أذكار بعد الصلاة وفضلها.. تعرف عليها
أذكار بعد الصلاة
القيام بترديد الأذكار الواردة في السنة النبوية الشريفة عقب الفريضة فيه خير وأجر كبير لصاحبه، ومن لم يقم بها فإنّه لا يلحقه إثم؛ لأن حكمها مستحبة وليست فرض، ولكن يضيع عليه أجر عظيم ويقصر في اتّباع سنة النبي، ولا ضير في تذكير المتكاسل عنها لما فيها من الفضل والأجر الجزيل، وهذا من باب الأمر بالمعروف التواصي بالحق والتحبيب بالطاعة وأيضًا من التعاون على إتيان البر والتقوى؛ لذا تقدم لكم «صدى البلد» أذكار بعد الصلاة كما وردت فى السنة النبوية الشريفة.
أذكار بعد الصلاة كما وردت عن النبى
-عنْ ثوبانَ رضي اللَّه عنْهُ قال:«كان رَسُولُ اللَّهِ- صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- إذا انْصَرَف مِنْ صلاتِهِ اسْتَغفَر ثَلاثًا، وقال: " اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ، ومِنكَ السَّلامُ، تباركْتَ يَا ذا الجلالِ والإكرام»،قِيل للأَوْزاعي - رحمه الله- وهُوَ أَحَد رُواةِ الحديث: كيفَ الاستِغفَارُ؟ قال: تقول:(أَسْتَغْفرُ اللَّه، أَسْتَغْفِرُ اللَّه)، رواهُ مسلم .
- عَن المُغِيرةِ بن شُعْبةَ - رضي اللَّه عَنْهُ- أنَّ رَسُول اللَّه - صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم - كَان إذا فَرغَ مِنَ الصَّلاة وسلَّم قالَ: «لا إلهَ إلاَّ اللَّه وحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لهُ المُلْكُ ولَهُ الحَمْدُ، وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ. اللَّهُمَّ لا مانِعَ لما أعْطَيْتَ، وَلا مُعْطيَ لما مَنَعْتَ، ولا ينْفَعُ ذا الجَدِّ مِنْكَ الجدُّ »، متفقٌ عليه.
- عن عبد اللَّه بن الزُّبَيْرِ- رضي اللَّه تعالى عنْهُما- « أنه – صلى الله عليه وسلم- أَ كان يقُول دُبُرَ كَلِّ صلاةٍ، حينَ يُسَلِّمُ: لا إلَه إلاَّ اللَّه وَحْدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحَمْدُ، وهُوَ عَلى كُلِّ شيءٍ قَديرٌ. لا حوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ بِاللَّه، لا إله إلاَّ اللَّه، وَلا نَعْبُدُ إلاَّ إيَّاهُ، لهُ النعمةُ ولَهُ الفضْلُ وَلَهُ الثَّنَاءُ الحَسنُ، لا إله إلاَّ اللَّه مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ولوْ كَرِه الكَافرُون».
- عنْ سعدِ بن أبي وقاص – رضى الله عنْهُ- «أنَّ رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم- كانَ يَتَعوَّذُ دُبُر الصَّلَواتِ بِهؤلاءِ الكلِمات: اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الجُبْنِ والْبُخلِ وَأَعوذُ بِكَ مِنْ أنْ أُرَدَّ إلى أرْذَل العُمُرِ وَأعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيا وأَعوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ القَبر»، رواه البخاري .
- عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ- رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَخَذَ بِيَدِهِ، وَقَالَ:«يَا مُعَاذُ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ، فَقَالَ: أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ »، رواه أبو داود وصححه الألباني .
- عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الباهلي، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-: «مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلا أَنْ يَمُوتَ »، رواه النسائي وصححه الألباني .
- وعن عُقبةَ بنِ عامرٍ- رضي الله عنه-، قالَ: أمرَني رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- أن أقرأَ بالمعوِّذاتِ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ المعوذات: وهي سورة الإخلاص والفلق والناس»، رواه أبو داود وصححه الألباني.
يذكر أنه تقرأ المعوذات بعد كل صلاة مرة إلا الفجر والمغرب ثلاث مرات، واستدل العلماء لذلك بحديث عبد الله بن خبيب - رضي الله عنه- أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال له«:قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وتصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء».
فضل أذكار بعد الصلاة
- تعتبر الأذكار بعد الصلاة المفروضة من العبادات التي فيها يتسابق الإنسان على الخير، وهذا التسابق يؤدّي إلى الحصول على درجات عالية عند الله في الجنة.
- العمل على المحافظة على العلاقة الطيبة مع الله في الشدّة والرخاء، وبالتالي يحافظ المسلم على حبل التواصل مع الله دائمًا، ومن عرف الله أحبه وأقبل عليه وأخلص له.
- تعمل الأذكار على تقوية الجسم وتمنح النور في الوجه، بالإضافة إلى أنّها تجلب الرزق لصاحبها.
- ترتقي بالمسلم إلى باب الإحسان، أي أن يعبد الله كأنّه يراه.
أحاديث فضل الأذكار بعد الصلاة
- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم:«مَنْ سَبَّحَ الله فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَحَمِدَ الله ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَكَبَّرَ الله ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، فَتِلْكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، وَقَالَ تَمَامَ المِائَةِ: لا إلَهَ إلَّا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الملْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ».
