قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

ماذا تريد إثيوبيا؟

×

التحدي الذي تظهره إثيوبيا لمصر في موضوع سد النهضة غير ملائم وغير مناسب، ويستدعي تفسيرات عدة، حول الجهات التي تشجع إثيوبيا على الوقوف أمام مصالح مصر العليا في مياه النيل ورفضها كافة المقترحات المصرية المعروضة في الملف من ناحية، وسبب هذا الإصرار، على بناء سد النهضة بعد ثماني سنوات من الجدل حوله بنفس التصور الذي أثير به الجدل وقت التفكير في إنشائه من ناخية أخرى؟؟

لماذا تعادي اثيوبيا مصر؟ وهى تعرف تماما ان مياه النيل هى المصدر الرئيسي للحياة في القاهرة، وأن اكثر من 90 % من مساحة مصر صحراء جرداء؟

الحقيقة أن الموقف الاثيوبي في قضية سد النهضة موقف غريب عجيب، فمصر بداية لم تعارض التنمية في اثيوبيا، ولم تعارض انشاء السد لأغراض تنموية وتوليد الكهرباء في اثيوبيا ولكنها تعارض سعته التخزينية وسنوات ملء السد، وفي هذه النقطة تحديدا تأخذ أديس ابابا موقفا غاية في العناد يتعارض مع كافة الرؤى الدولية ومع قاعدة "لا ضرر ولا ضرار" وخاصة في موضوع حيوي مثل المياه.

ووفق كل الدراسات الدولية، ورؤى الخبراء في موضوع سد النهضة، فإن هناك مخاوف مصرية حقيقية وواقع من انخفاض مؤقت من توافر المياه نظرًا لفترة ملء الخزان، وانخفاض دائم بسبب التبخر من خزان المياه .

كما أن حجم خزان سد النهضة أو سد الالفية الكبير، حوالي ما يعادل التدفق السنوي لنهر النيل على الحدود السودانية المصرية (65,5 مليار متر مكعب) . من المرجح أن تنتشر هذه الخسارة إلى دول المصب على مدى عدة سنوات.

كما ورد، أنه خلال ملء الخزان يمكن أن يُفقد من 11 إلى 19مليار متر مكعب من المياه سنويًا، مما سيتسبب في خسارة مليوني مزارع دخلهم خلال الفترة من ملء الخزان . كما سيؤثر السد على امدادات الكهرباء في مصر بنسبة 25 % إلى 40 %، في حين يجري بناء السد حاليًا . سد النهضة الإثيوبي، يمكن أن يؤدي أيضًا إلى خفض دائم في منسوب المياه في بحيرة ناصر، إذا تم تخزين الفيضانات بدلا من ذلك في إثيوبيا. وهذا من شأنه تقليل التبخر الحالي لأكثر من 10 مليارات متر مكعب سنويا، وسيكون من شأنه أيضًا أن يقلل من قدرة السد العالي في أسوان لإنتاج الطاقة الكهرومائية لتصل قيمة الخسارة لـ100ميجاوات بسبب انخفاض مستوى المياه بالسد بمقدار 3م.

وغيرها من المخاوف التي يتم تداولها على نطاق واسع في قضية سد النهضة.

وإزاء العناد الاثيوبي، فإن التصريحات التي صدرت مؤخرا عن الرئيس عبد الفتاح السيسي وقال فيها بوضوح تام، إنه لن يتم تشغيل سد النهضة "بفرض الأمر الواقع"، مشددا في الوقت ذاته على أن مصر ليست ضد التنمية في إثيوبيا.

واضاف الرئيس أن "أحد التحديات التي واجهت الدولة نتيجة أحداث 2011 هو إقامة مشروع سد النهضة ليؤثر على مصر وأبنائها، وكان من المفترض أن تتم إقامة مفاوضات مع الجانب الإثيوبي لو كانت الدولة المصرية متواجدة في هذا التوقيت". وأضاف: "عندما ضعفت الدولة المصرية كان هناك ثمن دفعه المصريون وستدفعه الأجيال القادمة".

وشدد على أنه "يجب الحفاظ على حصة مصر من المياه، وقد اتفقنا مع الجانب الإثيوبي في 2011 خلال الاتفاق الإطاري على أسلوب ملء خزان سد النهضة، لكن للأسف لم تستطع اللجان الفنية حتى الآن الوصول إلى اتفاق في هذا الأمر".

قائلا في حسم "لن يتم تشغيل السد بفرض الأمر الواقع، لأننا ليس لدينا مصدر آخر للمياه سوى نهر النيل"، كما أن 95% من مساحة مصر صحراء، وأي إضرار بالمياه "سيكون له تأثير مدمر على المصريين.

والحاصل انه تحذير شديد اللهجة من الرئيس السيسي للقيادة في اثيوبيا، علها تفهم مرامي الكلام ومقاصده، فمصر لن تظل صامتة والسد بهذا الشكل، ينفذ ضد المصالح المصرية العليا، ومصر تصعد دبلوماسيا ودوليا ضد اديس أبابا لكن لا يجب ان يفهم الاخوة هناك على النيل الازرق أنهم بذلك يكسبون وقتا لصالحهم.

فالوقت لصالح مصر وليس ضدها، لأنها على حق ولها حق الفيتو فيما يخص المياه في حوض النيل منذ الأزل.

ويا أيها العقلاء في أديس أبابا.. صداقة مصر أفضل وأثمن كثيرا من عدائها وعداء قيادتها وشعبها، والقاهرة ليست ضد السد في حد ذاته ولكن ضد العنترية في تشييده بما يضر بمصالح مصر وحصتها من المياه التي تتدفق اليها.

فقليلا من الرشد يكفي..