قال الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، إنه لا يجوز للحائض مس المصحف أو القراءة فيه، عند جمهور العلماء.
وأضاف «عاشور»، خلال فتوى مسجلة له، فى إجابته عن سؤال (هل يجوز للمرأة قراءة سورة يس أثناء فترة الحيض؟)، أنه يجوز للمرأة النظر إلى كلمات القرآن عبر التليفون دون الترديد باللسان، ناصحًا الحائض بالذكر والاستغفار والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، والتسبيح.
حكم قراءة الحائض للقرآن الكريم
كما قال الشيخ عبدالله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن قراءة القرآن للحائض حرام عند جمهور أهل العلم، سواء كانت قراءة مجردة من ذهنك وذاكرتك أو القراءة المصحوبة بمس المصحف، لافتا إلى أن مس المصحف حرام ولا يجوز للحائض.
وأضاف "العجمي" في إجابته عن سؤال مضمونه "حكم قراءة القرآن للحائض؟"، أن الإمام مالك قال إن الحائض لها أن تقرأ القرآن وليس حرام شرعا لكنه لا يجوز لها مس المصحف.
وأوضح أمين الفتوى، أن في مثل هذه الأمور التي اختلف حولها جمهور العلماء فأن الخروج من الخلاف مستحب، مشيرا إلى أن مس المصحف والقراءة فيه أثناء الحيض ليس الوسيلة الوحيدة للمرأة الحائض للحفاظ على حفظها فمن الممكن تلجأ الي المصاحف الرقيمة الموجودة على الهواتف والتابلت وغيره من وسائل اخرى.
الإفتاء توضح حكم قراءة ومس القرآن للحائض والنفساء والجنب
ومن ثم، قالت دار الإفتاء إنه مِن المقرر شرعًا أنه يحرم على المُحدِث حدثًا أكبرَ مسُّ المصحف؛ لقول الله تعالى: «لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ» [الواقعة: 79]، كما يحرم عليه تلاوة القرآن؛ لقول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فيما أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- "أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كان لا يحجزه شيءٌ عن قراءة القرآن إلَّا الجنابة".
وأخرج الترمذي في "سننه" عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال: «لَا تَقْرَأُ الْحَائِضُ وَلَا الْجُنُبُ شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ»، وهذا ما عليه جماهير الفقهاء.
وأضافت الإفتاء فى فتوى لها، أن قراءة القرآن بالنسبة للحائض والنفساء؛ فقد ذهب جمهور الفقهاء إلى حرمة قراءتهما القرآنَ، وذهب المالكية إلى أنه يجوز لأيٍّ منهما قراءة القرآن في حال استرسال الدم مُطلَقًا؛ خافت النسيان أم لا، فإذا انقطع الدم لَمْ يَجُزْ لها القراءة حتى تغتسل؛ إلَّا أن تخاف النسيان.
وأكدت الإفتاء أن الأَوْلى العملُ بما عليه جمهور الفقهاء من حرمة قراءة القرآن ومس المصحف للحائض والنفساء؛ لِمَا في ذلك من تقديسٍ للقرآن الكريم، وخروجًا من الخلاف. فمن وجدت في ذلك مشقةً وحرجًا، واحتاجت إلى قراءة القرآن أو مَسِّ المصحف للحفظ أو التعليم أو العمل في التدريس، فيجوز لها حينئذٍ تقليد المالكية؛ إذ مِن القواعد المقررة في الشرع "أن من ابتُلِيَ بشيءٍ مِن المُختَلَف فيه فليقلد من أجاز"، ولا إثم عليه في ذلك ولا حرج.