مصور مصري وهب 10 سنوات من عمره لإلغاء الاختلاف بين المكفوفين والمبصرين، عمل على إيجاد حل لإعادة نظر أعينهم المسلوب، 10 سنوات كاملة عمل فيها المصور خالد فريد للتوصل إلى طريقة يعلم بيها المكفوفين التصوير الفوتوغرافي الاحترافي، حتى توصل إلى خطة كاملة بالخطوات اللازمة، وعلم المئات من المكفوفين طرق التصوير الاحترافي حتى الآن بشكل مجاني.
أسس مبادرة «قد التحدي» المهندس ومدير تحرير بوكالة أنباء الشرق الأوسط خالد فريد، واسمه بالكامل عبدالخالق محمد فريد، والعمل الذي يفتخر به أنه مؤسس مبادرة «قد التحدي» لتعليم التصوير الفوتوغرافي الاحترافي للمكفوفين.
استمرت محاولات فريد لفترة تزيد عن عشرة أعوام من الدراسة الحرة حاول خلالها جمع كل المعلومات اللازمة عن تعليم المكفوفين التصوير، قرأ عن محاولات المصورين السابقين وبدأ من حيث انتهى الآخرون، حيث لاحظ أن بعض المصورين السابقين اعتمدوا على تعليم المكفوفين باستخدام الهاتف أو أدوات مساعدة كـ smart glass، ولكن استخدام وسائل المساعدة لم يكن هدف فريد منذ البداية.
ويعد الأستاذ نزيه رائد من رواد تعليم المكفوفين التصوير، عاش في الولايات المتحدة وكان يمتلك استوديو كبير ويعد واحدا من أشهر رواد المجال، وكان كفيفا علم نفسه بنفسه التصوير بواسطة تقنيات مختلفة.
أراد فريد أن يمتلك المكفوفين حاسة البصر بطريقة مختلفة ودون استخدام تقنيات حديثة، مثل اجتماع قوة باقي الحواس كاللمس والسماع وتجسيد الصورة كاملة في أذهانهم، لتجعلهم قادرين على الفوز في مبادرته ويصبحون «قد التحدي».
حرص مؤسس المبادرة على تحديد ووضع خطة كاملة يتم اتباعها لتعليمهم التصوير الفوتوغرافي الاحترافي، وأوضح فريد لـ «صدى البلد» هذه الخطوات والتي يكون أولها كسر الحاجز النفسي بين المكفوفين، فعلى حد وصفه البعض منهم يخشى خوض التجربة الجديدة، والبعض منهم يكون فاقد الثقة بنفسه، وأخيرا بعضهم يكون ذو مشاعر مرهفة بشكل غير معتاد، فيجتمعون معا وتبدأ جلسة التعارف، ويعمل فريد على الحديث معهم عن طرق استغلال الحواس الأخرى، "بنمحي كلمة أنا أقل أو إن اللي بيشوف عنده حاجة مش موجودة عند الكفيف" كما قال فريد.
الخطوة التالية تكون تعريفهم بالكاميرا وأجزائها وفائدة كل جزء بها، وطرق ضبطها للتصوير بأوضاع مختلفة، ثم بعد ذلك تأتي خطوة استغلال قدرات الكفيف وحواسه المختلفة كاعتماده على حاسة السمع، واللمس، وتعليم المصور لعدة خطوات يستطيع من خلالها أن تكون الصورة احترافية، مثل بدء السلام اليدوي بين الشخص والمصور لتقدير المسافة بشكل صحيح، ويطلب المصور منه الحديث أيضا حتى يستطيع ضبط نسب الصورة الذي سيلتقطها.
يتحسس الكفيف مكان الإضاءة من خلال جلد بشرته، ويتبع طرق أخرى لتحديد مكان واتجاه الإضاءة، أما نسبة الإقبال على التعليم فعلى حد وصف فريد هي كاملة، فلم يأت شخص كفيف لتعليم التصوير الفوتوغرافي وتراجع، ووصل مستوى المصورين المكفوفين إلى درجة متقدمة كتصوير منتجات بشكل احترافي، وطلبت بعض شركات العلامات التجارية الشهيرة من مؤسس مبادرة «قد التحدي» ترشيح مصورين مكفوفين لتصوير منتجاتهم.
تغيير الصورة النمطية عن المكفوفين هو الهدف الأساسي لجهود فريد المستمرة والمجانية تماما، "الكفيف بيقدر يعمل كل حاجة بيقوم بها المبصر"ـ، وسيتوج فريد جهوده في تعليم المكفوفين لفن التصوير الفوتوغرافي الاحترافي من خلال كتاب يجمع فيه خبرته كاملة، وأوضح لـ «صدى البلد» أنه يعمل حاليا على توثيق ما توصل إليه في هذا المجال، ويكتب حاليا كتاب بطريقة برايل لتعليم المكفوفين التصوير الفوتوغرافي الاحترافي وسيجمع فيه كل ما يتعلمه المكفوفين خلال دوراتهم التدريبية مع فريد.