تشتهر محافظة دمياط، بطابعها الخاص في مجال التجارة والصناعة، وأهلها اتصفوا بالجدية وحرصهم على العمل.
وكانت دمياط فى العصر الفرعونى تسمى "تامحيت" أو " تم _ اتى" أى بلد الشمال وفى العصرين اليونانى والرومانى سميت " تامياتس" وفى العصر القبطى سميت "تاميات" ومعناها فى اللغة المصرية القديمة: الأرض التي تنبت الكتان.
كما ذكرها المقريزي باسم “دمياط” وأنشئت محافظة دمياط عام 1810 وفى عام 1945 أصبحت مديرية مستقلة وفى عام 1960 صدر القرار الجمهورى رقم 1755 بأن تكون محافظة.
وتعد محافظة دمياط من محافظات الوجه البحرى وتقع شمال شرق الدلتا ويخترقها نهر النيل ويحدها من الشرق بورسعيد ومن الغرب والجنوب الدقهلية ومن الشمال البحر المتوسط.
وتتميز دمياط بكثرة مزارع الجوافة وخصوصا في كفر البطيخ ,تبلغ المساحة الكلية للمحافظة 1,029 كم2 تمثل 5 % من المساحة الإجمالية لمنطقة الدلتا وتمثل 1 % من المساحة، الإجمالية للجمهورية ؛ كما تبلغ المساحة المأهولة 589.20 كم2 منها بالقطاع الريفى 546.4 كم2 بنسبة 92.7 %، وتبلغ المساحة المنزرعة بالمحافظة 115,892 فدان وتشتهر بزراعة القمح والذرة والقطن والأرز والبطاطس والليمون، وكما يبلغ تعداد سكان المحافظة التقديري في عام 1999 (953430 نسمه) يتواجد منهم بالقطاع الريفى للمحافظة 69,1687 نسمه بنسبه 72.5% ويبلغ معدل الزيادة السكانية للمحافظة 2.09% ؛تضم مراكز دمياط وكفرسعد والزرقا وفارسكور وراس البر.
وشعار محافظة دمياط عبارة عن مركب يعلوه شراعان إشارة إلى إنها محافظة ساحلية ودلالة أيضًا للوفاء والتضامن ووحدة الصيادين.
"تاريخ دمياط"
شعب دمياط له تاريخ وطني مشرف فعندما نزل لويس التاسع قائد الحملة الصليبية بجيشه البالغ 80000 من الجنود و «1800 سفينة» ووصل شواطئ دمياط فى الرابع من شهر يونيه عام 1249ميلاديًا قام الشعب بإحراق المتاجر وكل ما يمكن أن ينتفع به الجيش المحتل وتوالت المقاومة حتى كان اللقاء بالجيش الفرنسى فى معركة بفارسكور وتم أسر لويس التاسع بقرية ميت الخولى عبد الله وتم نقله إلى السجن بدار ابن لقمان بالمنصورة وفى الثامن من شهر مايو عام 1250 تم جلاء الحملة الصليبية عن دمياط ولذلك اتخذت المحافظة من هذا اليوم عيدًا قوميًا لها.
شهرة المحافظة
دمياط تشتهر بصناعة الأثاث والحلويات والمنسوجات ومنتجات الألبان والسفن وصيد الأسماك والأحذية وتوجد بها أكثر من منطقة صناعية هذا بالإضافة إلى الزراعة ويقصدها عشاق السياحة والاصطياف لأنها تضم مصيف رأس البر ومنطقة الجربى التى تشتهر منذ القدم بتلالها الرملية الجافة التى تفيد فى علاج الروماتيزم عن طريق الدفن حيث تحتوى على مادة الثوريوم المستخدمة فى علاج أمراض الروماتيزم.
المعالم والآثار
تضم محافظة دمياط مجموعة من المساجد والآثار المتنوعة ومنها: مسجد عمرو بن العاص والذى يعد من أشهر وأقدم مساجد دمياط ويطلق عليه «مسجد الفتح»نسبة إلى الفتح العربي وقد تم بناؤه فى عام 642 ميلاديًا علي طراز جامع عمرو بن العاص بالفسطاط بمصر القديمة وبه كتابات كوفية وأعمدة يعود تاريخها إلي العصر الروماني ويتكون المسجد من قبة في وسطه وتحيط به (4) إيوانات ويوجد بالجهة الغربية المدخل الرئيسي للمسجد ويبرز عن جدرانه وبالقرب من الباب توجد قاعة المئذنة المربعة التي تهدمت إثر زلزال حدث في العصور القديمة.
حينما استولى «جان دي برين» علي دمياط 1219 ميلاديًا قام بتحويل المسجد إلى كنيسة ولما خرج الصليبيون من دمياط عام 1221 ميلاديًا عاد المسجد إلى سيرته الأولى وفي عام 1249 ميلاديًا حينما دخل لويس التاسع دمياط جعل المسجد كاتدرائية وأقام بها حفلات دينية عظيمة وكان يحضرها نائب البابا.. ومنها تعميد الطفل الذي ولدته زوجة لويس التاسع واسمه “ يوحنا” ولقبته “أثريستان”أي: الحزين.. نظرًا لما صاحب ولادته من أهوال الحرب.
من المساجد أيضًا مسجد أبو المعاطي الذى يجاور مسجد عمرو بن العاص وقد بنى هذا المسجد فاتح الأسمر التكروري (أبو المعاطي) الذي وفد من المغرب.
أما مسجد المعينى فقد شيده محمد معين الدين « أحد تجار دمياط» فى عام 810 هـ - 1310م في زمن الناصر قلاوون وهذا المسجد يمتاز بضخامة البناء وارتفاع الجدران والمئذنة ويتكون من (4) إيوانات أكبرهما إيوان القبلة وجميع الأسقف محلاة بزخارف بديعة.
كما تضم محافظة دمياط ضريح جمال الدين شيحة وهو مقام صغير على مقربة من ضريح أبوالمعاطي وبه الأسلحة الأثرية من رماح وأغماد من الجلد ويقال أنها أسلحته التي كان يحارب بها الصليبين في دمياط.. ويقال: أن السلطان الظاهر بيبرس هو الذي حضر وفاة جمال الدين أثناء مرضه بدمياط وجهز وبنى له هذا المقام في القرن السابع الهجري.
أما مسجد البحر فيقع علي الضفة الشرقية للنيل وتم تجديده للمرة الأولى فى عام 1009 هجريًا في عهد الحكم العثماني وبنى علي مساحة 1200 كم2 علي الطراز الأندلسي ثم أعيد بناؤه للمرة الثانية فى عام 1967 ميلاديًا وهو مُزين بأروع النقوش الإسلامية وله (5) قباب ومئذنتان وملحق به مكتبة ثقافية ودينية وأعيد ترميمه فى عام 1997م.
ومن أقدم المزارات الدينية مسجد وضريح شطا الموجود بعزبة شطا التى كانت تعرف في العصر الروماني بساتا ثم سُميت شطا نسبة إلى الشيخ شطا الذي أستشهد بيد الهاموك عام 6420 ميلاديًا في الموقعة التي دارت حول تنيس وقت الفتح العربي.
أيضًا من أقدم المساجد الأثرية الإسلامية زاوية الرضوانية فتاريخها يعود إلى ما قبل 1039 هجريًا.. كما توجد قبة الأنصارى التى ترجع إلى العصر العثماني وهى مقامة على حجرة مرتفعة متبقية من زاوية الأنصار بمدينة فارسكور وتحتوي على مقصورة من الخشب المطعم المخروط.
وفى فارسكور توجد قبة الدياسطي المضلعة الشكل وهى مقامة على حجرة مرتفعه وترجع إلى العصر العثماني وفى عزبة البرج توجد طابية عرابى التى شُيدت في القرن الثامن عشر وتمثل قلعة حربية من سلسلة التحصينات الحربية التي أُقيمت لحماية مصر من الغزو البحري وتتكون من سور وأبراج للمراقبة والدفاع وبعض الثكنات للجنود بالإضافة لمسجد صغير.
وفى جنوب شرق مدينه فارسكور يوجد تل البراشية وقد تم العثور على حمام روماني به خزان سفلي لتخزين المياه كما تم العثور على منطقة سكنية ملاصقة لهذا الحمام مما يؤكد أن هذه المنطقة كانت عامرة كما تم أيضًا الكشف عن مقبرة ذات طابع غريب ترجع إلى العصرين الروماني والقبطي.
وجنوب مدينة دمياط الجديدة توجد منطقة تل الدير وقد تم العثور على توابيت وأيقونات من العصر الروماني بجانب تل الدير وأصبحت المنطقة تتبع هيئة الآثار.
كما تضم محافظة دمياط مجموعة من الكنائس ومنها كنيسة مارجرجس التى يرجع تاريخ إنشائها إلى عام 1650ميلاديًا وكانت تسمى سوق اللبن القديم وبها عظام القديس مارجرجس مزاحم الذي أستشهد في القرن التاسع الميلادي وأيضًا كنيسة السيدة العذراء التى يرجع تاريخها إلى عام 1745ميلاديًا وكانت ملكًا للموارنة التابعين لروما وعُرفت وقتئذ بكنيسة البارجة، بانقراض العائلات الكاثوليكية من دمياط آلت الكنيسة إلى الأقباط الأرثوذكس ويوجد بها جسد القديس مارى سيدهم بشاي والذي أستشهد في هذه البقعة.