متى يكون المطر غضبا من الله؟ وهل العبرة في النزول أم الاستفادة
متى يكون المطر غضب من الله ومتى يكون نعمة من الله وخير على العباد، نستعرض في هذا التقرير الفرق بين الحالتين.
المطر نعمة من الله
سقوط المطر في حد ذاته ليس هو الهدف وإنما نتيجته هى الأساس فالرزق ليس في نزول المطر من السماء وإنما إنبات النبات وسقيا الحيوان وكل إفادة تتحصل من المطر هو الرزق والرزق من الله تعالى فعلى العباد أن يتوكلوا على الله وحده ويسألوه الفائدة.
قد يمنع الله المطر عن الناس لمعاصي انتشرت بينهم أو ليلجأوا إليه ويتضرعوا بالدعاء للخالق عزوجل
المطر غضب من الله
بل ان الله تعالى قد يعذب قوما أو يبتلي قوما بكثرة الأمطار؛ كما حدث ذلك على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، حينما جاءه رجل فقال: يا رسول الله انقطع المطر وهلكت الزروع والأموال فادعو الله يغيثنا، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه فنزل المطر، ثم جاء في الجمعة التالية فقال: يارسول الله هلكت الزروع والأموال فادعو الله يرفعها عنا، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه فقال: اللهم حوالينا لا علينا اللهم على الظراب والآكام وبطون الأودية.
استخدام كلمة المطر في القرآن
استخدم القرآن كلمة "المطر" فيما يدل على العذاب، كما في قوله تعالى:
{إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ}
{وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}
{وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ}
وقد يكون الماء النازل من السماء، سبب لوجود الرزق لقوله تعالى كما في قوله تعالى {وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ . ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ}
{وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجًا . لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا . وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا}
كما قد يكون لسقيا الناس والعباد والكائنات {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ...}
كما قد يكون الماء لإذهاب رجز الشيطان وتطهير الناس كما في قوله تعالى "قال تعالى: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ}
استعمال كلمة الغيث في القرآن
من ناحية أخرى، استعمل القرآن كلمة "الغيث" فيما يدل على النفع العام للناس، كما في قوله:
{اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ}
{إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ}
{وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ}
الأسباب التي تؤدي إلى الغيث
الإستقامة لقوله تعالى {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَة لأسقَينَاهُم مَاءً غَدَقًا}
وكذلك تقوى الله والخوف منه لقوله "{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاء والأرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}
وكذلك الإستغفار يؤدي إلى الغيث لقوله {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا. يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا}
وجود البهائم: لقوله صلى الله عليه وسلم: «ولولا البهائم لم يمطروا»