من اخبار تشير لعزم ادارة هيئة قناة السويس بنقل تمثال ديليسبس من الترسانة البحرية ببورسعيد الى متحف الهيئة بالاسماعيلية.
واكدت الجمعية انه تم تشكيل فريق عمل للتأكد من صحة تلك المعلومات والتنسيق مع مختلف الجهات والهيئات المسئولة عن هذا الامر وكذا التنسيق لتحرك مشترك بين الجمعيات الاهلية وشخصيات عامة قانونية ودولية ومن المثقفين والمفكرين من ابناء المدينة وغيرهم لوضع خطة تحرك مشترك اذا تأكدت المعلومات .
وشددت الجمعية على ان الامر يمس تاريخ المدينة ويشكل جزء من ثقافتها ونضالها ودورها في اخراج العالم للنور.
ومن جانبها نفت محافظة بورسعيد، اليوم الجمعة، صحة ما تناقلته بعض المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي بشأن نقل تمثال فرديناند دليسبس.
وأكدت المحافظة، في بيان، أن التمثال مازال موجود ببورسعيد وأنه لن يخرج خارج المحافظة، وأن ماتردد بهذا الشأن يهدف إلى اثارة الفتن وإحداث بلبلة، والتغطية علي المشروعات السياحية الناجحة التي شهدتها المدينة، وستشهد المزيد منها خلال الفترة المقبلة.
وشددت المحافظة على أنها ستسعى خلال الفترة المقبلة لاستغلال كافة مقوماتها وامكاناتها السياحية ضمن مخطط التنمية السياحية للمحافظة.
وأهابت محافظة بورسعيد بالمواطنين الشرفاء عدم الإلتفات لتلك الشائعات التي يرددها أعداء النجاح خاصة بعد التنمية الغير مسبوقة التي تشهدها مصر وبورسعيد.
وكان الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، اصدر قرار بتسجيل تمثال المهندس الفرنسي فرديناند ديليسبس، ضمن الآثار الإسلامية والقبطية، وذلك بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، وموافقة مجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار.
وتستعرض صدى البلد خلال السطور المقبلة قصة بداية التفكير فى عودة التمثال على قاعدته الشمالية الغربية بمدخل قناة السويس
كانت البداية عن عودة تمثال "ديليسبس" إلى قاعدته مرة أخرى كانت في عهد رئيس الجمهورية الاسبق، محمد حسني مبارك، عندما أعلن المهندس عصام الزهيري، رئيس لجنة السياحة والإعلام بالمجلس الشعبي المحلي بالمحافظة أمام لجنة الثقافة والسياحة والإعلام بمجلس الشعب عام 2009، عرض "جمعية محبي فرديناند ديليسبس" بدولة فرنسا دفع مبلغ 50 مليون يورو سنويًا مقابل إعادة التمثال لقاعدته وإقامة حفل سنوي يحضره آلاف السياح من مختلف البلدان بقارة أوروبا، إلا أنه قُوبل برفض شعبي رغم وجود اتجاه داخل الحزب الحاكم وقتها بقبول العرض.
وفي فبراير من عام 2014 أعلن محافظ بورسعيد الاسبق اللواء سماح قنديل، إجراء معاينة لموقع قاعدة التمثال بواسطة عميد كلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية، لوضع تمثالين بجانب تمثال ديليسبس، مشيرًا إلى إعادة التمثال لمكانه في نهاية الممر باتجاه مدخل قناة السويس، وفي المنتصف تمثال الفلاح أو العامل المصري الذي حفر القناة، بالإضافة إلى تمثال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر صاحب قرار تأميم قناة السويس وعودتها الى السيادة المصرية .
ونوه قنديل وقتها إلى أنه يجري التنسيق مع إدارة المتاحف العسكرية بالقوات المسلحة، لوضع تصور للشكل العام وعرضه على المحافظة، مؤكدًا أن التمثال يمثل تاريخًا حقيقيًا لقناة السويس، ومن المقرر تنفيذه لدى الاستقرار على الشكل النهائي، إلا أن الرفض الشعبي ينتصر مرة ثانية وترضخ الدولة لإرادة الشعب من جديد.
والتقى اللواء عادل الغضبان، المحافظ الحالي، بجمعية أصدقاء ديليسبس، عدة مرات منذ تولي مهام منصبه، وكشفت مصادر مطلعة بديوان عام المحافظة أن الملف الرئيسي في جميع اللقاءات التي جمعتهما كان عودة التمثال وما ستقدمه فرنسا لمصر وبورسعيد خاصة في حالة إعادة تمثال "ديليسبس" إلى قاعدته، إلا أن قلق المحافظ من رد الفعل الشعبي دفعه لتأجيل القرار، مؤكدًا للمقربين منه أنه "قرار سيادي".
وأعلن مطلع العام الجاري إنشاء تمثال للمارد المصري الذي حفر القناة بنفس حجم تمثال ديليسبس، على شكل يد تحمل معولًا تخرج من مياه القناة، وذلك ضمن الاحتفالات بمرور ١٥٠ عامًا على افتتاح قناة السويس القديمة.
وأشار "الغضبان" إلى أنه عرض على وفد من جمعية أصدقاء ديليسبس بدولة فرنسا، برئاسة أرنو راميير، الرؤية المصرية للتطوير والحفاظ على التراث المعماري بالمحافظة الذي يطغى على أغلبه الطابع الفرنسي، موضحا أن مقترح تطوير التراث المعماري مقسم إلى ٣ مناطق الأولى تشمل شارع صلاح سالم وشرقه ومبني قبة هيئة قناة السويس والفنار القديم، مضيفًا أن التطوير سيمتد حتى حديقة فريال التي بدأ منها حفل افتتاح قناة السويس، وذلك لاستغلالها في الاحتفال القادم ببانوراما صوت وضوء و٣ منصات رئيسية، فضلًا عن متحف قناة السويس والبازار.
وأشار إلى أن المنطقة الثانية تشمل غرب شارع صلاح سالم حتى شارع محمد علي وأبرز معالمها ميدان الشهداء ومبنى ديوان عام المحافظة والمسجد العباسي ومنازل هيئة قناة السويس، وتتضمن الثالثة مقترح تطوير التراث المعماري بمدينة بورفؤاد، التي تشمل الترسانة البحرية المقر المؤقت لتمثال ديليسبس والجامع الكبير ومبنى المختلط وتمثال الملك فؤاد وغيرها.
وكشفت مصادر مطلعة بديوان عام المحافظة أن وفد جمعية أصدقاء ديليسبس، برئاسة أرنو راميير، رئيس الجمعية، ضم المهندس برونو شاوفيرت يافرت، المتخصص في الترميمات الأثرية والذي شارك في عمل قصر فرساي، والنحات المحترف هوجوس بازيلر، وله أعمال معروفة بفرنسا في مجال النحت والتماثيل، وأن هدف تواجدهما هو إعادة ترميم وتجميل التمثال وقاعدته تمهيدًا لإعادته مرة أخرى إليها.
وخرجت عدد من صفحات التواصل الاجتماعى رغم نفى المحافظة اليوم بصور تم تسريبها من داخل ترسانة بورسعيد لتمثال مغطى بالكامل يجرى نقله باوناش الهيئة على الرصيف الملاحى لايهام البعض بانه يجرى حاليا نقل التمثال وهو ما أكدت المصادر والجهات عدم صحته تماما.