ليسوا عابري سبيل.. الأنباط تركوا بصمات تاريخية ونقوش أثرية فى سيناء.. صور

ظلت سيناء علي مدار آلاف السنين منبعا لأسرار التاريخ التي تتكشف كل يوم علي يد الباحثين والمهتمين بالتراث، خاصة الشعوب والأجناس التي مرت عليها وتركت بصماتها علي أرضها.
بعض هذه الأسرار كشفتها رسالة بعنوان "الآثار والنقوش النبطية في سيناء في ضوء الاكتشافات الأثرية الحديثة"، أعدها الباحث الأثري تامر العراقي مفتش أول آثار بمنطقة آثار جنوب سيناء، ونال عنها الماجستير بتقدير ممتاز من كلية الآداب جامعة كفر الشيخ.
حضارة الأنباط
تطرقت الدراسة إلي التعرف علي الأنباط وحضارتهم وآثارهم في سيناء،حيث بدأ الباحث بالتعرف علي سيناء وموقعها الجغرافي والتركيب الجيولوجي وأسماء سيناء عبر العصور التاريخية المختلفة، كذلك التعريف بالانباط ونشأتهم الأولى.
ثم هجرتهم من وسط شبه الجزيرة العربية إلى شمالها واتخاذهم البتراء في الشام عاصمة لدولتهم، وأهم مظاهر حضارتهم، وكيف تحولوا من البداوة للتحضر، وترتيب أسماء ملوكهم حتي انهيار دولتهم علي يد الإمبراطور تراجانوس عام ١٠٦م .
دخول مصر
وتناول الباحث جزءا مهمًا من تاريخ الأنباط وعلاقتهم بمصر ومتي بدأت؟، ولماذا دخلوا منذ العصر الهيلنستي حتي بعد انهيار دولتهم في العصر الروماني، وكيف كانوا جزءا من دولة الرومان، والتأثيرات المصرية القديمة علي عمارتهم وفنونهم في البتراء وغيرها من مدنهم وأوجه التشابه بينهما.
وتحدث الباحث في دراسته عن آثار الأنباط الدينية في سيناء، ومعابدهم وتخطيطها واهم معابدهم بسيناء وأسماء آلهتهم، كذلك إعادة استخدامهم للنواوميس التي أقامها الإنسان الأول في سيناء، ومقابرهم في سيناء في وادي اجلة وتل المروة وجبل الطاحونة وطرق دفن موتاهم.
نشاط تجاري
الباحث كشف أيضا النشاط التجاري والاقتصادي للأنباط بسيناء، وكيف لعبوا دور الوسيط التجاري بين عواصم العالم القديم، وأهم الطرق التجارية والمسالك والدروب التي سلكوها أثناء رحلة الذهاب والعودة من مصر عبر سيناء، وأهم السلع التجارية التي تاجروا بها مع مصر القديمة.
كذلك المحطات واستراحات القوافل التجارية التي إنشئت علي طرق التجارة في سيناء، سواء في الأودية أو المدن وأهم المخازن والموانئ وحياتهم أثناء الإقامة في تلك الاستراحات، وطرق تخزين المياه والخزانات التي أقاموها للمياه أثناء إقامتهم في المحطات والاستراحات.
وعلاقتهم التجارية مع مصر القديمة، حيث قاموا بدور الوساطة التجارية بين حواضر العالم القديم، وكانوا يقومون بقوافل تجارية إلى مصر يصدرون لها منتجات شبه الجزيرة العربية والهند من توابل وبخور وعطور، والملح المستخدم في التحنيط ويستوردون منها الأعشاب الطبية والأرز والكتان.
نقوش وكتابات
وتحدث الباحث عن النقوش النبطية وقصة الكتابة ونشأة اللغة النبطية ومراحل تطور الخط النبطي، بداية من القلم الآرامي وصولا بالقلم العربي الإسلامي، وأنواع النقوش النبطية وتصنيفها سواء تذكارية أو قبورية أو وقفية،حيث اتضح من خلال البحث أن جميع نقوش سيناء نقوش تذكارية، معظمها يبدأ بسلم او ذكر أي سلام أو تحيات فلان بن فلان أو الذكري، حيث كانوا يسجلون ذكرياتهم بأسمائهم علي الصخور.