الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إعلام الست أم أحمد


مما لا شك فيه ان المنظومة الاعلامية التى تتعامل مع رأس الدولة فقط وتمجد وتعلل وتطبل لكل شىء هى منظومة غير مقنعة وأيضا مصيرها الفشل . فقد تعلمنا فى كليتنا الرائدة كلية الاعلام جامعة القاهرة على ايدى جهابذة الاعلام وواضعى التشريعات الاعلامية ومنهم تعلمنا انه لابد ان يكون هناك اعلام يسمح بالرأى الاخر، اعلام يجادل ويتجادل من منطلق ان الحرية فى الرأى نواة للتفكير الصائب ، وايضا كنا على قناعة بأن الرأى الاخر اذا تم قتله وتخويفه واسكاته فهو رأى قد فتحنا له كل ابواب التمسك به من قبل اخرين كثر تجمعهم اهداف كثيرة ليس بالضرورة ان تكون كلها النيل منك ولكن قد يكون من بينها الفوز عليك فى معركة حرية الرأى وديمقراطية الاسلوب . 

الإعلام الزرار او ما يعرف بانتظار حدوث الأزمة او المأساة واعطاء الاوامر بعدها بالرد غير الواعى مثل احضار اي من عائلة المدعى واجراء حوارات معهم تتركز على الذم فى الشخص اياه واظهاره بأنه سيئ وملحد وكافر وشهوانى وغيره من صفات تخصه شخصيا ولا تندرج بأى حال الى ما يقوله ولا تدحض بالوثائق قوله وادعاءاته.. هذا النوع من الاعلام يؤتى آثارا وأثرا عكسيا بل انه قد يؤدى الى الوقوف بجانب المدعى مع انه غير موثق لما يقوله ويدعيه . 

إعلام التطبيل والتهليل ومذيعى السلطة يجب اعادة النظر فيه وخاصة ان وسائل التواصل الاجتماعى صارت هى المرجع فى الكثير من المواقف والمواضيع وايضا عند الكثير من فئات المجتمع ، ان تعتمد فى اعلامك على سياسة رد الفعل ولا تستبق بخطوة لتأمين موقعك والحفاظ على شعبيتك . هذا النوع من الاعلام فاشل لامحالة. 

ان تبنى هرمك الاعلامى على اشخاص وليس على مؤسسة اعلامية وطنية ، اعلام فاشل .. ان تختار اشخاصا معروف عنهم انهم يتعاملون بنظام عاش الملك مات الملك ، اعلام فاشل .. ان يكون رصيدك وسندك الاعلامى اشخاصا يتقاضون الملايين لانهم يصفقون فقط بدون وعى ولا خبرة فى التعامل الاعلامى مع مواطنين اصبح جزءا كبيرا منهم لديهم رؤية وعلم وتواصل مع التكنولوجيا الحديثة ، اعلام فاشل.. ان تجبر المواطن على تصديق اعلامى مرفه يسمع عنه المواطن الذى يجد قوت يومه بالكاد يسمع انه يتقاضى ملايين ويعيش فى ارقى الاحياء ويقيم حفلا لزواج ابنائه بالملايين ، اعلام فاشل ... ان يكون مرجعك الاعلامى شخوصا تاريخهم يشهد بالتلون والتغير والتكبير والتهليل بمجرد الحصول على الفيض المادى الكثير ، اعلام فاشل ..ان تستثنى مؤسسة اعلامية وطنية كبيرة ورائدة مثل ماسبيرو من اجندتك الرئاسية وأقصر عملها على متابعة نشاطك من استقبالات ورحلات وانجازات ومشروعات وتبعدها كل البعد عن باقى الوسائل الاعلامية الخاصة وتجعل تصريحاتك واهتماماتك ومداخلاتك مسجلة ومصورة لهذه الفضائيات، اعلام فاشل .. 

ان تجعل الاداة الاعلامية كلها لا تكتب ولا ترد ولا تقول الا بانتظار ما يملى عليها فهذا قمة الفشل الاعلامى ، ان تنتظر بعد كل هذا من يرد على المارقين بقوة واقناع ومنطق فأنت كمن يحرث فى النهر او يناظر ان تمطر السماء ذهبا او فضة . اعلام الفضائيات المعادية اعلام ناجح لانه اعتمد على جهلنا الاعلامى فى الرد والتناول والطريقة ، نجحوا لاننا فشلنا فى ان نخلق منظومة اعلامية واعية بحجم هذه المرحلة الفارقة فى تاريخ بلادنا، نجحوا لأنهم استقطبوا فئات كارهة لمنظومة اعلام الست ام أحمد التى لا تجد وسيلة للرد سوى الخوض فى الاعراض وتشويه جانب من جوانب حياة المدعى هو يتفاخر به لانه هو عالمه الذى يعيشه وتربى وترعرع فيه.

نجحوا لأننا استثنينا الكفاءات واصحاب الرصيد الاعلامى وجرينا وراء الطباخين الذين يعملون من منطلق اكيد لما نأكل الزعيم اللحمة هيرضى علينا ونسوا او تناسوا ان نجاح الزعيم من رضا شعبه ومن شعبيته .. اعلام الست ام احمد لا يستطيع ان يواجه اعلام ما تسموها بالقلة المارقة ببساطة لان هذه القلة مع اتفاقنا من ان اهدافها شريرة وهادمة الا انها قلة درست وقررت وحددت ونشرت كل مالديها بطريقة مختلفة كليا عن طريقة الست ام احمد .. نقول قولنا هذا ونتمنى ان تسمعه أذن واعية وقلوب صادقة وادارة سياسية راقية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط