قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

هل يعذب بعد الموت الجسد أم الروح؟ .. المفتي السابق يجيب

هل يعذب بعد الموت الجسد أم الروح
هل يعذب بعد الموت الجسد أم الروح

هل يعذب بعد الموت الجسد أم الروح؟ سؤال حائر بين الناس، وهناك 4 أقوال في مسألة هل العذاب في البرزخ على الروح أم على البدن أم على كليهما؟، فيرى الفريق الأول: أن الروح منفصلة عن الجسد، ومتصلة به، فالعذاب والنعيم على النفس والبدن جميعًا باتفاق أهل السنة والجماعة، تنعم النفس وتعذب منفردة عن البدن، وتعذب متصلة بالبدن، والبدن متصل بها، فيكون النعيم والعذاب عليهما في هذه الحال مجتمعين، كما يكون للروح مفردة عن البدن».

القول الثاني: قول بعض المعتزلة وغيرهم الذين ينكرون النعيم والعذاب في البرزخ مطلقًا، والسِّر في ذلك أنهم ينكرون وجود روح مستقلة عن الجسد، فالروح عندهم هي الحياة، ولا تبقى الروح في نظرهم بعد الموت، فلا نعيم ولا عذاب حتى يبعث الله العباد.

القول الثالث: قول الفلاسفة الذين يرون أن النعيم والعذاب على الروح وحدها، وأن البدن لا ينعم ولا يعذب، وقد قال بهذا القول من أهل السنة ابن ميسرة، وابن حزم.

القول الرابع: قول من قال من علماء الكلام: إن الذي ينعم ويعذب في القبر البدن وحده، وقال بذلك طائفة من أهل الحديث منهم ابن الزاغوني.

من الذي يعذب الجسد أم الروح
وقال الدكتور نوح علي سلمان، أحد أبرز علماء أهل السنة والجماعة في المملكة الأردنية الهاشمية، إنه إذا مات الإنسان تفرقت أجزاؤه إلا الأشخاص الذين يكرمهم الله تعالى بحفظ أجسادهم، وقد ثبت بالحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ على قبرين فقال: «إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِنَ الْبَوْلِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ» رواه البخاري ومسلم.

وأوضح الدكتور نوح علي سلمان، في فتوى منشورة له على دار الإفتاء الأردنية، أنه من هذا نفهم أن العذاب والنعيم بعد الموت يكون للروح ويتأثر به الجسد تأثّرًا لا نُحِسّ به والله أعلم بكيفيته، كما أن النائم يتلذذ أو يتألم بروحه وإن كنا لا نرى أثر ذلك على جسده، وقد يتصبب عرقًا من الخوف أو يبتسم من السرور، ونحن لا نشاهد ما يشاهده النائم، والنوم مثال مُصغر عن الموت وإن كانت أحوال الآخرة لا تشبه أحوال الدنيا، ولكن هذا مثال يُقرِّب الموضوع لأذهاننا.

ما الذي يعذب في الإنسان بعد موته؟ الروح أم النفس أم الجسد؟
أفاد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، بأن الجسد وحده جماد، والنفس وحدها لا يمكن أن تتعذب، منوهًا بأنه لو أصاب الجسد شيء من العذاب لا يشعر به إلا بالنفس، فلا يوجد جسد وحده يعذب لأنه لو عذب لن يشعر بشيء، لكن هناك جسد فيه نفس، وعذاب النفس بأن نؤلم الجسد فتشعر هي.

ونوه الدكتور علي جمعة، بأنه لذلك عندما وصف النبي -صلى الله عليه وسلم- عذاب أهل النار قال: ضرس الكافر فيها كجبل أحد، وقد فعل الله هذا حتى يتحمل الكافر العذاب الذي سيلقاه، مضيفًا: إن هذا لا يعني أن الله يريد أن يعذبنا عذابًا شديدًا هكذا ولكنه يخوفنا به «ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ» فالله رحيم.