- وعنه أيضًا - رضي الله عنه - «أنَّ فقراء المهاجرين أَتَوا رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقالوا: ذهَب أهل الدُّثُورِ بالدَّرجات العُلى والنعيم المقيم، قال: ((وما ذاك؟)) قالوا: يُصلُّون كما نُصلِّي ويصومون كما نصوم، ويتصدَّقون ولا نتصدَّق، ويعتقون ولا نعتق، فقال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أفلاَ أُعلِّمكم شيئًا تُدركون به مَن سبَقَكم وتسبقون به مَن بعدَكُم، ولا يكون أحدٌ أفضلَ منكم إلا مَن صنَع مثل ما صنعتم؟)) قالوا: بلى يا رسولَ الله، قال: ((تُسبِّحُونَ وتَحْمدُون وتُكبِّرُونَ دُبُرَ كلِّ صلاة ثلاثًا وثلاثين مرَّة))، قال أبو صالح: فرجَع فقراءُ المهاجرين إلى رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقالوا: سَمِع إخواننا أهل الأموال بما فعَلْنا ففعلوا مثلَه! فقال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ذلك فضلُ الله يُؤتيه مَن يشاء))، وفي رواية لمسلِم قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن سبَّح في دُبَر كلِّ صلاة ثلاثًا وثلاثين، وحمد الله ثلاثًا ثلاثين، وكبَّر الله ثلاثًا وثلاثين، فتِلك تِسعة وتسعون، ثم قال تمامَ المائة: لا إله إلَّا الله وحْدَه لا شريكَ له، له الملك وله الحمد، وهو على كلِّ شيءٍ قدير - غُفِرت له خطاياه وإنْ كانتْ مثلَ زبد البحر)).
أذكار بعد الصلاة
حثّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- على الإكثار من ذكر الله تعالى، ودوام استحضاره، وتسبيحه، وتعظيمه في سائر أوقات المسلم وأيامه، إلّا أنّه سنّ كذلك أذكارًا خاصةً لأوقاتٍ معينةٍ، ومن هذه الأذكار المقيدة الذكر بعد الصلاة المفروضة، ونبين فيما يأتي صيغ الأذكار عامّةً التي تُلحق بالصلوات المفروضة:
- الصيغة الأولى: أن يقول المصلّي بعد صلاته:« سبحان الله، ثلاثًا وثلاثين مرةً، والحمد لله، ثلاثًا وثلاثين مرةً، والله أكبر ثلاثًا وثلاثين مرةً، ثمّ يتمّها إلى المئة بقول: لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كلّ شيءٍ قدير»، ويمكن كذلك سرد هذه الصيغة بطريقةٍ أخرىوهي: أن يقول المصلّي: «سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ويكرّرها ثلاثًا وثلاثين مرةً، ثمّ يتمّها إلى المئة بذات الذكر المذكور آنفًا»، والدليل على ذلك ما أوردناه من أحاديث الرسول – صلى الله عليه وسلم-.
- الصيغة الثانية: أن يقول المصلّي بعد صلاته: «سبحان الله، ثلاثًا وثلاثين مرةً، والحمد لله، ثلاثًا وثلاثين مرةً، والله أكبر، أربعًا وثلاثين مرةً»؛ فيكون مجموعها مئة بالتمام.
- الصيغة الثالثة: أن يقول المصلّي بعد صلاته: «سبحان الله، خمسًا وعشرين مرةً، والحمد لله، خمسًا وعشرين مرةّ، ولا إله إلّا الله، خمسًا وعشرين مرةّ، والله أكبر، خمسًا وعشرين مرةً»؛ فيكون المجموع بذلك مئة بالتمام، ودليل ذلك: «ما روي عن رجلٍ من الأنصار أنّه بعد أن أمرهم الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بالتسبيح بعد الصلاة ثلاثًا وثلاثين، والحمد ثلاثًا وثلاثين، والتكبير أربعًا وثلاثين، أتاه في المنام آتٍ، فقال له: (أمرَكم رسولُ اللَّهِ أن تسبِّحوا دُبرَ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثينَ، وتحمَدوا ثلاثًا وثلاثينَ، وتُكبِّروا أربعًا وثلاثينَ، قالَ: نعَم، قالَ: فاجعلوها خمسًا وعشرينَ، واجعلوا فيها التَّهليلَ، فلمَّا أصبحَ أتى النَّبيَّ فذَكرَ ذلِكَ لَهُ، فقالَ: اجعلوها كذلِك».
- الصيغة الرابعة: أن يقول المصّلي بعد الانتهاء من صلاته: « سبحان الله، عشر مراتٍ، والحمد لله، عشر مراتٍ، والله أكبر، عشر مراتٍ.
عقد أذكار بعد الصلاة على أصابع اليدين
ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه كان يعقد التسبيح بأنامله ويديه، وذلك في عدّة أحاديثٍ، منها ما ورد عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- عن عبد الله بن عمرو قال: «رأَيْتُ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يعقِدُ التَّسبيحَ بيدِه».
كما ورد عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أيضًا إرشاده لنساءٍ من المهاجرات أن يسبحنّ ويقدسن الله -عزّ وجلّ- بأناملهنّ، ودليل ذلك قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: «عليكُنَّ بالتَّسبيحِ والتَّهليلِ والتَّقديسِ، واعقِدنَ بالأناملِ، فإنَّهنَ مسؤولاتٌ مستَنطَقاتٌ)؛ ففى الحديث السابق دلالةٌ على عقد التسبيح، والذكر على الأصابع بكلتا اليدين، اليمنى واليسرى، والأفضل أن يكون ذلك باليد اليمنى؛ لأنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- كان يحبّ التيامن في شؤونه كلّها.