ثمة وسائل وأسباب عديدة تساعد المسلم على الاستمرار والثبات في أداء الطاعات والعبادات.
وهذه الأسباب منها:
- التوجه بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى واللجوء إليه بالعون على الثبات.
- طلب العلم الشرعي ومتابعة دروس العلم وحِلَق الذكر.
- مصاحبة الصالحين الذين هم عونٌ على الثبات والتقرب من الله بالمداومة على الطاعات.
- العمل على زيادة الإيمان بالله تعالى.
- الشعور بالفقر إلى الله تعالى والحاجة له عز وجل في التثبيت والعون على الطاعات، فلولا عونه تعالى لما استطاع المؤمن الاستمرار.
- التوبة من الذنوب والمعاصي؛ لأنها تسبب زيغ القلب وتكاسله عن أداء الطاعات.
- الابتعاد عن الظلم.
- الخوف من سوء الخاتمة في حال تكاسل المؤمن عن الطاعات وأضاع وقته هباءً منثورًا.
- عدم إرهاق النفس والإثقال عليها بكثرة العبادات؛ كي لا تمل وتفتر.
- التعرف على جزاء وثمرات الطاعات والثبات عليها؛ لأنّ ذلك يحفز المؤمن على الإكثار منها.
المداومة على الطاعة والعبادة
قال الشيخ محمود شلبى، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إنه يجب على الإنسان مجاهدة النفس والشيطان بالمداومة على أوجه الطاعات والخير بشكل يومى؛ أيًا كانت الحالة التى عليها الإنسان؛ كأن يكون صحيحًا أو مريضًا؛ فلا يتركها أبدًا ما دام يقدر على فعلها.
واستشهد على أهمية وفضل المداومة على الطاعة والعبادة بما ورد عن عائشة – رضى الله عنها- من أنَّ النبيَّ - صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- «كانَ يَحْتَجِرُ حَصِيرًا باللَّيْلِ فيُصَلِّي عليه، ويَبْسُطُهُ بالنَّهَارِ فَيَجْلِسُ عليه، فَجَعَلَ النَّاسُ يَثُوبُونَ إلى النبيِّ - صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فيُصَلُّونَ بصَلَاتِهِ حتَّى كَثُرُوا، فأقْبَلَ فَقالَ: يا أيُّها النَّاسُ، خُذُوا مِنَ الأعْمَالِ ما تُطِيقُونَ، فإنَّ اللَّهَ لا يَمَلُّ حتَّى تَمَلُّوا، وإنَّ أحَبَّ الأعْمَالِ إلى اللَّهِ ما دَامَ وإنْ قَلَّ»، رواه البخارى.
ونصح أمين الفتوى من أراد المداومة على الطاعة والعبادة بإن يجعل لنفسه منهجًا؛ يسير عليه بشكلٍ يومى: كالمحافظة على تلاوة ورد يومى من القرآن الكريم، أو ذكر الله – سبحانه وتعالى- بعدد معين من التسابيح، أيضًا المداومة على صلاة الوتر أو قيام الليل، إلى غير ذلك من الطاعات.
فضائل المداومة على الطاعات
إن الاستمرار على الأعمال الصالحة والطاعات، له فضائل عظيمة وفوائد عديدة:
- زيادة الإيمان: فكل عمل صالح يقوم به المسلم يزيد من إيمانه، فالإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، والله -تعالى- يجزي عباده على ما يقومون به من الأعمال الصالحة سواء كانت قليلة أو كثيرة، صغيرة أو كبيرة، كما أن كل طاعة تجرّ فاعلها إلى طاعة أخرى، وكذلك المعصية تجرّ إلى معصية أخرى.
- البعد عن الغفلة: فقد نهى الله -تعالى- عن الاتصاف بالغفلة وذمّ المتصفين بها، فقال: «وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَافِلِين»؛ فالمداومة على الطاعة تُبعد المسلم عن الغفلة التي تقوده إلى الهلاك، ونفس الإنسان إن لم يشغلها بالطاعة شغلته هي بالمعصية.
- نيل محبة الله- تعالى-: فلا يزال المؤمن يتقرب إلى الله بالنوافل حتى يحبه، وهي سبب للنجاة في الشدائد، فسيدنا يونس لولا أنه كان من المسبّحين وهو في بطن الحوت للبث فيه إلى يوم الدين.
- ثبات الأجر واستمراره: فيستمر الثواب في حال العجز عن القيام بما يداوم عليه المسلم من الطاعات، كمن كان مسافرًا أو مريضًا، فإن الحسنات تُكتب عليه في هذه الأحوال كما لو كان صحيحًا أو مقيمًا.
- محو الذنوب: فالصلاة إلى الصلاة كفارة لما بينهما، والعمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، وكذلك الجمعة إلى الجمعة، وتكون كفارة ما لم يقم العبد بكبيرة من الكبائر.
- سبب لحسن الخاتمة: والتي يتمناها جميع الناس؛ حيث أن الأعمال بخواتيمها، فمن كان مستمرًا على الطاعة توفّاه الله عليها، والمرء يُبعث يوم القيامة على ما مات عليه، والموت لا بدّ منه، والنّبيه من يحرص على تحسين خاتمته.
-سبب لدخول الجنة: قال تعالى: «وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ...».