الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الذوق من الأخلاق!


من الآداب المتعارف عليها بين الناس يأتي الذوق، وهو التعامل مع الناس بالشكل الجميل، وبالتصرف الجميل، وبالكلمة الجميلة.

والناس منهم من أعتقد أن الذوق والرقي الحضاري من القيم الغربية التي ليس لها علاقة بالدين، وظن أن الإسلام عكس ذلك، مع أن الإسلام جاء لتنظيم الحياة والارتقاء بالإنسان.

والإنسان المتدين الذي فهم أن الإسلام فقط عبارة عن آداء العبادات من صلاة وصيام وتسبيح، لم يفهم أن الذوق من أساسيات أخلاق المسلم، وأن الله لا يرضى عن أذى الناس بالقول أو الفعل، فإذا عامل المتدين الناس بغلظة وبعدم ذوق ستكون النتيجة أن تدينه سيصبح مبررًا لأصحاب النفوس المريضة في تشويه صورة الدين.

فليس من الذوق تلك الأصوات العالية والمزعجة في الشارع، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ) الحجرات 4، والآية توجه وتهذب سلوك الناس، فمن حق الناس ألا تزعجهم، فمنهم النائم، ومنهم من يدرس، ومنهم المريض، فالشارع ملكية عامة وليس ملكية خاصة.

وليس من الذوق إلقاء القمامة والأذى في الطريق، فالنبي عليه الصلاة والسلام قال :(الإيمان بضع وستون شعبة أعلاها قول لا اله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق).

وليس من الذوق أن تذهب لزيارة إنسان بدون أن تخبره ليكون مستعدًا لاستقبالك: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون) النور 27، فقد تذهب من دون موعد وتجد صاحب البيت يعتذر لك عن عدم استقبالك :(وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) النور 28.

وإذا دخلت في بيت من تزوره لا تجلس إلا في المكان الذي يدعوك إليه، لا في المكان الذي تختاره أنت إلا أن يسمح لك بذلك، عن النبي عليه الصلاة والسلام: (لا يجلس أحدكم على تكرمة الرجل إلا بإذنه).

وليس من الذوق أن تجد من يدق جرس الباب، ثم يقف أمام الباب ويضع يديه على العين السحرية، عن النبي عليه الصلاة والسلام :(لا تقفوا أمام الباب ولكن شرقوا أو غربوا).

وليس من الذوق أن يدخل الإنسان بيتًا أو سيارةً أو مصعدًا ويغلق الباب بشدة، فيكسر الزجاج، ويفزع الناس، عن النبي عليه الصلاة والسلام :(ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه). 
 
إن التقدم الحضاري ليس باستخدام الهاتف المحمول والدخول على مواقع الإنترنت وركوب السيارات فقط، إنما التقدم الحضاري بالأدب والذوق والرقي الأخلاقي.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط