قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

آبي أحمد ونوبل.. والحرب

×

التصريحات الصادمة، التي نقلت عن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، وقال فيها خلال جلسة استجواب في البرلمان، "أنه اذا كانت هناك حاجة إلى خوض حرب حول سد النهضة المتنازع عليه مع مصر، فإن بلاده مستعدة لحشد مليون شخص!

وأنه يجب وفق ما نقل عنه" أن نؤكد على أنه لا توجد قوة يمكنها منع إثيوبيا من بناء السد. إذا كانت ثمة حاجة لخوض حرب فيمكننا حشد الملايين. إذا تسنى للبعض إطلاق صاروخ، فيمكن لآخرين استخدام قنابل. لكن هذا ليس في صالح أي منا!

هذه التصريحات الصادمة، والتي ردت عليها مصر، عبر وزارة الخارجية بالإعراب عن صدمتها ومتابعتها بقلق بالغ وأسف شديد للتصريحات التي نُقلت إعلاميًا ومنسوبة لرئيس الوزراء آبي أحمد أمام البرلمان الإثيوبي.

قائلة "إنه لم يكن من الملائم الخوض في أطروحات تنطوي على خيارات عسكرية، وهو الأمر الذي تتعجب له مصر بشدة باعتباره مخالفًا لنصوص ومبادئ وروح القانون الأساسي للاتحاد الأفريقي، خاصةً أن مصر لم تتناول هذه القضية في أي وقت إلا من خلال الاعتماد على أُطر التفاوض وفقًا لمبادئ القانون الدولي والشرعية الدولية ومبادئ العدالة والإنصاف".

تؤكد بدون مواربة، أن هناك جهات داخل وخارج اثيوبيا تدفعها للمواجهة مع مصر في موضوع سد النهضة.

فأبي أحمد، يشير صراحة الى الحرب واستخدام قنابل، ومصر لم يصدر منها حتى الآن وعلى مدى السنوات الماضية، ما يؤخذ على أنه تلميحات عسكرية في موضوع سد النهضة، بل العكس تمامًا فقد عبرت مصر عبر قيادتها السياسية ممثلة في الرئيس السيسي عن احترامها التام لرغبة إثيوبيا في التنمية، ولكن دون الجور على حقوق مصر التاريخية والأصيلة في مياه نهر النيل.

وعليه، فإن خوض رئيس الوزراء الاثيوبي في هذه المسألة أمام البرلمان الإثيوبي، يؤكد أن أديس أبابا وللأسف تغلق بالضبة والمفتاح باب التفاوض حول سد النهضة. وربما هى لا تدرك معنى ذلك صراحة ولا تداعياته. فالسدود لا تنشأ عنوة، وموارد المياه التي هى نبع الحياة لا يكون الكلام عنها بالقوة والغصب والعناد!

واذا كان الاستناد للقوة، وفق المنطق الإثيوبي سيكون الفيصل فإن النصر سيكون لمصر، لأن مياه النيل حقها على مدى عقود ولم تقتسم الآن. كما أن حصتها من مياه النهر ثابتة رغم زيادة عدد السكان أو بالأحرى تضاعف عددهم.

كما ان الاستناد الى منطق القوة وفق التصور الإثيوبي، ليس في صالح أديس ابابا أبدا فقوة مصر معروفة للعالم أجمع، ولا يجب العزف على هذا الوتر من جانب أي قوة أفريقية أو إقليمية أخرى.

لكن المثير حقا في تصريحات آبي أحمد، أن ما يقوله عن استعداد بلاده لخوض الحرب مع القاهرة، يتنافى مع حصوله على جائزة نوبل للسلام في حل الخلافات الأزلية مع إريتريا!

فإذا كان الرجل ماهرا بشهادة العالم كله، وأخذ جائزة نوبل في السلام في موضوع إريتريا، فالأولى ان يفعل ذلك في قضية سد النهضة، وان يكون متهيأ نفسيا وسياسيًا ودبلوماسيا، لمعرفة أن السياسة والتفاوض هما الطريقان الوحيدان لحل هذه الأزمة العويصة مع مصر.

وأن خسارة مصر تعني الكثير والكثير لإثيوبيا أفريقيا وعربيا ودوليا وعليه ألا يغامر بذلك، وأن يحافظ على صورته الدولية كرجل سلام.

هذه هي الحقيقة التي ينبغى أن يعرفها السيد آبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا عند حديثه مرة أخرى عن قضية سد النهضة وخلافاته مع مصر.