مدينة الذئب.. تعرف على تاريخ نشأة أسيوط في عهد الفراعنة

كثير من الأسايطة لا يعرفون سبب تسمية مدينة أسيوط باسمها الحالي ولا يعرفون اسم المدينة في الماضي عبر العصور القديمة، فعندما تسأل ما معنى أسيوط وما اسم المدينة في السابق يقفون للبحث عن إجابة دون رد، ولا أحد يعرف قيمتها التاريخية على مدى العصور، في هذا التقرير نجيب عن جميع الأسئلة من الناحية التاريخية واسم المدينة على مدى العصور.
كان يطلق عليها اسم "سوت" المشتقة من كلمة "سأوت" التي تعني "حارس" باللغة الهيروغليفية، أي حارس الحدود لمصر العليا عندما انضمت إلى طيبة، عاصمة البلاد، في نضالها ضد الهكسوس الغزاة، وبذلك تكونت أقدم إمبراطورية عرفها التاريخ، وكانت تعد عاصمة القسم الثالث عشر في الوجه القبلي واستمر هذا الاسم لأكثر من 3 آلاف سنة قبل الميلاد طوال حكم الفراعنة، وبعد أن استولى الفرس على البلاد استمر اسم المدينة طوال مدة حكم الفرس الذي لم يستمر كثيرا .
وبعد أن تولى البطالسة حكم مصر قاموا بتغيير اسم سوت إلى "ليكوبوليس"، والتي كانت تعني لديهم مدينة الذئب، ويرجع ذلك إلى أن المعبود ابوات الذي كان له رأس كان يعبد بهذه المدينة القديمة في ذلك العصر، واستمر هذا الاسم لفترة كبيرة تقرب من 4 قرون أثناء حكم البطالسة والرومان حتى دخلت الديانة المسيحية إلى مصر وأصبح المصريون يكتبون بالخط القبطي واستمر الحال حتى جهل المصريون قراءة الخط الهيروغليفي، وندر استخدام اللغة القبطية الممزوجة بكلمات يونانية وأجنبية في أوائل القرن السادس عشر قبل الميلاد وحلت محلها اللغة العربية بعد فتح العرب لمصر عام 640 قبل الميلاد، فقام العرب بتغيير اسم المدينة إلى أسيوط، ويتضح من هذا أن اسم مدينة أسيوط العربي الحالي هو اسمها في عهد الفراعنة لم يطرأ عليه تغيير كبير.
وكان حكام أسيوط في عهد الفراعنة يعينون بأمر ملكي ويلقبون بنائب الملك ويعهد إليهم بالإدارة والقضاء في أسيوط، كما كان حاكم أسيوط يلقب وقتها بالقاضي وكان يعد الحاكم هو الوسيط بين الفراعنة ورعيته في المدينة، وكان الأسايطة يعبدون وقتها "أبوات"، حيث كانوا يهتمون بأمره وأولوه اهتماما كثيرا، حتى أنهم كانوا يقومون بخدمته الكهنة وأوقفوا عليه الأراضي الواسعة وأقاموا له المعابد ولم تكن أسيوط طوال عهد الدولة القديمة ذات شأن كبير مثل منف وعين شمس، وإنما كانت مدينة من الدرجة الثانية خضعت للحكومة المركزية في منف واشتهر حكامها بالولاء للملوك.
وكان من أبرز حكام أسيوط الأمير خيتي الأول والذي كان محاربا شديدا ماهرا في استعمال القوس وشيدا في ضربة السيف والذي قام بتكوين جيش كما قام بصناعة أسطول من القوارب، كما حكم أسيوط الأمير تف اب والذي كانت في عهده يسود الهدوء والاطمئنان على الإقليم ونجح في التصدي لهجوم من أهل جنوب طيبة وهزمهم مما زاد من قوته وسيطرته على إقليم أسيوط.
كما تولى حكم أسيوط الأمير خيتي الثاني والذي كان يساعد الملك، حيث كان الملك في ذلك الوقت على غير وفاق ما أمراء إقطاعيات فاستعان بصديقه الأمير خيتي الثاني، أمير أسيوط، وجلس معه في أحد قوارب الأسطول ورافقه إلى شمال حتى عاصمة ملكه وثبته هناك وخضع له كل الأمراء المعارضين وعاد بعدها خيتي الثاني إلى أسيوط ليدخل دخول المنتصر، وكان الملك يدين لخيتي الثاني بإرجاع عرشه إليه مما زاد من قوة خيتي الثاني وعظم نفوذه في الإقليم.