المهر في الإسلام .. موقف الشرع من الغائه ومهر المطلقة قبل الدخول.. فيديو
تحدث الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عن حكم المهر في الإسلام، منوها الى أن المهر في الإسلام هو حق خالص للزوجة.
المهر في مصر
وأضاف جمعة، في فيديو له، أنه جرى العمل في مصر بأن والد البنت يأخذ المهر من العريس ويزيدها مرتين أو ثلاثة ويشتري لابنته الجهاز أو العفش لبيت الزوجية، وأن الأب هنا في مصر لم يأخذ المهر لنفسه بل أخذه وزاد عليه واشترى لها احتياجاتها، فلا يجوز للمرأة وقتها المطالبة بهذا المهر من والدها.
وأشار إلى أنه لا يجوز للأب بعد الحصول على المهر من العريس أن يأخذه لنفسه أون ينتفع به دون أن يشترى حاجة انبته للزواج، فهو حق خالص لها ولمنفعتها.
مهر المطلقة قبل الدخول
إذا تم العقد على المرأة ثم طلقت قبل الدخول بها، وقبل الخلوة الصحيحة؛ فإن كان المهر قد حدد أثناء العقد أو قبله، فإنه يجب للمرأة نصف المهر المسمى، إلا أن تعفو المرأة، أو وليها عن ذلك.
يقول الله سبحانه وتعالى: «وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ» (البقرة:237).
إذا كان المهر لم يحدد، فليس لها إلا المتعة بحسب حال الزوج من اليسار والإعسار؛ لقوله تعالى: «لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ» [البقرة:236] .
أما إذا تم الطلاق قبل الدخول، ولكن بعد الخلوة الصحيحة؛ فلها كامل المهر، وعليها العدة، وإذا كانت ثمة هدايا قدمها كل طرف للآخر فيستقر ملكها بالعقد؛ لأنها قدمت من أجل العقد وقد تم، سواء أكانت ذهبا أو غير ذلك.
حكم الزواج بدون مهر
لا يجوز الزواج بدون شبكة إلا إذا تراضى الطرفان على ذلك، لكن الزواج لا بد أن يكون فيه مهر وهو واجب من واجباته ، والمهر قد يكون أموال أو شبكة حسب الاتفاق، والأساس فى الزواج هو المهر، والشبكة تعد هدية، والزواج ليس للتعنت وإنما للعيش فى يسر وسهولة، ولابد من الاهتمام أكثر بالأخلاق، والشبكة تعد صورة لإثبات الجدية.
حكم المغالاة في المهر
قال الشيخ عويضة عثمان، مدير الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إن المغالاة في المهر ليست من سنة الإسلام، وذلك مقرر شرعا، مستدلًا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أقلهن مهرًا أعظمهن بركة».
وأضاف «عثمان» في فتوى له، أن المهر الفادح عائق للزواج ومنافٍ للغرض الأصلي من الزواج، وهو عفة الفتى والفتاة والمحافظة على الطهر للفرد والمجتمع، موجًها رسالة قائلًا: «يسروا في أمر الزواج».
ونصح بأنه من الواجب عدم المغالاة في المهر، وأن ييسر الأب لبناته الزواج بكل السبل إذا وجد الزوج الصالح؛ حتى نحافظ على شبابنا وفتياتنا من الانحراف، وقد قدم لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم النصيحة الشريفة بقوله «إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير».
الفرق بين المهر وقائمة المنقولات
الناس فى مجتمعنا تلجأ لكتابة قائمة المنقولات فى الزواج بسبب ظروف الشباب وكذلك بسبب مساعدة البنت فى شقة الزوجية.، والأصل هو دفع الرجل المهر نقديا أو عينيا للزوجة قبل الزواج ولكن مع تطور الأحداث لجأ الناس لضمان الحقوق بكتابة قائمة المنقولات لضمان حقوق العروس، ولكن فى حالة دفع المهر لا يجب كتابة القائمة.
رأي شيخ الأزهر في المهر
أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أن المهر ملكية خالصة للزوجة قال تعالى: «وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً» أي عطية خالصة لله.
وأضاف «الطيب»، خلال برنامجه «حديث شيخ الأزهر» الذي يذاع على الفضائية المصرية، أنه ليس من الإسلام أن يؤخذ المهر ويدخل في الجهاز إلا إذا سمحت بذلك الزوجة قال تعالى: «فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا»، ولا يحق لأي أحد أن يقترب من مهر البنت، لا الأب ولا الأخ ولا الأم؛ لأنه ملك خالص بها، إذ هو رمز أو تعبير عن المحبة متجه للزوجة وليس للأب ليأخذ منه.
وأشار الإمام الأكبر، إلى أن المهر رسالة محملة بمشاعر معينة هذه المشاعر متجهة إلى هذه الفتاة، وليس من حق الآخرين أن يشاركوها في هذا الرمز أو في هذه المشاعر التي جُعل المهر رمزًا لها.
الحكمة من المهر
المهر ليس ثمنًا لسلعة كما يُقال، وإنما هو تعبير عن رغبة، لا يمكن التعبير عنها إلا بشيء مادي، والمهر هو الرمز الذي يدل على أن الرجل راغب في الفتاة، مشيرًا إلى أن الدليل على أنه ليس ثمنًا لسلعة أنه في الإسلام قد يكون خاتمًا من حديد، أو كف من طعام، أو بسور القرآن، فلو كان ثمنًا لفرض الإسلام ثمنًا معينًا، إنما هو رمز يعبر عن الرغبة فى الطلب والتيسير.